المحتوى الرئيسى

يونية وأحزان العرب

06/10 20:59

يأبى 5 يونية أن لا يكون يوما لأحزان العرب، فارتبط فى عقول أجيال متلاحقة بالنكسة والهزيمة الكبرى الثانية من إسرائيل، شق هذا اليوم قبل خمسين عاما القلب العربى ودرته مصر وهزم المشروع الناصرى القائم فى جوهره على وحدة القطر العربى، وإن كان العرب فى ذلك التوقيت فقراء لكنهم امتلكوا قدرة على الرفض والمناورة حتى لو كانت شكليا، لكن 5 يونية 2017 هزيمة جديدة للعرب من داخل الجدار، وعزل وحصار لشعب كل جريمته انه يحكمه حاكم يرى أشقاءه وجيرانه من الحكام العرب انه سبب البلاء، وكأن الرقص بالعصا قبل شهور معه كان نكاية للمختلف معنا فى الهواء.

5 يونية يستحق أن يطلق عليه يوم الحزن العربى، فكل تلك الموارد والفوائض المالية لم تحقق لشعوب المنطقة الاطمئنان، بل جعلتهم محل أطماع ليس من المحتل الاجنبى فقط، بل من ابناء الجلدة الواحدة، العروش والنفوذ واستمرار حكم القبيلة، يعلو أى شىء آخر ومقدم على حسن الجوار وحزام الاخوة.

تميم وكل تميم عربى يجعلنا كعرب نحزن، فكيف للأرض التى تفيض عسلا وزبدا وبترولا وغازا، أن تظل فى صراع طويل وبلا مستقبل واستقلالية فى القرار، وحتى لا تستطيع ان توفر الحماية لنفسها. وتبحث عن مرتزقة للحماية، حكومتهم هى من أشعلت وما زالت تشعل النار فى المنطقة، الكراسى والمناصب والصراع على النفوذ شر متواصل يحرق أوطاننا نحن العرب، وحتى وصل بنا الحال أن حكومات دول عربية تجرم التعاطف مع شعب محاصر، رئيسه حتى وقت قريب كان فى الصفوف الأولى، وان كان تورط فى جرائم كبرى فيذهب إلى الجحيم، لكن كيف نرضى بما يحدث، ولا نتعاطف مع أخ شقيق عربى نصرته فرض.. وصلنا إلى اننا نقبل ونرفع هذا الشعار.

تميم فعل كل ما فعل ولكن تركه والتعامل معه حتى شهور قليلة أليس دليلا على اننا لا نتحرك الا وفقا للعواطف والمصالح الضيقة، فى ديسمبر الماضى رقص معه الكبار، وقبل ايام جلس فى الصف الأول مع الحاكم المفدى «ترامب» تريدون أن نصدق أن شعب قطر يستحق ما يحدث له، اكشفوا لنا ما وراء الكواليس بشكل واضح عن العمولات والهدايا وتقسيم النفوذ وافعال حاكم قطر بعيدة عن التسريبات التى أصبحت مستهلكة بين الاطراف المتصارعة، يذهب تميم عن الحكم بإرادة شعبه ان ارادوا بعد فضحه، لكن لا تقتلوا اطفال امتنا العربية ومستقبلهم.

أزعم أن المواطن القطرى العادى رفض من داخله كل الدم والقتل للعرب فى سيناء واليمن وليبيا وسوريا ولم يشارك مثله مثل أى مواطن عربى حكومته فى استباحة الدماء وانفاق الملايين لشراء سلاح وجه للجسد العربى.

التاريخ لن يرحم شعوب وحكام المنطقة وذكرهم بكل النواقص «اموال طائلة» بلا عقل او رشادة وانتظار حاكم الخارج ان يعطى الاشارة على استباحتنا بعد الحصول على المعلوم.

هزيمة 5 يونية 1976 سبقتها ارهاصات فى اعلاها حكم الفرد وتكميم الافواه وكراهية الحرية والحق وكما قال نزار (أحاول رسم بلادٍ تكون صديقةَ شِعْرى ــ ولا تتدخلُ بينى وبين ظُنونى).

قبل سنين طويلة تمنى الشاعر ألا تكون بلاد العرب مجازا ونحن معه نتمنى ذلك.

( أحاول رسْمَ بلادٍ ـ تُسمّى ــ مجازا ــ بلادَ العربْ ـ سريرى بها ثابتٌ ورأسى بها ثابتٌ

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل