المحتوى الرئيسى

الشيخ علي أبو الحسن: هذه عقوبة «زنا المحارم».. ونكاح الجهاد كان «مشروعًا» ثم حُرم

06/10 21:56

قال الشيخ علي أبو الحسن، رئيس لجنة الفتوى السابق بـ«الأزهر الشريف»، إنه لا يجوز شرعًا زواج الرجل من ابنة زوجته، حتى لو طلقها أو ماتت، مشيرًا في حواره مع «النبأ» إلى أن «نكاح الجهاد» كان مشروعًا في عهد الرسول، صلى الله عليه وسلم، ولكن تم تحريمه.

وشدد «أبو الحسن» على أن مصير «زنا المحارم» هو القتل، وإلى تفاصيل الحوار:

ما الحكم الشرعي لزواج الرجل من ابنة زوجته والذي أباحه أحد علماء الأزهر؟

هناك قاعدة شرعية تقول «الدخول بالبنات يحرم الأمهات، وخطبة الأمهات تحرم البنات»، أي أن الرجل بمجرد أن يخطب المرأة، لا يجوز له أن يتزوج ابنتها، حتى لو ماتت أو طلقها، وهي من المحرمات الثلاثة عشر المذكورة في سورة النساء، قال تعالى «حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وعماتكم وخالاتكم وربائبكم التي في حجوركم من نساءكم»، وبالتالي متى دخل الرجل بالأم، حرمت عليه ابنتها، حتى أن الإمام أبو حنيفة قال: «من نظر إلى فرج امرأته، حرم عليه أن يتزوج ابنتها»، إلا أن الإمام مالك قال: «لا يحرم الحرام الحلال»، أي ما لم يدخل بها يجوز أن يتزوج من ابنتها، لكن مجرد خطبة البنت تحرم أن يتزوج من أمها، هذا بنص القرآن الكريم والحديث الصحيح، لأن ذلك يثير الغيرة والضغينة بين الأم وابنتها ويؤدي إلى قطع صلة الرحم، كما لا يجوز للرجل أن يجمع بين الأختين إلا ما قد سلف، أي يجوز له الزواج من أخت زوجته بعد موتها وانقضاء عدتها.

حتى الآن لم يتفق العالم على تعريف محدد للإرهاب.. ما مفهوم الإرهاب في الإسلام؟

هم يخشون هذا، كلمة إرهاب تستخدمها القوة الغاشمة ضد الإنسانية، والتسلط على الناس وتهديدهم في أموالهم وأرواحهم، وهم يريدون إلصاقه بفئة معينة، والإرهاب كلمة عامة تعني كل من روع أخاه ولو بحديدة أو بحبل، وكل من يروع الناس في أنفسهم وأموالهم حتى في حذاء الرجل، لكن في ظل الوضع السياسي السائد الآن يريدون إلصاق الإرهاب بالمسلمين، لمجرد أن الجهاد فريضة في الإسلام، ولما كان الإسلام شريعة يجب الدفاع عنها، ولأن الحق بدون أن يكون له قوة يستهان به وبأهله، شرع الله الجهاد فريضة، وقال تعالى «ولولا دفع الناس بعضهم لبعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله»، وبالتالي الجهاد فطرة إنسانية، وهم أرادوا إلصاق الإرهاب بالمسلمين؛ لأنهم الوحيدون في العالم الذين يشعرون بالهوان، ولابد أن يكون هناك من لا يرضى بهذا الهوان.

ماذا عن استخدام التنظيمات المتطرفة مثل داعش كذريعة لاتهام الإسلام بالإرهاب؟

من الذي صنع هؤلاء الدواعش، ومن يمولهم؟ ومن أين يأتون بهذه الإمكانيات الضخمة التي تعادل وربما تفوق إمكانيات دول؟، داعش اسم يريدون به خداع الناس لإقامة الدولة الإسلامية التي يتشوق إليها كل شباب العالم.

هل يصنع المسلمون من يقتلهم ومن يحرقهم؟ صنعهم من يمولهم ويمنحهم الأسلحة.

البعض مازال يتحدث عن تاريخية الإسلام.. ما رأيك؟

هناك قاعدة أصولية تقول: «العبادات أصلها الخبر.. والمعاملات أصلها الاجتهاد»، وكل شيء في الإسلام له أصول، فحينما كان الخبر هو الذي يؤخذ منه الدين والعبادة، وإذا صح الحديث فهو المذهب كما قال الإمام الشافعي، والنصوص السماوية التي جاء بها الوحي مقسمة إلى قطعي الثبوت والدلالة، وظنى الثبوت والدلالة، وقطعي الثبوت ظنى الدلالة، والقرآن كله قطعي الثبوت، وبعض آياته قطعية الثبوت وظنية الدلالة، ليجتهد الناس فيها، وهناك الأحاديث المتواترة قطعية الثبوت وقطعية الدلالة، والكثير دخلوا الاسلام بسبب دقة هذه الأسانيد والروايات.

البعض مازال يشكك في السنة ويزعم أن القرآن فقط هو المقدس؟

هذه فرية قديمة أطلقها ما يسمى بـ«القرآنيين» ومنكري السنة، والنبي، صلى الله عليه وسلم، تنبأ بهم، فقال «يوشك رجل شبعان متكأ على أريكته فخور بنفسه معجب بهيئته وعلمه يقول بيننا وبينكم كتاب الله احلوا فأحلوه، ألا والله إن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله فكلاهما وحي من الله"، القرآن وحي بلفظه ومعناه متحدا بتلاوته وإعجازه العربي، والسنة وحي من الله، إذن لرسول الله أن يتحدث عنه بلغته التي يتحدث بها الناس.

لكن ماذا يريد هؤلاء القرآنيون أو منكرو السنة؟

قد يكونون جهلاء، وقد يكونون مدفوعين، والسعار الذي نراه الآن من هؤلاء من حقدهم على الإسلام ونصوصه، يجعلنا نشك أن هؤلاء غير مسلمين.

ماذا عن نكاح الجهاد الذي يتحدث عنه داعش؟

كان مشروعا ثم حرم، حينما كان الجنود يخرجون من منازلهم ويبقون شهورا طويلة في ميادين القتال، كانوا يطوقون بفطرتهم إلى نسائهم، فأجاز لهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوجوا فترة مؤقتة حتى لا يقعوا في المعصية، لكن هذا تم نسخه لأن النكاح في الإسلام لا يكون إلا تأبيدا، لا تأقيت فيه، لكن الشيعة أخذوا بظاهر النص وقالوا بنكاح المتعة، لكنهم بفطرة الحياة حرموه الآن.

زنا المحارم تحول في الفترة الأخيرة إلى ظاهرة في مصر.. كيف ترى ذلك من الناحية الشرعية؟

ونحن في لجنة الفتوى كانت تأتينا الكثير من الشكاوى من النساء في هذا الأمر، وقد حدث ذلك كثيرا، هذا النوع من الزنا يتساوى فيه المحصن وغير المحصن، وفاعله يقتل فورا.

وماذا عن مصير أطفال زنا المحارم؟

من باب الحفاظ على كرامتهم ونفسيتهم توضع لهم أسماء، ويوضعون في أماكن خاصة.

حتى لا يسخر منهم الناس.

هناك قانون يتم إعداده الآن لحرمان من ينجب أكثر من 3 أطفال من بعض الحقوق الاجتماعية.. ما موقف الشرع من ذلك؟

هذا لا يتم بالقوانين الملزمة ولا بالإجبار، لكنه يتم بالثقافة، لاسيما وأن الدولة تحتاج في بعض الأوقات إلى الكثرة، والله تعالى قدر الأقوات قبل أن يخلق لها ما يأكلها.

كيف تعامل الإسلام مع النفس البشرية بغض النظر عن دينها؟

القتل يتساوى في حرمته كل كائن حي، حتى العصفور ما لم يكن ضارا، الذي أبيح قتله من المخلوقات خمسة، الحدأة والفأرة والعقرب والحية السامة والكلب العقور، وغير هؤلاء لا يجوز قتل مخلوق من المخلوقات، كما حرم الإسلام قتل الطير من أجل اتخاذه غرضا مثل معرفة المكان، والرسول صل الله عليه وسلم حرم قتل الإنسان؛ فقال "الإنسان بنيان الرب ملعون من هدمه"، لكن يجوز قتل الانسان الذي يحمل السلاح ويريد قتلى دفاعا عن النفس.

البعض يقول إن الدين ليس في حاجة إلى محام يدافع عنه.. تعليقك؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل