المحتوى الرئيسى

لماذا لم يعلن الحريري موقفاً من الأزمة الخليجية ؟

06/13 08:42

كشفت مصادر دبلوماسية لـ”الأخبار” أنه “ليس مطلوباً من لبنان الانحياز إلى أي محور من المحاور المشتبكة، لأننا ندرك وضع لبنان الحسّاس”. لكنها كشفت أن “أطرافاً عربية كانت تعمل على الطلب إلى رئيس الحكومة سعد الحريري إعلان موقف، وكان هذا الأمر محطّ نقاش بين سفراء الإمارات ومصر والسعودية قبل أيام. غير أن الضغط المصري حال دون ذلك”، إذ “لا تريد مصر، وهي المدركة لتعقيدات الوضع الداخلي اللبناني، وخريطة الأحزاب والتيارات وارتباطاتها، الزجّ بلبنان في الأزمة”.

وأكدت المصادر أن “الحريري لم يطلب المساعدة المصرية، لكن هناك قرار دولي ــ عربي بتحييد لبنان عن أي نزاعات تؤدي إلى تفجيره”.

قد يكون الدور المصري أنقذ سعد الحريري رئيس الحكومة، بعدم توريط “مجلس وزرائه” بأيّ موقف. لكن هل نجا سعد الحريري رجل الأعمال المقرّب من الجناح الملكي في المملكة، وشريك أمراء قطريين في بعض أعمال “البيزنس”، وصديق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من الأزمة الخليجية؟ لا يبدو الأمر بهذا القدر من السهولة. إذا ما وضع رئيس تيار “المستقبل” الورقة والقلم أمامه لاحتساب مصالحه في ميزان الربح والخسارة، فإن كفّة خسارته ستكون هي الراجحة، في حال قرر إصدار موقف من الازمة بين السعودية من جهة، وقطر وتركيا من الجهة الأخرى. كذلك فإن وقوفه على الحياد لن يحميه بالضرورة. فهو أولاً لا يستطيع “مقارعة” المملكة التي لا يزال، رغم كلّ شيء، يعتبرها السند الأول له. ومع كل الضغط الذي يُمارس على “سعودي أوجيه”، ما زال يحلم بعملية إنقاذ سريعة تقوم بها المملكة لأمبراطوريته. وفي هذه الفترة التي تحتاج فيها المملكة إلى أوسع تضامن، لن يتقبّل عقلها أن يقف أحد على الحياد. وبناءً عليه، ترى أن على من احتضنته وتياره، طيلة هذه الأعوام، الوقوف معها في أي مكان تكون فيه. وهي بالتالي لن تتساهل مع الحريري في حال تقاعسه، خصوصاً أنها لا تراه بعين واحدة مع الكويت وسلطنة عمان، إذ إنه لا يملك موقعاً متقدماً يسمح له بالتمايز. ولم تتضح بعد نتائج الزيارة التي قام بها الحريري إلى السعودية الأسبوع الماضي، رغم أن الهدف المعلن لها هو “تأدية العمرة”.

أما قطر، فلفتت مصادر سياسية مطّلعة إلى أن ما يجمع الحريري بها أكبر وأكثر خصوصية. بعض المعلومات تؤكّد “شراكة تجمع الحريري بأحد أفراد الأسرة الحاكمة القطرية، قيمتها نحو 100 مليون دولار كقرض تلقّاه الحريري لقاء ضمانة هي أسهم في مؤسسات تابعة للحريري، بينها مؤسساته الإعلامية”. ولهذا البلد الصغير مبادرات تجاه الحريري لا يُمكن تجاهلها؛ فحين عرض الرجل عقارات في جدّة للبيع لحلحلة أزمته المالية، تعهدت قطر بالشراء قبل أن ترفع الرياض الصوت عالياً لمنع إتمام الصفقة. كذلك عرض القطريون على الحريري شراء مبان عائدة لـ”سعودي أوجيه”.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل