«محمود»: مرتبى كان 24 قرشاً وبيكفى.. واليوم 450 جنيهاً ومش بتكفى

24 قرشاً بالتمام، هى حصيلة عمل أول أسبوع له فى حياته بمصنع للنسيج، كانت كافية وقتها ليمر على بائع الفاكهة فيشترى منه للأسرة ما يشاء، أما اليوم فيحصل محمود أبوالغيط البالغ من العمر 78 عاماً، على 450 جنيهاً أسبوعياً، نظير عمله فى مسبك لكنها لا تكفى للإنفاق على المعيشة.

الصبى صاحب الـ14 عاماً الذى أصبح بعد سنوات رئيساً للصيانة بالمصنع كله، أحيل للمعاش، ليعمل بعدها فى أكثر من عمل، رافضاً «قعدة البيت» ومشجعاً 22 حفيداً له على العمل فى سن مبكرة.

عمرى 78 سنة.. وحياتى كلها شغل.. ومش هبطّل لحد ما أموت

فى منزل متواضع بقرية ميت برة، التابعة لمركز قويسنا، محمود أبوالغيط، قضى سنوات صباه، وانتقلت بعدها الأسرة إلى شبرا الخيمة، وكانت قلعة للصناعة فى ذلك التوقيت، فاندفع الشاب مع مجموعة أخرى من أقرانه إلى العمل بمصنع للنسيج، حتى صار رئيس قسم الصيانة بإحدى شركات الغزل والنسيج.

بعد سن الستين، كان لدى «محمود» 4 بنات و3 صبية، ويقول: «اشتغلت بعدها، حارس عقارات وخفير على مكان، وفى نقل الزلط والرمل والرخام، وشوية فى محل سمك»، ويضيف: «الصحة رزق وربنا إدالى صحة خلتنى أفضل شغال لحد دلوقتى وهفضل أشتغل لحد ما أموت، رغم أن ولادى يتمنوا أقعد من الشغل وأنا أرفض وأقول لو بطلت شغل هتعب».