المحتوى الرئيسى

الصحابة بين النقد والعدالة | المصري اليوم

06/11 21:28

لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانة خاصة عند المسلمين وخصوصا عند أهل السنة فهم الذين أزروا الرسول وناصروه ووقفوا بجانبه ونشروا الاسلام بعد وفاته صلى الله عليه وسلم في البلدان المختلفة، وشرحوا الدين ووضحوا غوامضة ،ولكن هل يعنى ذلك أن افعالهم فوق النقد لو أمنا بذلك لرفعناهم عن مكانتهم البشرية لمكانة أخرى.وهم في الأصل بشر وفعالهم أفعال البشر وبالتالى فهم ليسوا فوق النقد وهذا أهم ما يميز الاسلام أنه دين بشرى .وهناك قاعدة تقول «كل يؤخذ منه وكل يرد عليه ما عدا المعصوم من الخطأ محمد صلى الله عليه وسلم».

وهناك بعض الاسئلة المرتبطة بهذا الامر منها: هل نقد موقف الصحابة من أحداث الفتنة الكبرى يعتبر تجريح لهم وخروج على مكانتهم؟هل نقد موقف سيدنا عثمان بن عفان- وهو أحد المبشرين بالجنة- من توليته لأهله للمناصب الكبرى ومنهم طريد الرسول عليه السلام هل في ذلك تجريحا لعثمان وخروجا على مكانته؟

يرتبط بذلك سؤال مبدئى حول من هو الصحابى: قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَر (ت:852هـ): (وَأَصَحّ مَا وَقَفْتُ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِك أَنَّ الصَّحَابِيّ: مَنْ لَقيَ النَّبِيَّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ- مُؤْمِنَاً بِهِ، وَمَاتَ عَلَى الإسْلامِ.فَيَدْخُل فِيمَنْ لَقِيَهُ: مَنْ طَالَتْ مُجَالَسَتُهُ لَهُ أَوْ قَصُرَتْ، وَمَنْ رَوَى عَنْهُ وَمَنْ لَمْ يَرْو، وَمَنْ غَزَا مَعَهُ أَوْ لَمْ يَغْز، ومَنْ رَآهُ رُؤْيَةً وَلَوْ لَمْ يُجَالِسهُ، وَمَنْ لَمْ يَرَهُ لِعَارِضٍ كَالْعَمَى)

هناك من يقول أن أهل السنة والجماعة عليهم ان ينظروا إلى ما ما جري بين الصحابة على انه باجتهاد من الطرفين وليس عن سوء قصد، والمجتهد إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد، وليس ما جرى بينهم صادر عن إرادة علو ولا فساد في الأرض؛ لأن حال الصحابة رضي الله عنهم تأبى ذلك، أنهم أوفر الناس عقولا، وأقواهم إيمانا وأشدهم طلبا للحق، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:«خير الناس قرني»وعلى هذا فطريق السلامة أن نسكت عن الخوض فيما جرى بينهم ونرد أمرهم إلى الله؛ لأن ذلك اسلم من وقوع عداوة أو حقد على أحدهم.وأرى في ذلك هروبا من التفكير وأخذ العظة من الأحداث التي القت بظلالها على الواقع الاسلامى حتى الأن لهذا لا أرى مبررا لما قاله الإمام أحمد بن حنبل في كتاب السنة: «ومن السّنّة ذكر محاسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم أجمعين والكف عن الذي جرى بينهم، فمَن سبّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو واحداً منهم فهو مبتدع رافضي، حبهم سنّة، والدعاء لهم قربة، والاقتداء بهم وسيلة، والأخذ بآثارهم فضيلة.وقال: «لا يجوز لأحد أن يذكر شيئاً من مساويهم، ولا يطعن على أحد منهم؛ فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته، وليس له أن يعفو عنه، بل يعاقبه ثم يستتيبه فإن تاب قبل منه، وإن لم يتب أعاد عليه العقوبة، وخلده في الحبس حتى يتوب ويراجع.ومع ما سبق فأنى أرفض ما يذكره البعض من سب للصحابة وتعدى عليهم دون وجه حق .وأؤيد ما قاله بعض العلماء من أنﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻣﻌﺼﻮﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ،ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻘﻊ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻊﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﻢ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺃﻗﺮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻟﻸﺳﺒﺎﺏ ﺍﻵﺗﻴﺔ: ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ. ﺍﻟﺴﺒﻖ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ، ﻭﻗﺪ ﺛﺒﺖﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﺧﻴﺮﺍﻟﻘﺮﻭﻥ. ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺠﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺤﺼﻞ ﻟﻐﻴﺮﻫﻢﻛﻐﺰﻭﺓ ﺑﺪﺭ ﻭﺑﻴﻌﺔ ﺍﻟﺮﺿﻮﺍﻥ، ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻧﺐ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺗﺠﺐ ﻣﺎﻗﺒﻠﻬﺎ، ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺤﻮ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ. ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﺭِﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻴﺐﺍﻹﻧﺴﺎﻥ؛ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻳﻜﻔﺮ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ .ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻟﻬﻢ .ﺷﻔﺎﻋﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﺘﻲﻫﻢ ﺃﺣﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻬﺎ .ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻓﺎﻟﺬﻱ ﻳﻨﻜﺮ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺑﻌﻀﻬﻢﻗﻠﻴﻞ ﻣﻨﻐﻤﺮ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺳﻨﻬﻢ، ﻷﻧﻬﻢ ﺧﻴﺮﺍﻟﺨﻠﻖ ﺑﻌﺪ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺻﻔﻮﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲﻫﻲ ﺧﻴﺮ ﺍﻷﻣﻢ، ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺜﻠﻬﻢ .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل