المحتوى الرئيسى

بعد النتائج المذهلة.. من ربح ومن خسر في انتخابات بريطانيا؟

06/11 12:54

خرجت انتخابات بريطانيا بنتائج أذهلت جميع السياسيين والمحللين في الداخل والخارج؛ حيث خسرت رئيسة الوزراء تيريزا ماي الأغلبية المطلقة التي تؤهلها لتشكيل حكومة منفردة، فيما حاز حزب العمال على 30 مقعدا جديدا.

وقال موقع "فوكس" الإخباري الأمريكي إن "هناك 3 جهات رابحة و4 خاسرة"، لافتا إلى أن معظم السكان في بريطانيا عبروا عن صدمتهم من خسارة ماي للأغلبية البرلمانية وفقدانها 12 مقعدا، وحصول منافسها حزب العمال بقيادة جيرمي كوربين على 30 مقعدا جديدا. 

 وأورد الموقع الخاسرين الأربعة نتيجة للانتخابات البريطانية وهم: 

قال الموقع إنه من الناحية الفنية، فإن ماي فازت في الانتخابات، وحصل حزبها "المحافظون" على معظم المقاعد بالبرلمان، ورغم عدم تحقيقه أغلبية فإنه محتمل تشكيله حكومة ائتلافية بالتحالف مع أحزاب صغيرة؛ منها الحزب الديمقراطي الوحدودي، اليميني الأيرلندي، وسيدعم الأخير قرارات ماي الرئيسية، وهو ما يعني أنها ستظل رئيسة للوزراء، إلا في حال انهار الاتفاق.

وأوضح أن الاتفاق يظل كارثة بالنسبة لحزب المحافظين ولماي أيضا؛ حيث رأى توني ترافيرز -مدير معهد العلاقات العامة بجامعة لندن- أن "أي شيء أقل من الغالبية المطلقة ليس نجاحا، فقبل الانتخابات كان لدى حزب المحافظين ما يكفي من المقاعد؛ ليقرر ما يهم في القضايا الحيوية من السلاح النووي إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي (البريكسيت)، دون الحاجة للتحالف مع الحزب الديمقراطي الوحدودي". 

 وأوضح أن "ماي الآن دون غالبية، ولن تستطيع تمرير القضايا التي تريد تحقيقها في مجال السياسة الخارجية والاقتصاد، ولا حتى الطلاق الصعب من أوروبا، ويتمثل خطأها في الدعوة للاقتراع وإدارة حملة انتخابية يرى معظم المعلقين أنها كانت مفزعة، ضاربين المثل برفضها المشاركة في مناظرة تليفزيونية، وتراجعها فيما يتعلق بالبيان الانتخابي أكثر من مرة، والآن فإنها تخسر ولن تبقى في الحكم طويلا؛ لأن المحافظين لا يريدون الدخول في مفاوضات البريكسيت ويعانون من معركة داخلية". 

وتوقع الموقع الأمريكي أن تبقى ماي في الحكم لمدة عامين، وبعد سينتهي مشوارها السياسي.

وأشار "فوكس" إلى أن "علاقات ماي وترامب ممتازة؛ حيث كانت الزعيمة الغربية الوحيدة التي عقد معها علاقات قوية، وكلاهما وصل إلى السلطة استنادا إلى موجة من المشاعر الوطنية في بلديهما، والاثنان محافظان يتحدثان الإنجليزية، والتقطت لهما صور وهما يمسكان بأيدي بعضهما البعض خلال زيارة رئيسة الحكومة البريطانية لواشنطن بداية العام. 

ورأى أن ماي تقاتل الآن من أجل حياتها السياسية وقد يطاح بها مستقبليا، كما أن هناك احتمالا بأن يساعد ترامب في حدوث ذلك؛ فبعد هجمات لندن هاجم الرئيس الأمريكي عمدة لندن صادق خان، بعد أن أخرج كلام الأخير عن سياقه، ما أدى إلى غضب بريطاني عام في وقت رفضت فيه رئيسة الوزراء انتقاد ترامب، معتبرا أن "ترامب أصبح ساما، تصيب عدواه من يقترب منه".

وذكر الموقع أن "العام الماضي شهد صعود موجة القومية؛ فالاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي، وفوز ترامب قادا إلى صعود الأحزاب المعادية للمهاجرين في أوروبا، ما يشير إلى أن ردة فعل القومية ضد المهاجرين ستزيد، ليس في أوروبا فقط، لكن في العالم كله".

واستكمل: "لكن انتخابات هذ العام لم تشهد  نفس السيناريو؛ فقد انهار حزب الاستقلال البريطاني، الذي كان القوة الدافعة للبريكسيت، وهبطت حصته من 12.6% عام 2015، إلى أقل من 2% عام 2017، وجاء انهياره بعد هزيمة اليمين في النمسا وهولندا و فرنسا، ما يشير إلى أن القومية لم تعد قوة فاعلة بالسياسة الدولية، كما كان الحال في العام الماضي".

ورأى الموقع أنه "كلما زادت حظوظ كوربين -منافس ماي العمالي- للوصول إلى رئاسة الوزراء زاد الخطر على الدول الغربية؛ فمن ناحية تقليدية كانت بريطانيا الحليف الخاص لواشنطن، وأدت دورا مهما في العمليات العسكرية الغربية، وهي واحدة من 9 قوى نووية على الصعيد العالمي، كما أنها لاعب مهم بحلف الناتو، وستحافظ ماي على هذه السياسات طالما ظلت بالسلطة، أما كوربين فينتهج سياسات يسارية مختلفة تماما؛ حيث وصف حلف شمال الأطلسي ذات مرة بأنه (خطر على السلام العالمي)، واقترح على بريطانيا التخلي عن السلاح النووي".

وأضاف: "رغم أن كوربين لم يكن واضحا، فيما إن كان سيعمل على تحقيق ما قاله في الحملة الانتخابية، إلا أن حكومة برئاسته تعني دورا أقل للندن في الناتو؛ بشكل سيضعف التحالف الغربي الذي يعاني من هجمات ترامب".

 من جانب آخر أورد الموقع الرابحين الثلاثة في الانتخابات، وهم:

اعتبر الموقع أن ما حققه كوربين كان خارقا، فبعد انتخابات 2015، التي تعرض فيها حزبه "العمال" لخسارة فادحة، أعلن كوربين عن ترشحه للقيادة، وكانت نسبة حظوظه ضئيلة، ولم يتوقع أحد له الفوز، وعندما أعلنت ماي عن إجراء انتخابات برلمانية قبل شهرين فقط، كان كوربين متخلفا عنها بـ16 نقطة في استطلاعات الرأي.

لكن الانتخابات الحالية شهدت حصول "العمال" على كثير من الأصوات -وفقا لفوكس- وذلك منذ عام 1945؛ بل وأكثر من ذلك فهي تأكيد لنظرية كوربين في السياسة، الذي اعتمد على مقترحات الجيل الشاب، الذي اندفع للمشاركة في عملية التصويت.

وقال فوكس "جرت العادة ألا تترك الانتخابات البريطانية أي أثر عالميا؛ لكن الخروج من الاتحاد الأوروبي كان السبب الذي جعل تلك الانتخابات مختلفة، وخلال الحملة الانتخابية تبنى المحافظون موقفا متشددا من الهجرة، وقالوا إنهم لن يقبلوا أكثر من 100 ألف مهاجر سنويا؛ ولتحقيق هذا فإن عليهم وقف حرية الحركة بين دول الاتحاد وبريطانيا".

ولكن المشكلة -وفقا للموقع- هي أن الاتحاد الأوروبي لن يوافق على هذا الأمر في الوقت الذي سيسمح فيه لبريطانيا بالبقاء في السوق المشتركة، حيث تعتمد لندن على الاتحاد؛ لأنها ترسل ما يقدر بـ44% من صادراتها لأوروبا؛ ومن ثم فإن بقاء ماي بالسلطة يعني أنها ستخفف من مواقفها، ورفض الناخبين للخروج الصعب من الاتحاد الأوروبي يعني أن ماي لن تستطيع مواصلة أهدافها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل