المحتوى الرئيسى

اكتبوا لتعززوا مناعتكم

06/12 21:46

نشرت جريدة الرؤية الإماراتية مقالا للكاتبة عبير صغير جاء فيه أن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة وربما اختبرتنا الحياة فى أزمات مفاجئة أو تعرضنا لصدمات من أشخاص نحبهم أو مررنا بأوقات عصيبة فأصبح مجرد ذكرها أو استحضار الذاكرة لها يولد لدينا الآلام والمشاعر المؤلمة وكأننا نعيشها اليوم، وعبثًا نحاول التخلص من هذه الآثار السلبية لهذه الذكريات ولكنها تفشل إلا بعد مضى فترات طويلة جدًا ليصبح الزمن كفيلًا بعلاج الجروح التى تركتها هذه الأزمات وإن لم ينجح فى بعضها.

فى محاولات وأبحاث قام بها الأستاذ فى علم النفس جيمس بينبيكر، توصل إلى اكتشاف رائع فى هذا الشأن، حث جيلًا من الباحثين من بعده على إجراء مئات الدراسات، بعد أن طلب من مجموعة من الطلاب أن يطلقوا العنان لذاكرتهم وأن يكتبوا عن أكثر الصدمات المؤلمة التى تعرضوا لها أو أزمات أثرت فى حياتهم، على الورق مهما كانت سرية أو مجهولة، لمدة 15 دقيقة وكرروا هذه الطريقة من الكتابة على مدى أربعة أيام، ولم يكن الأمر سهلًا على الطلاب، لكنهم آثروا الكتابة على التوقف بالرغم من أن طالبًا واحدًا تقريبًا من بين 20 طالبًا كان يجهش بالبكاء خلال الكتابة.

ولاحقًا اكتشف بينبيكر أن الطلاب الذين أفصحوا عن مكنون مشاعرهم عن طريق الكتابة، انخفض عدد زياراتهم إلى الأطباء فى الأشهر اللاحقة بشكل لافت للنظر مقارنة بالطلاب الذين لم يخضعوا للاختبارات وبالتالى تساعد الكتابة فى تقوية الجهاز المناعى، وربما يعود السبب إلى أن الكتابة وسيلة للتنفيس عن مشكلاتهم وهمومهم، وأن الإنسان يشعر بتحسن فى مزاجه بعد إخراج كل ما يضيق به الصدر ويثقل كاهله، وهذا ما ألمسه فى نفسى بعد تفريغ بعض ما مررت به من إزعاجات على ورق مفكرتى وكأننى أزيح حجرًا كان جاثمًا على صدرى. وهناك اكتشاف آخر يشير لتأثير الكتابة، إذ يسهم تخيل حدث أليم وكتابة قصة عنه فى تسريع التئام الجروح. ولهذا ربما تفوق أهمية الكتابة كوسيلة لتنظيم المشاعر، أهميتها كوسيلة لحل المشكلات التى وقعت فى الماضى.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل