المحتوى الرئيسى

درب النور.. الجبانة الفاطمية بأسوان: هنا يرقد «الصحابة» | المصري اليوم

06/10 19:21

تعد الجبانة الفاطمية بأسوان أحد الشواهد على حقبة تاريخية مهمة للتاريخ الإسلامى تبوح بها مشاهد مقابر الجبانة على أرض البقيع الأسوانى الذى يعتبر البقيع الثانى بعد بقيع المدينة المنورة لما تحويه الجبانة من رفات أجساد الصحابة والتابعين والأولياء والتى يؤكدها اكتشاف أقدم شاهد قبر بالجبانة فى عام 31 هجرياً، وتمثل قباب مقابر الجبانة طرازاً معمارياً فريداً يجسد عظمة العمارة الإسلامية، ولا يتوقف الأمر عند ذلك، حيث تحتوى الجبانة الفاطمية أيضاً على مقامات رمزية لآل البيت وأولياء الله الصالحين.

ويقول الأثرى حسن جبر مدير منطقة آثار أسوان الإسلامية والقبطية وعضو اتحاد الأثريين العرب: «يرجع تاريخ المقابر الفاطمية إلى بداية القرن الأول الهجرى ومنتصف القرن السادس الميلادى والدليل على ذلك هو العثور بها على أقدم شاهد قبر إسلامى من الحجر الرملى محفوظ حالياً بمتحف الفن الإسلامى بالقاهرة مؤرخ فى 31 هجرياً باسم عبدالرحمن الحجزى أو الحجازى، وهو ما يقودنا إلى أنه من الممكن أن يكون تاريخ الجبانة قبل هذه الفترة الزمنية، وبالتالى قد يكون دفن بالجبانة أحد من صحابة رسول الله والتابعين، ولابد أن نفرق بين الجبانة الفاطمية والقباب الفاطمية، إذ أن تاريخ الجبانة الفاطمية يرجع إلى أنه عندما فتح العرب مصر وتم إرسالهم لتأمين حدود مصر الجنوبية عند ثغر «حدود» أسوان لصد هجمات قبائل النوبة المسيحية قبل دخولها الإسلام وقعت معارك شديدة من الطرفين فى هذه البقعة ودفن الشهداء فى هذه المنطقة وتوالى الدفن بعد ذلك».

ويضيف جبر: «الجبانة الإسلامية أو الفاطمية كانت تمتد من منطقة العنانى بمنطقة النفق بمدينة أسوان وكانت متصلة وممتدة جنوباً حتى طريق الخزان وعندما تم شق الطرق والشوارع نتيجة التوسع العمرانى والزحام والتكدس أصبحت منقسمة إلى الجبانة البحرية بمنطقة العنانى وأخرى قبلية بطريق الخزان ومن المحتمل أن يكون من بين رفاة الجبانة رفاة الصحابة لذلك يطلق عليها العوام جبانة الصالحين أو الجبانة المباركة أو الطيبة وتوارث العوام أنها جبانة الصحابة والأولياء لكننا نستطيع أن نجزم بأنها البقيع الثانى بعد بقيع المدينة لأنها مؤرخة فى 31 هجرياً، وتيمناً ومجازاً يطلق العوام أسماء الصحابة والتابعين وأولياء الله الصالحين وآل البيت على مقابر الجبانة مثل قبة الحسن والحسين، ومقام السيدة زينب، ومقام بلال بن رباح وعمر بن الخطاب والسيد البدوى وسيدى إبراهيم الدسوقى وقاضى الشريعة، وأسماء كثيرة لآل البيت والصحابة والتابعين وحتى الآن موجودة وتُزار فى المناسبات والأفراح والأعياد تبركاً وتيمناً بهم».

وتابع: «أطلق على الجبانة الإسلامية الفاطمية (القباب الفاطمية) لكثرة القباب التى بنيت بها والتى تعود إلى العصر الفاطمى فى فتراته المختلفة، وانتشرت القباب الفاطمية وهى مقامة على المذهب الشيعى بوضع القباب فوق قبور موتاهم حسب المذهب الشيعى وتعتبر القباب الفاطمية ذات عناصر معمارية مميزة وأرض خصبة للباحثين والدارسين والمهتمين بشؤون العمارة والفن الإسلامى لما اشتملت عليه القباب من عناصر معمارية متميزة من حيث العقود المتنوعة والأبواب المحورية ومراحل الانتقال المختلفة وتنوع شكل القبة، الأمر الذى يقودنا إلى الحديث عن براعة المعمارى والفنان المسلم الذى تفوق على نفسه وأبدع عندما خالف قواعد العمارة المألوفة فى تشييد القبة رقم 6».

وأوضح جبر: «من المعروف معمارياً أنه عند تشييد القبة لابد أن يرتفع ببناء مربع الشكل ترتفع فيه الجدران حتى نهاية التربيع السفلى وكى ينتقل من الشكل المربع إلى الشكل المثمن يصنع طاقية القبة أو خوذة، ولكن نجد أن المعمارى بعد نهاية التربيع السفلى مباشرة قام بحرفية وإبداع بوضع خوذة القبة دون الحاجة للتسلسل المثمن أو مرحلة الانتقال النموذجى الوحيد فى العالم هذا نموذج فريد من نوعه فى العمارة وهناك ظاهرة فريدة فى العمارة الإسلامية بوجه عام لا تشاهدها إلا فى تونس وهى ما تسمى ظاهرة القرون، وهى واضحة فى القباب الفاطمية بأسوان عن طريق تقاعر أضلع مثمن القبة من الخارج والارتفاع لأعلى عند تقابل ضلعين مشكلاً شكلاً يشبه القرون».

وأنهى حديثه قائلاً: «الجبانة الإسلامية أو البقيع الأسوانى بحق مزار دينى تشتم فيه رائحة الصالحين والأولياء ويذكرك بتاريخ الأجداد وتاريخ الصحابة والصالحين الذين استشهدوا وهى أرض خصبة لكل الدارسين للعمارة والفن الإسلامى وقد قامت العديد من البعثات الأجنبية بالعمل فى ترميم وصيانة العديد من القباب والأضرحة وتم افتتاح مراحل الترميم والتى أجريت على العديد من القباب منذ عامين فى احتفال حضره وزير الآثار السابق وتتبع الجبانة منطقة أسوان الإسلامية والقبطية».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل