المحتوى الرئيسى

ألمانيا ـ تلاميذ "يتمرنون" على الصوم في أجواء غير رمضانية

06/12 13:32

يُعتبر صوم شهر رمضان فرصة فريدة بالنسبة للعديد من التلاميذ المسلمين في ألمانيا، من أجل اختبار قدرتهم على تحمل ساعات الصوم الطويلة والتعرف عن قرب على الأجواء الروحانية، التي يتمتع بها هذا الشهر الخاص لدى المسلمين. ورغم صعوبة التوفيق بين أداء الواجبات المدرسية والصوم يتشبث الكثيرون بذلك، في حين يمتنع البعض عن الصوم لأسباب متعددة.

"رمضان شهر يجعلني أشعر بالفقير"

الألمانية الجنسية والسورية الأصل مايا 14 عاما، ولدت في ألمانيا وترعرعت فيها. تدرس مايا في ثانوية فريدريش إريبرت في الصف الثامن، وتصوم شهر رمضان على غرار العديد من التلاميذ المسلمين في المدارس الألمانية. وتقول في حوار لها من DW عربية" نعم أصوم رمضان لأنه واجب ديني، فرمضان شهر يجعلني أشعر بالفقير ويُعلمني الصبر على العطش والجوع".

وترى مايا أن رمضان شهر خاص بالنسبة لها ، حيث إنه يمثل" خروجا عن الروتين العادي وخاصة أن هناك أجواء مميزة في هذا الشهر". أجواء تنعكس على ساعات يومها التي تتكون من الدراسة، والرياضة والخلود للراحة، حيث تقضي النصف الأول من يومها داخل حجرات المدرسة. وتعود بعدها إلى المنزل لإنجاز ما تبقى من واجباتها المدرسية.

غير أن يومها لا يقتصر فقط على الدراسة، بل يتعداه إلى ممارسة الرياضية عملا بالمقولة الشهيرة "العقل السليم في الجسم السليم"، إذ تُمارس كرة السلة أو تعزف على البيانو خصوصا إذا كان الجو جميلا. وتضيف " أخلد للنوم فالإفطار في وقت متأخر يجعلني لا أنام باكرا وبالتالي أنا بحاجة لتعويض ساعات النوم خلال النهار". وتؤكد مايا أن الصوم " لا يؤثر عليَّ، بالعكس خاصة أن حسناتي ستتضاعف لأنني أصوم وأدرس".

ياسمين (15 عاما) والمولودة في ألمانيا من أبوين ينحدران من المغرب، تدرس في الصف الثامن في ثانوية فريدريش إريبرت بمدينة بون. وتُشدد في حوار لها مع DW عربية أنها تصوم رمضان" لأنه شهر الصيام" مضيفة" أُحاول أن أثابر على واجباتي الدينية بشكل أكبر". وترى نفس التلميذة أن رمضان شهر يختلف عن باقي الشهور الأخرى حيت أنه "مميز عن باقي الأشهر لأن مواعيد الطعام تصبح مختلفة، إذ يجب علينا تناول الطعام سويا".

تلميذة مسلمة تدرس في مدرسة ألمانية.

وعن مدى التوفيق بين الصوم والدراسة تقول ياسمين" رمضان يجعلني أشعر بالتعب قليلا وخاصة عندما يكون الجو حارا ويتوجب عليَّ الذهاب إلى المدرسة". وتضيف" في بعض الأحيان أكون غير قادرة على التركيز". وبالرغم من صعوبة الجمع بين الصوم والدراسة، فإن ياسمين تُشدد على أنها تُحاول بشكل عام أن تُوازن الأمور.

قدم وائل زردة 17 عاما إلى ألمانيا سنة 2015 فارا من الحرب في سوريا. ويدرس وائل حاليا في  الصف التاسع بالعاصمة برلين. وفيما يتعلق بالصوم في رمضان يقول في حواره مع DW عربية " أصوم ولكن ليس دائما لأنني أسكن وحدي ببرلين ولست مع أهلي، ولديَّ صعوبة في الطبخ والأكل". ويضيف" أول ما أسمع كلمة رمضان أتذكر الشام، أتذكر الأجواء الرمضانية في سوريا، حيث تكون المحلات مُغلقة أثناء الإفطار والكل يُفطر مع أهله".

ويقضي نفس المتحدث يومه بين الدراسة والمنزل، حيث يُنهي دوامه الدراسي في الساعة الثالثة بعد الظهر، ثم يعود بعدها للمنزل لإتمام باقي الفروض المنزلية. وفي وقت فراغه يتصفح الانترنيت أو يذهب في جولة إلى البحيرة المحاذية له في حال كان الجو جميلا.

وتختلف أجواء رمضان في ألمانيا عن تلك التي في سوري، ما يدفع وائل إلى الإفطار أحيانا؛ "الاختلاف كبير هنا لم أحس بالأجواء الرمضانية، التي في سوريا فمثلا  أحس في سوريا أن هذا الوقت رمضان. في ألمانيا لم أشعر بذلك، فالأشخاص حولي كلهم يفطرون في هذا الشهر وأنا أيضا  أفطر أحيانا ".

رمضان شهر مثل باقي الشهور!

 وعلى غرار وائل، يمتنع التلميذ كريم (15) عاماً عن الصوم أيضا. وعن سبب ذلك يقول في حواره مع DW عربية" لا أصوم لأن أوقات المدرسة صعبة والوقت طويل وهناك حركة كثيرة في المدرسة". ويضيف "أمارس الرياضة مثل كرة القدم، كرة السلة والركض مرة أو مرتين في الأسبوع وهذا يتطلب مني شرب السوائل".

ويدرس كريم في برلين، حيث يقضي أغلب فترات يومه في المدرسة التي تبدأ مع الثامنة صباحاً وتنتهي في بعض الأحيان مع الخامسة، ويستكمل ما تبقى من يومه مع أسرته أو بعض زملائه. ويرى كريم أن رمضان شهر مثل باقي الشهور الأخرى حيث يمر في أجواء عادية" الأجواء في رمضان عادية مثل باقي شهور السنة".

لكن كيف ينظر الطلبة الألمان لصوم زملائهم المسلمين؟ يٌثير صوم التلاميذ المسلمين احترام ودهشة باقي زملائهم الألمان خصوصا وأن ساعات الصوم طويلة، والطقس حار في هذه الفترة من السنة. وتقول التلميذة الألمانية ياسمين في حوارها مع DW عربية" شخصيا لا أستطيع أن أتحمل ساعات الصوم الطويلة فأنا بحاجة إلى الماء، وحين أرى زملائي الصائمين يثير ذلك كليا دهشتي".غير أن ياسمين لا تؤيد "فكرة فرض الصوم على التلاميذ خصوصا في وقت الدراسة".

الاحتفاء بالمرأة المهاجرة والجمعيات النسائية في ألمانيا، هو ما ميز الدورة الثالثة من إفطار رمضان والتي نظمته الحكومة الألمانية. وتهدف الفعالية إلى تقوية الجسور بين هؤلاء النسوة وتعزيز سبل العيش المشترك. (07.06.2017)

ارتفع عدد الأطفال والمراهقين الذين يؤمون المصلين بمساجد المغرب خلال رمضان. وأثارت الظاهرة نقاشا بعد موافقة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية على إمامة الأطفال وكسر النموذج التقليدي في قصر الإمامة على الفقهاء. (27.06.2016)

وتُعلق التلميذة الألمانية ستيفاني على صوم زملائها" حقاً أرى الصوم (لليافعين) سيئ، لأننا لازلنا في مرحلة النمو. كما أنني أرى الكثير منهم يدعي الصوم في القسم لكنه يأكل خارجه".

و في سياق متصل، يُؤكد وائل أن زملائه في الدراسة يحترمون كثيرا الصائم، فمثلا "صام البعض منهم من أجل أن يتعرف على أجواء رمضان ويُفطر معنا"، مضيفا" هناك احترام حتى من طرف الأساتذة، فقد أفطروا معنا بالأمس أيضا. وهناك نوعا مع محاولة لخلق أجواء إيجابية".

ولكشف انعكاسات الصوم على  التلاميذ أثناء فترة الصيام، يقول الدكتور عيسى المنصور مدير مركز الإرشاد النفسي في برلين في حواره مع DWعربية، إن الصوم يؤثر على التلاميذ في جانبين: الأول تأثير سلوكي والآخر جسدي. ويوضح " يميل التلميذ إلى العدوانية و يصبح مزاجه غير طبيعي، حيث يميل إلى اختلاق الحجج، فإذا لم يستطع أن ينجز واجباً مدرسياً معيناً يتحجج بالصوم". ويضيف" يحتاج تلاميذ المرحلة الابتدائية والمتوسطة إلى الغداء والسوائل في هذه المرحلة، ويمكن أن يتضرروا جسدياً في حال نقص ذلك. كما أن التركيز ليس بالممتاز خاصة في ساعة الدوام وما بعد الظهيرة".

ولتجاوز هذا الوضع ينصح عيسى المنصور التلاميذ بضرورة إيقاف الصوم لفترة معينة إذا ما وُجد" خطر على جسده أو صحته أو على تحصيله الدراسي ويعيد الصيام مرة أخرى لأن الدين مرن". ويُشير نقس المتحدث إلى أنه على التلميذ أن"يُفكر في مصلحته ولا يخشى من قول الآخرين، ويُفطر من أجل مصلحته خصوصا إذا كان النهار طويلاً أو العمل مجهداً، وعندما ينتهي الموضوع يتابع الصيام". 

ترتفع نفقات المسلمين في شهر رمضان بشكل ملحوظ. فالشراء في رمضان لا يقتصر فقط على المواد الغذائية فحسب، بل شراء فوانيس رمضان أو سجاجيد الصلاة أيضا. وفي شهر الصيام يغري التجار الزبائن من خلال عروض خاصة كما هنا في القاهرة. كما تقدم المطاعم وجبات متنوعة لجميع أفراد الأسرة.

شهر رمضان، هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن، وفي نهاره يجب على المسلم كبح جماح شهوات نفسه. وفي هذا الشهر بالذات يحب الناس الصلاة في المساجد حتى من هم على سفر. هنا أحدهم في مسجد بمطار عمان (الأردن). كما توجد مساجد وقاعات صلاة في مطارات كثيرة في العالم، حتى في ألمانيا هناك قاعات لصلاة المسلمين في مطارات فرانكفورت وميونيخ ودوسلدورف.

رمضان هو الشهر التاسع في التقويم القمري (الهجري)، ورؤية الهلال هي الدليل على دخول الشهر. وكل يوم عند غروب الشمس يحين وقت الإفطار. وهنا على أحد شواطيء البحرين يترقب هؤلاء الأشخاص غروب الشمس وبعدها يجلسون لتناول طعام الإفطار سويا.

هذه العائلة البوسنية تتناول وجبة الإفطار يوميا دائما معا، وغالبا أيضا مع أقارب وأصدقاء. فتعزيز الإحساس بروح الجماعة جانب من الجوانب الأساسية في رمضان. ولا يشترط أن يكون كل من يجلس على مائدة الإفطار صائماً، فالإسلام يمنح رخصا بعد الصيام لكبار السن والنساء الحوامل والمرضى والمسافرين، ومن يستطع يمكنه التعويض بعد رمضان. أما الأطفال فليس عليهم صيام.

التجّار في البازار (السوق) في العاصمة البنغلاديشية دكا يقدمون خلال رمضان اللحوم وغيرها من الأطعمة. ولأن الإفطار في شهر الصيام له أهمية خاصة ترتفع الأسعار في أسواق المدينة المليونية في رمضان بنسب تصل إلى 60 في المئة.

ومن خصوصيات رمضان أيضا تذكر الفقراء بشكل أكبر وتقاسم الطعام معهم ومنحهم الصدقات والزكاة، فالزكاة ركن من أركان الإسلام الخمسة. وهنا أمام أحد المساجد في المغرب نرى سيدات يعطفن بالصدقات على فقيرات قبيل صلاة عيد الفطر.

مصابيح الزينة وفوانيس رمضان تزين خلال شهر رمضان الصيام العديد من شوارع المدن وكذلك أيضا المنازل الخاصة كما هو الحال هنا في البحرين. إنها ترمز للبحث عن النور في الطريق إلى الله وإلى الصلاة. كثير من المتاجر تتزين بشكل مبالغ فيه، وعلى شاشة التلفزيون تعرض المسلسلات والإعلانات التجارية المكلفة في رمضان وهذه مسألة لا تروق لكثير من رجال الدين المسلمين.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل