المحتوى الرئيسى

العدد ٤٧١٥ | المصري اليوم

06/10 23:20

فى ذكرى مرور ١٣ عاماً على صدور «المصرى اليوم» سوف أتوقف فقط أمام الصفحة الأولى من العدد ٤٧١٥ الصادر يوم الجمعة ١٢ مايو الماضى، الخامس عشر من شهر شعبان، ذلك العدد أو تلك الصفحة التى احتفظتُ بها للتعليق عليها أو الكتابة بشأنها، إلا أن تسارع أحداث الشارع حال دون ذلك، إلى أن جاءت الفرصة اليوم، مع الأخذ فى الاعتبار أن تلك الصفحة تستحق أكثر من مجرد التعليق لأسباب عديدة سوف نحاول توضيحها، إلا أنها فى كل الأحوال تؤكد أن هناك جهداً مهنياً، وإدراكاً سياسياً يقف خلف ذلك الإنتاج اليومى، الذى يضع القارئ أو المواطن نصب عينيه أولاً وأخيراً، وهو ما يستحق التهنئة فى حد ذاته.

فى البداية أود الإشارة إلى أن الصفحة تناولت إلى جانب المانشيت سبع قضايا، بخلاف الإشارات أو العناوين الدالة على بعض القضايا الأخرى داخل الصحيفة، وإذا استثنينا قضية واحدة تناولتها الصفحة تتعلق برئيس الوزراء فيما يبدو كمجاملة، سوف نجد أنفسنا أمام صفحة أولى نموذجية، أقترح تدريسها والبحث فيها ليس مهنياً فقط، وإنما سياسياً وأمنياً واجتماعياً أيضاً، ذلك أننا أمام الحالة المصرية كاملةً بكل ما تحمل من شؤون وشجون، فقد نستطيع من خلال صفحة واحدة فقط أن نقول هذه هى مصر اليوم، ومصر الشهر، ومصر العام، ومصر المرحلة، صفحة واحدة استوعبت مصر الحقيقية دون رتوش أو حسابات من أى نوع سوى مصلحة المواطن.

مانشيت الصفحة كان بعنوان (تصاعد معركة القبائل ضد الإرهابيين فى سيناء)، (الترابين تتوعد بالثأر لسالم لافى والمتحدث العسكرى: مقتل ٤ تكفيريين) ذلك المانشيت الذى يكشف عن خلل خطير فى المجتمع المصرى، يكشف عن بدايات حرب أهلية بمباركة الدولة الرسمية، يكشف عن أن الأوضاع فى طريقها إلى الانهيار، ذلك أن الدولة ما كان يجب أبداً أن توافق على مثل هذه المواجهات التى تشير على الأقل إلى أن السلاح سوف يكون بحوزة أحد الأطراف بمعرفة الدولة، دون ضمانات بعدم توجيهه إليها مستقبلاً، ناهيك عما يحمله ذلك من مخاطر عديدة، أهمها أننا أصبحنا دولة ميليشيات.

الخبران الثانى والثالث متقاربان ومترابطان إلى حد كبير، الأول بعنوان (فتنة العقيدة الفاسدة: الأزهر والأوقاف يتبرآن من عبدالجليل) على خلفية الفتوى بكُفر النصارى (سالم: رأيى لا يعنى استحلال الدم أو المال)، أما الثانى فكان كالتالى: (وهجوم على زيدان بسبب «صلاح الدين شخصية حقيرة») هذان الخبران فى يوم واحد هكذا، إضافة إلى غيرهما من أحداث مشابهة، يؤكدان أن ما يدور فى المجتمع من أزمات طائفية تارة، والتشكيك تارة أخرى فى أمور الدين ورجال الدين والقيادات التاريخية المتعلقة أسماؤهم بالدين ليس مصادفة، أو نتاج حركة ثقافية نشطة أبداً، على العكس تماماً، الأمور كلها مدروسة بعناية، فى الأولى نستطيع القول إنه كما هناك من فتحت لهم القنوات التليفزيونية والصحف أبوابها للطعن فى الدين بذريعة البحث والاجتهاد، كان هناك أيضاً رد الفعل المضاد، وفى الثانية كان هناك التوجيه بتحويل البوصلة من أزمات المجتمع اليومية إلى سجالات أخرى لا تسمن ولا تغنى من جوع بالطعن فى التاريخ والرموز كما لم يفعل الخصوم أو الأعداء.

الخبر الرابع تحت عنوان (وزير القوى العاملة: الخير سيتدفق على المصريين نهاية العام) بالتأكيد هو كلام عشوائى إنشائى لا يستند إلى أى دراسات علمية ولا إلى أى أسس اقتصادية، فى الوقت الذى تحذر فيه دراسات حقيقية من تدهور اقتصادى، والأسباب فى ذلك كثيرة، من أهمها بدء ملء خزان سد النهضة الإثيوبى، إلا أن المسؤولين لا يريدون أبداً احترام عقول المواطنين، وقبل ذلك سمعنا وعوداً على مستويات أعلى تحدثت عن ستة شهور وعن عام وعن عامين، إلا أنها الحالة المصرية الرسمية التى يبدو أنها قد أصبحت وباءً من الصعب علاجه، يستهدف التغييب فترات أطول.

الخبر الخامس كان صادماً قبل أن يتم التراجع عنه وهو (محافظ بورسعيد يحظر موائد الرحمن) هو أيضاً نموذج لما عليه المسؤولون فى بر المحروسة، ذلك المسؤول الذى رأى أن موائد الرحمن تستغل أحيانا السلع الغذائية المدعمة!! لنا أن نتخيل، لأول مرة السلع الغذائية المدعمة سوف تذهب إلى بطون الفقراء مباشرة، وهو ما لم يعجب الرجل، إلا أن الدنيا هاجت وماجت بالنقد والاحتجاجات وهو ما جعله يتراجع، فى إشارة أخرى على كيفية إصدار القرارات وكيفية التراجع عنها، وهو ما فعلته الحكومة أكثر من مرة أيضاً.

الخبر السادس كان تحت عنوان (إحالة القاضى المتهم بقتل مجند مدينة نصر للجنايات) ذلك الخبر الذى يشير إلى حالة مصرية خاصة فى تراخيص السلاح، وحالة مصرية خاصة فى استخدام النفوذ، وحالة مصرية خاصة فى طريقة تعامل بعض الفئات مع عامة الشعب، إلا أن الأهم من كل ذلك هو أن هناك من الصحف ووسائل الإعلام عموماً من حاولت تدجين وتطجين هذه القضية باعتبار القتيل ينتمى لجماعة الإخوان- على اعتبار أنه مباح قتلهم!!- إلا أن «المصرى اليوم» كانت على مستوى المسؤولية أيضاً، وتعاملت مع الواقعة بمهنية كاملة منذ ساعة وقوعها وحتى أحالتها النيابة العامة لمحكمة الجنايات.

ومن بين الإشارات التى تناولتها الصفحة أيضاً، كانت لذلك الحوار بالصفحة الثامنة مع سفير كوريا الجنوبية، الذى أكد أن مصر كانت أفضل من بلاده فى خمسينيات القرن الماضى، أما دخل كوريا الآن فهو عشرة أضعاف الدخل المصرى!!.. ولا تعليق، أما الخبر المتعلق برئيس الوزراء فقد حمل عنوان (إسماعيل: ندعم إنشاء جيش صومالى موحد) وذلك خلال مشاركة له حول الصومال بالعاصمة البريطانية، وكأننا إذا دعمنا أو لم ندعم فى ظل ظروف الاهتراء الحالية سوف يضيف ذلك للأمر شيئاً.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل