المحتوى الرئيسى

آيات «الواقعة»

06/11 22:12

سورة الواقعة واحدة من السور المكيّة، موضوعها «القيامة» وما يتبعها من أحداث وأهوال واختلاف فى مآلات البشر طبقاً لأعمالهم. لحظة «القيامة» هى لحظة تحوُّل فى حياة البشر، ليس ما قبلها مثل ما بعدها، لحظات عديدة يمكن أن يمر بها الفرد أو الجماعة يصحّ وصفُها بـ«القيامة»، لأنها تنقلهم من حال إلى حال، وتضعهم فى واقع مختلف. المصريون على سبيل المثال اعتادوا وصف الأحداث الفارقة المفاجئة التى تواجههم بـ«الواقعة»، ويبدو أن المعانى التى تحملها السورة الكريمة كانت فى خلفية تفكيرهم وهم يَسكّون هذا الوصف. فـ«الواقعة» تعبّر عن حدث مدهش مفاجئ يزلزل أركان الواقع ويرجّه رجاً، يعلو بأقوام ويسفل بأقوام.

تأمّل الآيات الكريمة: «إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجّاً وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً فَكَانَتْ هَبَاءً مُّنبَثّاً»، مشاهد مرعبة تبدأ بجرس إنذار «إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ» فلن يستطيع أحد أن يصرفها أو يدفعها أو يحول دون وقوعها، لأن إرادة الله شاءت «لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ». حين تقع الواقعة فإنها لا تترك البشر على نفس الحال التى كانوا عليها قبل وقوعها، إنها ترفع أقواماً ربما امتازوا بتواضع الحال وضعة الشأن، وتهبط بأقوام من القمم الشاهقة إلى أسفل سافلين، إنها قادرة على تقليب البشر، كيف لا وهى تزلزل الأرض أسفل أقدامهم؟! الواقعة حين تقع لا تدع أحداً فى مكانه حتى هؤلاء الذين يتحصنون فى الجبال -أعتى الحصون- لن يكونوا بمنجى منها، لأن الجبال سوف تنهار وتتفتت فوق رؤوسهم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل