المحتوى الرئيسى

إسرائيل تعود إلى أفريقيا | المصري اليوم

06/11 00:30

إسرائيل هي العدو التقليدي والتاريخى للدولة المصرية مهما تغيرت الظروف والسياسات في المنطقة، رغم ظن البعض في الفترة الأخيرة أن إسرائيل أصبحت دولة صديقة للدول العربية في ظل تراجع الدور العربي في القضية الفلسطينية في ظل الأزمات التي تعيشها الشعوب العربية من مشارقها إلى مغاربها، وفي خضم الأحداث الملتهبة تمر بها الدول العربية خلال هذه الفترة والتي لا يعلم أحد مداها وفي ظل انشغالنا بالعديد من الفرعيات الواهية والتي أراد لنا البعض الوقوع فيها حتى تشتعل الأزمات والانقسامات التي من شأنها إسقاط الدول العربية وتشريد شعوبها.

لقد شارك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي في قمة رؤساء دول غربي أفريقياECOWAS التي انعقدت في مونروفيا عاصمة ليبيريا، وهو الأمر الذي يشير إلى أن إسرائيل تستغل الظرف الحالى لانشغال الدول العربية في أزمات المنطقة، وتسعى لبدء جولة جديدة من العلاقات الإسرائيلية الأفريقية لتوطيد العلاقات معها.

تسعى إسرائيل جاهدة في ظل مخطط واضح ومستمر لتقويض العمق العربي والمصري تحديدا في أفريقيا في محاولة منها لعزلنا عن القارة بالكامل، فإسرائيل ترى في أفريقيا عمقا استراتيجيا لها ومساحة للتنازع عليها خاصة مع الدولة المصرية.

وهو الأمر الذي يظهر بجلاء في العديد من المواقف والمناسبات، فقبل مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أعمال القمة أعلن في كلمة له أن هذه هي أول مرة يتم فيها توجيه دعوة إلى زعيم دولة خارج القارة الأفريقية لإلقاء كلمة هناك، وثمن ذلك كثيرا، مشيرا إلى أن إسرائيل تعود إلى أفريقيا بشكل كبير خاصة بعد الزيارة التي قام بها إلى شرقي أفريقيا، موضحا أن الهدف الذي حدده من هذه الزيارات هو تذويب الأغلبية العملاقة التي تتكون من 54 دولة أفريقية والتي تشكل القاعدة للأغلبية الأوتوماتيكية ضد إسرائيل في الأمم المتحدة وفي المؤسسات الدولية، وأكد أن هذه هي شهادة شرف لدولة إسرائيل تدل على التقدير الذي تحظى به، مضيفا أن هذه ستكون رحلة طويلة ولكن إسرائيل تتقدم فيها خطوة بعد خطوة.

التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي على هامش القمة مع عدد من الرؤساء الأفرقة وبحث معهم السبل لتعميق التعاون بين إسرائيل والمنظمة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا في مجالات مختلفة ويجب أن يتم التعبير عن تلك العلاقات في المحافل الدولية ووصف المجيء إلى ليبيريا وإلى هذه المنظمة في غرب أفريقيا بمثابة الحلم، مضيفا أن هناك الكثير مما يمكنهم القيام به لتحسين حياة مواطنيهم معا، وبهذه الروح، مؤكدا أن زيارته إلى غرب أفريقيا تعبيراً عن حقيقة واحدة بسيطة وهى إسرائيل تعود إلى أفريقيا وأفريقيا تعود إلى إسرائيل، كما التقى نتنياهو مع رئيس السنغال ماكي سال وأعلنا في ختام لقائهما عن إنهاء الأزمة بين البلدين، مؤكدا أن إسرائيل ستعيد فورا سفيرها إلى السنغال والسنغال ستدعم الترشح الإسرائيلي لمكانة مراقب في الاتحاد الأفريقي، كما ستستأنف البلدان مشاريع مشتركة تم تعليقها بعد أن قامت السنغال بتقديم القرار رقم 2334 إلى مجلس الأمن مع نيوزيلاندا، ووجه رئيس الوزراء نتنياهو دعوة إلى وزير خارجية السنغال للقيام بزيارة إلى إسرائيل تم تعليقها بسبب الأزمة التي اندلعت بين البلدين.

وما لبث أن عاد رئيس الوزارء الإسرائيلي من مشاركته في أعمال قمة رؤساء دول غربي أفريقيا حتى استقبل رئيس الوزراء الإثيوبي هايله مريم ديساليغنه في القدس المحتلة وقد ناقش الجانبان خلال الاجتماع ملفات تتعلق بمجالات الزراعة والأمن والأمن الداخلي وصرح نتنياهو في كلمه له على هامش اللقاء أن مشاركته في قمة دول غربي أفريقيا «ECOWAS» «إن مشاركته في أعمال القمة قد جاءت بفضل صداقة إسرائيل بإثيوبيا وعدد من رؤساء الدول الأفريقية الأخرى، وطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي نظيره الإثيوبي بضرورة تعزيز التعاون الاقتصادي فيما بينهم خصوصاً في مجال المياه، والذي يتقنه رئيس الوزراء ديساليغنه نظرا لكونه مهندس مياه ويدرك الإمكانيات الكامنة فيما يمكننا فعله هنا، إننا نملك الصدارة العالمية في إعادة تدوير المياه – فـ 90% تقريباً من مياه الصرف الصحي لدينا يعاد تدويرها، بينما تحل إسبانيا المركز الثاني بنسبة 17%، وهذا ما يدل ويبرهن على فوائد التكنولوجيا. فهي تغير وجه العالم، ونفس الشيء ينطبق على مجال الزراعة والصحة والأمن. فإسرائيل تأخذ الصدارة العالمية في كافة تلك المجالات وغيرها الكثير ونأمل أنه من خلال التعاون بيننا، سنستطيع إيجاد حل لبعض القضايا الشائكة ورسم بناء أزهر لكلا الشعبين. ولذا ننوي إقامة التعاون اليوم في مجالات الري والتطوير المحلي وصيد الأسماك والحليب والبقر».

وقد جاءت الرسالة الأخطر لرئيس وزراء إسرائيل حين قال «لقد رجعت هذا الصباح من أفريقيا، من مؤتمر دول غرب القارة، حيث تم استقبالي بحفاوة بصفتي رئيساً لحكومة إسرائيل. واجتمعت هناك مع قادة أعلنوا: "نريدكم، نقدر قوتكم". قبل خمسين عاماً، وعلى إثر الضغوط التي مارستها الدول العربية، قطعت الدول الأفريقية علاقاتها معنا. وتزايدت حدة تلك الضغوطات في أعقاب حرب الأيام الستة (نكسة يونيو 1967). أما اليوم، فالمشهد معاكس تماما: إسرائيل تعود إلى أفريقيا وعلى نطاق واسع. والأمر نفسه ينطبق على دول أخرى في كل أنحاء العالم، بما فيها منطقتنا. هناك تغير مهم يطرأ على طريقة تعامل دول في المنطقة مع دولة إسرائيل: فهي تنظر إلينا وإلى قوتنا، التي تم إثباتها بغاية الوضوح وبشكل قاطع خلال حرب الأيام الستة (نكسة يونيو 1967)، فهي تعتبرنا شريكة وليست عدوة في الحرب المشتركة التي نخوضها ضد الإسلام المتطرف. ولدى دول كثيرة في المنطقة والعالم القدرة على تثمين كفاحنا العازم والمستمر ضد الإرهاب، واتخاذنا موقفا حازما إزاء العدوانية».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل