المحتوى الرئيسى

اعتذار لشهداء مصر فوق جزيرة تيران

06/11 22:10

فى العام 2007، بثت القناة الأولى فى التليفزيون الإسرائيلى، فيلما وثائقيا بعنوان "روح شاكيد"، يعترف صراحة بإقدام جيش الاحتلال على قتل 250 أسيرا مصريا، خلال حرب 1967. ولا أحد يعلم بدقة أسماء شهداء هذه المجزرة، لكن الأكيد أن من بقى على قيد الحياة من آبائهم وأبنائهم، لا يزال يبكى دما على الدماء الطاهرة التى سالت على أرض سيناء.

وحسب الدراسات، فإن عدد الأسرى المصريين الذين قتلتهم إسرائيل خلال حرب يونيو لا يقل عن 4 آلاف شهيد.

جزيرة تيران، كان لها نصيب من الدم، حيث استشهد فوق ترابها 3 من جنود فصيلة المظلات التى كانت تحميها، أثناء حرب يونيو، بينما وقع 28 مجندا ومعهم ضابط واحد يمثلون بقية أعضاء قوة حراسة الجزيرة، أسرى لقوات جيش الاحتلال. ولا معلومات كثيرة عن مصير هؤلاء، هل عادوا كلهم أم قتل بعضهم، وبعد عودتهم من الأسر هل يشهدون معنا الآن الأيام العصيبة، حين تبصق السياسة على التضحيات العظيمة.

وفقا لشهادة الضابط محمد عبدالحافظ، أحد رجال سلاح المظلات الذي كان شاهدا على أحداث تلك الفترة، فإن الأوامر صدرت للقوات الموجودة فى شرم الشيخ، بالانسحاب يوم 6 يونيو، مع ترك أمر الفصيلة الموجودة فى تيران للقيادة العامة للقوات المسلحة.

وفى حوار مصور للفريق عبدالمنعم خليل، قائد قوات المظلات فى شرم الشيخ أثناء الحرب مع موقع "مدد"، يقول إنهم لم يتمكنوا من إرسال طائرة هليوكوبتر إلى تيران لإجلاء الفصيلة، موضحا أنه علم فيما بعد أن جيش الاحتلال اجتاح الجزيرة وأن رجال الفصيلة وقعوا أسرى.

ويقول الفريق خليل نصًا: "اضطريت للانسحاب بدونهم، أتمنى لو يصل لهم كلامي هذا، لم تكن لدي معلومات كافية عن كل من كان على سطح تلك الجزيرة، لم أكن أعرف جيدًا هذا الضابط الشاب، وكان علي أن أعرف عنوان بيته وأذهب بعد علمي بعودته من الأسر للاطمئنان عليه، لكني لم أفعل وسط ظروف الحرب، وأقول له عذرًا.. أنا غلطت معلش.. وأتمنى لو أقدر أقابله هو أو أي من الجنود اللي كانوا على الجزيرة".

غير أن موقع "مدد"، حاول فى تحقيق متميز، تتبع رحلة هؤلاء الأسرى. وكانت النتيجة الأهم أن قائد الفصيلة كان الملازم أول يسرى العبد، الذى تابع مسيرته العسكرية بعد عودته من الأسر، حتى تقاعده برتبة لواء. وحسب روايات رفقاء السلاح، فإن جيش الاحتلال هاجم الجزيرة مساء 6 يونيو بقوات كبيرة، ولم تستسلم فصيلة المظلات المصرية الباسلة، وخاضت معركة شرسة استشهد خلالها 3 من الجنود، ووقع الباقون وضابطهم فى الأسر، وعادوا إلى مصر بعد 9 أشهر.

فى يناير من العام الجارى 2017، قالت المحكمة الإدارية العليا في حيثيات حكمها الصادر بإلزام الحكومة المصرية باتخاذ الإجراءات الكفيلة بالقصاص للأسرى المصريين، خلال حربي 1956 و1967، وتعويضهم عما لحق بهم من جرائم قتل وتعذيب، إن أوراق الدعوى أظهرت أن الحكومة المصرية فرطت في دماء الشهداء الذين استشهدوا في الأسر على يد جنود إسرائيليين، وتهاونت في حق الأسرى الذي عذبوا في الأسر، وخذلت حقوق المواطنين بتقاعسها عن مطالبة إسرائيل بالتحقيق في تلك الجرائم.

3 شهداء و29 أسيرا، بذلوا الدم الغالى دفاعا عن مواقعهم على أرض تيران وصنافير.. وما كانوا يعلمون أن الجزيرة، ستكون اليوم محورا لنقاش يدور حول رفع علم غريب ينغرس فى تراب معطر بأقدس دماء البشر.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل