الكينج ينتصر للفن.. ألمانيا تعتمد أغنيته للمدارس الابتدائية

«عالم واحد.. بيت واحد» تتصدر سباقات الـ TOP10

محمد منير: القرار يؤكد أهمية الغناء فى تنوير المجتمعات ومواجهة الإرهاب

فى الوقت الذى انشغلت فيه الأوساط الفنية والشعبية فى مصر بالمارثون الدرامى الرمضانى.. جاءنا من بعيد حدث عالمى يشكل أملًا جديدًا كونه يحدث لأول مرة فى تاريخ الأغنية المصرية والعربية، وهو قرار وزارة التعليم بألمانيا، تدريس أغنية «بيت واحد.. وطن واحد»، والتى قدمها الكينج محمد منير أخيرًا، عن اللاجئين السوريين وغيرهم المنتشرين فى أوروبا، وتم إصدارها بـ 3 لغات منذ أكثر شهر تقريبًا، لطلبة الصف الرابع والخامس والسادس الابتدائى بالمدارس الألمانية، وذلك لتعليم الأطفال فكرة قبول الآخر، والقدرة على التعايش فى عالم واحد على الرغم من اختلاف الثقافات.

أغنية «عالم واحد» قدمها الكينج مع يوسو ندور وعادل طويل، تم تقديمها، وتم غناؤها بالعربية والألمانية والفرنسية حتى تصل رسالتها إلى أكبر كم من الجمهور حول العالم. والتى تؤكد أن الأصل هو الإنسان وتعلى من ثقافة قبول الآخر، حيث غنى منير الجزء العربى منها، بينما يغنى المطرب الألمانى من أصل مصرى عادل الطويل باللغة الألمانية، فيما يغنى وزير الثقافة والسياحة السنغالى السابق والمغنى يوسو ندور بالفرنسية.

وقد عمل الكينج محمد منير عليها منذ فترة طويلة، خاصة أن قضية اللاجئين قضية تشغل العالم أجمع، ويجيئ اختيار الأغنية لكى تدرس فى مدارس ألمانيا بمثابة نجاح كبير ويؤكد أن الرسالة التى حاول منير أن يرسلها إلى العالم كله خاصة الغربى قد وصلت وأثرت فى وجدان الناس بدليل قرار حكومة دولة بحجم ألمانيا. والشىء الأهم أن الرسالة جاءت من فنان عربى فى وقت تنظر فيه بعض الدول الغربية إلى العرب باعتبارهم يصدرون الإرهاب إلى العالم، إلى جانب أنها جاءت فى وقت يتعرض فيه اللاجئون إلى حملة قوية فى أوروبا لطردهم على الرغم من أنهم فى أحوج ما يكونوا إلى من يحتوى أوجاعهم ويعمل على تضميد الجراح، وبالتالى فهذا النجاح الغير مسبوق للأغنية يؤكد أن الرسالة وصلت.

الشىء الذى أبهج صناع العمل وخاصة الكينج محمد منير أن نجاح العمل لم يتوقف على مستوى الحكومات الغربية أو على مستوى اللاجئين فى أوروبا لكن أيضا على المستوى الشعبى ومستوى السمع فى أوروبا بدليل أن الأغنية تتصدر الـTOP10 منذ ثلاثة أسابيع أو أكثر. وهو أمر يؤكد أن الأغنية أثرت بالإيجاب فى شعوب كانت حتى قبيل طرح الأغنية تطالب بطرد غير الأوروبيين. وهذا يعنى أن هناك صدى كبيرًا وتأثيرًا للعمل على أكثر من صعيد ومحور. هذا النجاح يؤكد أن الأغنية أهم من مؤتمرات ولقاءات السياسيين والمهتمين بالشأن الدولى وأن الأغنية سبقتهم كثيرًا وكانت أكثر تاثيرًا فى طرح العديد من القضايا. ومنير تحديدًا لو عدنا إلى أعماله سوف تجدها إما أنها أرخت لمرحلة من مراحل مر بها الوطن، أو أنه توقع من خلال الغناء أمرًا فحدث.

من جانبه أعرب الفنان محمد منير عن سعادته البالغة بهذا القرار، مؤكدًا على أهمية الغناء والفن بشكل عام فى تنوير المجتمعات ومواجهة الإرهاب، وأن هذا هو الدور الحقيقى للفن، بالتصدى للتطرف الذى يواجهنا فى كل مناحى الحياة.

قال محمد منير للشروق: إن ما حدث انتصار للفن، وتأكيد على أنه أهم من كل الأسلحة التى تستخدم. وأشار منير إلى أن اتخاذ الحكومة الألمانية لهذا القرار هو نجاح يؤكد أن رسالتنا وصلت وتركت أثرًا كبيرًا بدليل أن دولة بحجم ألمانيا اتخذت هذا القرار التاريخى. فهى من خلال قرارها هذا أعطت طلاب المدارس حق التعبير عن رأيهم فى تلك القضية من خلال الأغنية.

وأشار منير إلى أن الأرض والوطن والإنسان تلك قضيته التى حارب من أجلها. على المستوى الفنى وقال: الكل يعلم أننى مهموم منذ بداية مشوارى مع الغناء بالوطن والأرض والإنسان الذى لخصته فى جملة «بلاد الله»، لذلك فهذا الحلم والأمل ملازمان لشخصيتى طوال الوقت.

فكرة هذا العمل ولدت كما يقول منير لكون أوروبا مليئة بمئات الآلاف من اللاجئين خاصة من سوريا الشقيقة، وللأسف أصبح هناك سلوك رافض لهؤلاء اللاجئين خاصة بعد حادث الشانزليزيه وحوادث أخرى فى ألمانيا وبعض دول أوروبا الأخرى، هذا السلوك الرافض للاجئين أصابنى بالحزن، فى نفس الوقت كان صديقى المغنى والموسيقى المصرى الألمانى عادل الطويل جاءته فكرة هذا العمل وعندما عرضه على فرحت جدًا به. لأنه أيضًا يعبر عن قضيتى منذ سنوات بلاد الله.

وأضاف أن الأرض ملك للإنسان وليس لجنسية بعينها، كلنا أبناء هذه الأرض دون أن نحدد مسميات دولية. وأضاف أولا دور الفنان ليس تقديم الأغنية العاطفية أو الغناء التقليدى بكل صوره وأشكاله، لكن الفنان له رسالة يجب أن يؤديها.