المحتوى الرئيسى

احذر... الفيروس ينخر فى عظامك! | المصري اليوم

06/12 00:17

فى مارس ١٩٤٢، سرق أحدُ الفقراء من إحدى المكتبات كتابًا، لم يستطع شراءه. وحين قُبض عليه، سأله القاضى: «هل تعرف ثمنَ هذا الكتاب؟» أجاب اللصُّ الفقير: «لا، لكننى أعرفُ قيمتَه». دعكَ من أن هذا اللصَّ الفقير هو أحدُ أكبر أدباء فرنسا واسمه «جان جينيه»، وأنه فعل فعلته حين كان فقيرا مشرّدا قبلما يشتهر، ودعك من أن الكتاب المسروق كان نسخة نادرة لأحد دواوين الشاعر الفرنسى «بول فرلين»، فكل ما سبق لا يعنينى فى هذا المقال. ما يعنينى هو كلمته البليغة: «أعرفُ قيمتَه».

والآن أسألُك عزيزى القارئ الكريم، هل تعرف «قيمة» أن تكون «إنسانًا»؟ فثمّة فارقٌ بين أن تكون من فصيل «البشر» وأن تكون من فصيل «الإنسان». جميعنا بشرٌ والقليلُ منّا إنسان. ومن الجيد أن نراجع «كود» بشريتنا، بين الحين والآخر، لنتأكد أن «كودنا» البشرى يتفق مع «كود» «الإنسان» من حيث الحقّ والخير والجمال والعدل والتحضّر. انظرْ إلى مرآتك كل ليلة قبل أن تنام، وراجع سلوك يومك، حتى تطمئن أن إنسانيتك بخير وأنك خالٍ من فيروس الهمجية. فإن وجدت عطبا فى الكود، اجتهد فى اليوم التالى أن تُصلحه، وإن اطمئننت على إنسانيتك، نم ملء جفونك، واستيقظ فى غدك وأنت قابضٌ على سلامك وسلامتك، حريصا على ألا يضربك الفيروس اللعين الذى يُخرجك من الكود الإنسانى، ليرمى بك فى خانة «الكائنات الحية» التى تأكل وتشرب وتتناسل وتموت، دون أن تجرب الارتقاء لمرتبة «الإنسان».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل