المحتوى الرئيسى

من يملأ الترولي بأقل ثمن؟ مقارنة بين سلوك الرجل والمرأة في السوبرماركت

06/10 14:29

بنهاية الأيام العشرة الأولى من رمضان، بالكاد تستطيع العين تمييز الرجال في الشوارع التجارية، التي اكتظت بالنساء على اختلاف الأعمار والشرائح الاجتماعية، في أسواق الملابس والخضر والهايبر ماركت.

الساحة الكبيرة للدراسات والمقالات المتكررة التي تبرز الفروق بين السلوك الشرائي للرجل والمرأة، وتنتهي في الغالب إلى أن إقبال النساء على الشراء والتسوق أعلى من الرجال، الذين يتم وضعهم في قالب واحد لا يحفل بالتسوق والشراء.

ولكن أساليب الدعاية التي تغيرت كثيراً في السنوات الأخيرة، تطرح أسئلة عن حقيقة استمرار الصورة النمطية للرجال في رحلة التسوق، وهل كل الرجال سواء في السوبر ماركت فعلاً؟ وكيف يتمايز الرجال في تلك الرحلة؟

يعرف عن الرجال أنهم أصحاب المهمات السريعة في الهايبر ماركت، إذ يفضلون التسوق وحيدين دون شريكتهم، لشراء أشياء محددة دون مقارنة الأنواع والماركات للأصناف نفسها كما تفعل النساء. تلك صورة راسخة عن السلوك الشرائي لدى الرجال، ولكن بحسب دراسة أسترالية شملت نحو 1200 شخص من الجنسين، فإن النساء هن الجديرات بتلك المهمات السريعة أيضاً، فيمكن للمرأة أن تحدد موقع المواد الغذائية، وأي الماركات ستختار في أقل من 13 ثانية، بينما يتفوق الرجل في جلب الترولي (عربة التسوق) والدخول والخروج سريعاً من السوبر ماركت.

وتشير بعض الدراسات الحديثة إلى أن الفارق بين سلوك الجنسين قد تقلص كثيراً في الوقت الراهن، إذ تزيد النساء عن الرجال في السوبر ماركت بنسبة 51%، بينما تؤكد الدراسات نفسها أن الرجال لا يزالون الأقل إنفاقاً.

في دراسة قامت بها شركتا IMRB International وFacebook، حول سلوك الرجال والنساء في الهند شملت 6 آلاف شخص في متاجر وأسواق متعددة، ونحو 1700 رجل على الإنترنت، ظهر أن 80% من قرارات الشراء في ما يخص البقالة ترجع إلى الرجل، أما ما يتعلق بالمعلبات فـ91% من الرجال يعتمدون على شرائها، و92% منهم يفعل ذلك إزاء المشروبات، و86% منهم يختارون السلع حين يتعلق الأمر بمنتجات العناية بالشعر والبشرة.

شارك غردابتكر أحد المتاجر الكبرى حلاً لاحتواء الرجال المتذمرين من طول فترة التسوق مع شريكاتهم: "حضانة الرجال"

شارك غردعند مناقشة أحدهم أسعاراً محددة أو حين يشتري الرجل شيئاً من صديق، يقول له: "أنت هاتفاصل زي الستات؟"

وتشير الدراسة نفسها إلى أن سلوك الرجال الشرائي تغير كثيراً في السنوات الأخيرة، إذ كانت الدعاية توجه للمرأة باعتبارها صاحبة القرار في تحديد وشراء المواد الغذائية والسلع المنزلية وغيرها، ولكن التعليم ومطالبة الزوجات المتعلمات بمشاركة أزواجهن في تلك الأمور، كان له أثر كبير في ذلك التغير.

ونتج عنه توجه الدعاية نحو الرجل، حتى أن الممثل الهندي الكبير شاروخان ظهر في سلسلة إعلانات تجارية كمتخذ قرار في الشراء قائلاً: "هذا هو دوري في المنزل" أي شراء السلع الغذائية والمنزلية من السوبر ماركت.

يشاع أن النساء فقط يتصفن بالقوة الخارقة في شراء الأشياء بأرخص سعر ممكن، وهي القدرة على "الفصال"، والتي تشكل مادة للسخرية في كثير من الأحيان، عند مناقشة أحدهم أسعاراً محددة، أو حين يشتري الرجل شيئاً من صديق له: "أنت هاتفاصل زي الستات؟".

وقد ظهرت هذه السخرية في مصر، حين قدم الفنان أحمد أمين في برنامجه الساخر "البلاتوه" نموذجاً لطريقة المرأة في المساومة، وكيف تستطيع أن تظفر بالعديد من الأشياء بأقل سعر ممكن، على عكس الرجال.

ولكن على الرغم من ذلك، هناك من الرجال من يستطيع "الفصال" كالنساء أو يتفوق عليهن أحياناً. تقول شيماء الموظفة الثلاثينية، إن زوجها هو من يقوم بالفصال وليس هي: "دايماً هو بيفتح كلام مع البياع عشان يعرف الحاجة أصلها منين وسعرها الحقيقي".

ولا ترى شيماء أن هناك أداء واحداً وسمة واحدة للرجال داخل السوبر ماركت، لكن: "فيه راجل كِشر (يكشر عن أنيابه) لا بيتكلم ولا بيضحك، يمشي قصاد (أمام) زوجته مش جنبها، وبيستعجلها دايماً، وفيه راجل متأني وبيختار الحاجة مع مراته".

وأضافت هبه (34 عاماً)، وتعمل مدرسة للموسيقى: "الرجال نفسهم قصير في التسوق"، ولكنها لا ترى أن الرجال سواء في السوبر ماركت. وأشارت إلى أن هناك الرجل المرح الذي يتعمد السخرية من الأسعار والمنتجات ليجعل يوم الشوبينغ ذكريات سعيدة، على العكس الرجل الذي يفتعل المشاكل ويبدأ الخناق قبل الذهاب للتسوق حتى لا ترافقه زوجته ويستطيع أن ينجز المهمة بأسرع وقت مهما كانت النتائج.

"أنا أحب التسوق ولكن لا أحب التلكؤ أمام المحال في السوق أو الرفوف داخل السوبر ماركت كما تفعل النساء"، يقول إسلام (30 عاماً)، الذي يرى أنه على الرغم من مهارة السيدات في شراء الخضر وفرز الطيور كالبط والأوز، إلا أن الرجال هم الأكثر خبرة باللحوم الحمراء.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل