المحتوى الرئيسى

ما هو الحشد الشعبي وقادته وعلاقته بداعش؟

06/11 14:56

قاسم سليماني وأبو بكر البغدادي والتشابه في الأساليب

بالتزامن مع الاجتياح السهل المثير للتساؤل من جانب تنظيم داعش للعراق في 2014، ظهر اسم مليشيا الحشد الشعبي المدعومة من إيران، والتي تحتفل يونيو/حزيران الجاري بالذكرى الثالثة لإنشائها.

وكثرت التقارير، التي دعمتها الأحداث على الأرض، عن الممر الاستراتيجي الإيراني المفتوح الذي يمر من طهران وحتى غرب سوريا مرورا بالعراق، مصحوبة بحديث قيادات بمليشيا الحشد عن قرب اكتمال ما وصفوه بالبدر الشيعي.

فما هو الحشد الشعبي، وكيف ومتى ولماذا تكون، ومن يقوده فعليا، وما هي أهدافه، وهل هو حقا محارب لداعش أم صانع لها؟

جاءت فكرة الحشد الشعبي (حشد المدنيين لحمل السلاح وليكونوا قوة عسكرية رديفة للقوات الحكومية) من فكرة الباسيج في إيران التي أسسها مرشد ثورة إيران الخميني.

ويضم الباسيج متطوعين من الذكور والإناث لنصرة ما يصفونه بالمستضعفين، وتقوم بتعبئة المدنيين للانضمام إليها عبر أنشطة دينية واجتماعية لإثارة حماستهم، وذلك تحت إشراف وتدريب مليشيا الحرس الثوري الإيراني.

وفي العراق تشكلت هذه المليشيات "التطوعية" من المدنيين بعيدا عن سلطة الجيش عند سقوط العراق في يد الاحتلال الأمريكي 2003، حيث رفعت مكونات عراقية سنية وشيعية شعارات محاربة الاحتلال كحجة لتشكيل المليشيات، ومن وقتها ظهرت وتفشت ظاهرة التفجيرات في أسواق ومساجد وأحياء العراق.

وعند اجتياح داعش للعراق يونيو/حزيران 2014 وسيطرته على ثلثه في قت قياسي مثير للتساؤل، ومع انسحاب غامض للقوات العراقية من شمال ووسط العراق وقت اجتياح داعش له، ظهرت دعوات لحشد الناس لحمل السلاح تحت ستارة محاربة داعش.

وبالفعل أصدر المرجع الشيعي علي السيستاني في الشهر نفسه 13 يونيو/حزيران 2014 ما سمي بفتوى "الجهاد الكفائي" التي تدعو كل العراقيين القادرين على حمل السلاح (دون التقيد بعمر) إلى محاربة داعش.

وعلى حس هذه الفتوى أخذت المليشيات القديمة "شرعية" لوجودها، كما تشكلت مليشيات أخرى، بحجة محاربة داعش في سوريا والعراق.

ويؤلف الحشد الشعبي حاليا من نحو 67 فصيلا موزعا بين العراق وسوريا وفق تقارير إعلامية.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2016 نجح الحشد بالتعاون مع مسؤولين عراقيين في تمرير قانون في البرلمان يعتبر مليشيا الحشد جزءا من الجيش العراقي، ولكن لها صفة "مستقلة" ولا تتقيد بعدد من لوائح الجيش العراقي خاصة فيما يتعلق بالعمر والشهادة.

وتم رصد عشرات ملايين الدولارات لميزانيتها، بعضها يكون عبر الاستقطاع من رواتب موظفي الدولة.

كتائب حزب الله العراقي، عصائب أهل الحق، كتائب سيد الشهداء، حركة حزب الله النجباء، كتائب الإمام علي، سرايا الخراساني، لواء أبو فضل العباس، فرقة العباس القتالية، جيش المختار، كتائب ثائر الحسين، فيلق بدر.

رئيس الحشد الشعبي، فالح الفياض، صرح في فبراير/شباط 2017 بأن عدد مقاتلي الحشد أكثر من 140 ألف، وقد يتضاعف العدد إذا ما استجدت الظروف.

-قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني يعد أبرز قادة الحشد الشعبي لأنه المدرب والمشرف عليه بحسب اعترافات قادة الحشد وبترحيب من مسؤولين في العراق وعلى رأسهم الحالي رئيس الوزراء حيدر العبادي.

- نور المالكي، من المؤسسين؛ حيث كان رئيسا للوزراء وقت تشكيل الحشد الشعبي وأصبح مشرفا عليه

- فالح فياض، المستشار الأمني لرئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي

- حيدر العبادي، يرأس الحشد حاليا باعتباره القائد العام للقوات المسلحة

- أبو المهدي المهندس، نائب رئيس الحشد، ويتباهى بدوره في دعم إيران ضد بلده العراق في حرب الخليج الأولى، ويعترف بولائه لمرشد إيران

- هادي العامري، قائد منظمة فيلق بدر التي ساندت الجيش الإيراني ضد العراق في حرب الخليج الأولى.

- قيس الخزعلي، قائد مليشيا عصائب أهل الحق، وصاحب التصريح الشهير بأن انتشار المليشيات الشيعية الموالية لإيران في العراق وسوريا واليمن ولبنان هو إيذان باكتمال "البدر الشيعي".

ارتبط تجميع المليشيات القديمة وتشكيل مليشيات جديدة تحت راية اسم "الحشد الشعبي" في 2014 بظهور داعش و"واجب" محاربته للدفاع عن العراق.

غير أن السهولة والسرعة التي اجتاح بها داعش المدن الكبرى، وخاصة الموصل والأنبار وتكريت، رغم قلة عدده وعتاده بالنسبة للقوات العراقية والمليشيات القائمة والقوات الدولية طرحت علامات استفهام حول المغزى من دخول داعش للعراق، وما هو داعش في الأساس.

كما زاد من علامات الاستفهام الانسحاب السريع والمفاجئ للقوات العراقية من المناطق التي استولى عليها لاحقا داعش مثل الموصل والأنبار، وكأنه تمهيد لدخوله بسرعة وتمركزه فيها.

وتبادلت أطراف عراقية (كردية وسنية وشيعية) الاتهامات حول المسؤول عن إفساح الطريق أمام داعش، ومن المنتفع من وراء تواجده في تلك المناطق.

وفيما تحرص مليشيا الحشد على نشر صور عناصرها وهي تتوغل في مدن تقول إنها حررتها من داعش، إلا أنها نادرا ما تنشر صورًا تخص قتلى أو أسرى من داعش على موقعها الإلكتروني، وكأنها تحارب طواحين الهواء.

سارعت إيران رسميًا بإعلان تأييدها لمليشيات الحشد الشعبي، وأرسلت قيادين ومقاتلين إيرانيين، على رأسهم قاسم سليماني قائد فيلق القدس في مليشيا الحرس الثوري، وهو الفيلق المسؤول عن عمليات الحرس في الخارج، لتدريب مليشيات الحشد الشعبي بالتنسيق مع الحكومة العراقية.

وفي 2016 أعرب مرشد إيران علي خامنئي عن سعادته بتشكيل الحشد الشعبي واصفا إياه بأنه "ثروة عظيمة".

وارتبط تشكيل مليشيات الحشد الشعبي بظهور تقارير استخباراتية التي كشفت خطة ما يسمى بـ"الممر الاستراتيجي الإيراني" وهو منطقة جغرافية يخطط لها أن تكون مفتوحة، تمتد من إيران وتمر بشمال العراق بداية من بعقوبة في محافظة ديالي، ثم يشق طريقه إلى داخل سوريا عبر محافظة نينوى (مركزها الموصل)، وتمر بشمال غرب سوريا وصولا إلى ساحل البحر المتوسط عند مدينة اللاذقية السورية.

وأيد هذه التقارير خط العمل الذي تسير عليه مليشيات الحشد الشعبي؛ حيث تتركز عملياته في هذه المنطقة، وفي المنطقة نفسها أيضا المدن والبلدات التي اجتاحها داعش بسهولة غامضة.

وفي إبريل/نيسان الماضي قال نائب رئيس مليشيات الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، صراحة: إن "الحدود السورية متاحة للحشد قد يذهب إليها اليوم أو غداً وفقاً لمجريات المعركة".

كما قال قيس الخزعلي، الأمين العام لمليشيا عصائب أهل الحق، إن عمليات المليشيات في كل من العراق وسوريا تأتي في إطار اكتمال تكوين القوات التي تمهد لعودة من وصفه بالمهدي المنتظر وتكوين "البدر الشيعي"، في إشارة إلى مشروع إيران التوسعي في المنطقة.

ارتبطت عمليات الحشد الشعبي الجارية تحت شعار "محاربة داعش" بانتهاكات ضد المدنيين خاصة من غير الشيعة، تحدثت عنها تقارير عراقية ودولية، وتداوم المليشيا على نفيها ونسبها لداعش.

- منع سكان من غير الشيعة من العودة إلى ديارهم في الفلوجة والموصل

- هدم منازل السكان النازحين

- عمليات نهب وإحراق مئات المنازل في تكريت بشهادة أحمد الكريم رئيس مجلس محافظة صلاح الدين

- إعدام صبي بالرصاص وسحقه بدبابة في الموصل بحسب ما أظهره مقطع فيديو في 2016

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل