المحتوى الرئيسى

رغم البريكسيت- تيريزا ماي في "مأزق" بعد خسارتها الانتخابات

06/09 18:50

تلقت رئيسة الوزراء تيريزا ماي نكسة كبيرة بعد أن خسرت الأغلبية البرلمانية في الانتخابات المبكرة التي كانت قد دعت لها للحصول على تفويض أقوى في محادثات الخروج من الاتحاد الأوروبي. فلحد الآن لا يبدو واضحا من سيشكل الحكومة القادمة ولا الاتجاه الأساسي الذي ستسلكه محادثات الخروج، وهو أمر يثير القلق في ألمانيا. إيلمار بروك، خبير الحزب المسيحي الديمقراطي "CDU"، في السياسة الخارجية ينتابه القلق تجاه محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لا سيما وأنّ من المقرر أن تبدأ في غضون أيام قليلة . بروك عبّر عن قلقه بقوله  لراديو ألمانيا: "بالنسبة لنا من الأفضل لو فازت تيريزا ماي بأغلبية كبيرة، عندها ستُسيِّر المفاوضات بنزاهة وستتمكن من تأمين أغلبية برلمانية"، وأضاف: "الآن يفتقر الاتحاد الأوروبي إلى شريك له قدرة على إدارة المفاوضات في الجانب البريطاني".

رئيسة الوزراء تيريزا ماي تتلقى نكسة كبيرة بعد أن دعت لانتخابات للحصول على تفويض أقوى في محادثات الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وتوقع العديد من المراقبين في بروكسل وبرلين بأن تخلق نتائج الانتخابات أجواء من الارتياح أو الفرح نظرا لمواقف ماي الداعية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون تنازلات لبروكسل ودون أي دعم للاستفادة من السوق الأوروبية. هذا يعني أن تيريزا ماي كانت دائما متمسكة بسياسة صارمة اتجاه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل (الحزب المسيحي الديمقراطي "CDU") التي حاولت مرارا وتكرارا تسهيل عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ودعى وزير الخارجية الألمانية زيغمار غابرييل (من الحزب الاشتراكي الديمقراطي SPD"") الحكومة البريطانية المقبلة لإعادة النظر في استراتيجيتها إزاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وعلى هامش لقائه مع وزير خارجية قطر قال غابرييل: "دعت تيريزا ماي في حملتها الانتخابية إلى التصويت لصالحها لأنها في حاجة إلى أغلبية قوية لتعزيز موقفها في محادثات الخروج من الاتحاد الأوروبي. لكنّ تيريزا ماي لم تحصل على هذه الأغلبية من الناخبين البريطانيين". وأضاف غابرييل: "أعتقد أنّ الشعب البريطاني بيّن أنه لا يترك أي مجال للتلاعب معه". ويرى غابرييل أنّ نتيجة الانتخابات البرلمانية البريطانية ستنعكس على مجريات محادثات بريكسيت بين الشركاء الأوروبيين والحكومة البريطانية الجديدة.

فيما يرى إيلمار بروك أن الهزيمة الانتخابية لتيريزا ماي لا علاقة لها ببقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي أو الخروج منه بقدر علاقتها بالسياسة الداخلية لماي. ويعتقد السياسي الألماني بروك أن تيريزا ماي "فقدت السيطرة تماما" خلال الحملة الانتخابية وهذا ما تؤكده نتائج الانتخابات وتسييرها الرديء للشؤون الداخلية. ويرى بروك أنّ التقصير في النظام الاجتماعي في بريطانيا من جهة والتعامل مع الإرهاب الذي طال البلد مؤخرا من جهة أخرى كان لهما أثرٌ في الحملة  الانتخابية البريطانية.

غونتر أوتينغر: "لا مفاوضات من دون حكومة"

كذلك غونتر أوتينغر (الحزب المسيحي الديمقراطي "CDU")، المفوض الأوروبي للموازنة، عبّر هو الآخر عن قلقه من نتائج الانتخابات البرلمانية في بريطانيا وصرح لراديو ألمانيا: "مسار الانتخابات يثير شكوك حول الوضع في بريطانيا". كما يرى أوتينغر أن محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في مأزق: "حكومة بريطانية ضعيفة تطرح مخاطر بأن تكون المفاوضات سيئة للطرفين".

غونتر أوتينغر يترقب مفاوضات صعبة مع الحكومة البريطانية الجديدة

ويؤكد أوتينغر على أنه لا يجب للشماتة بالنكسة التي أصابت تيريزا ماي وحزبها المحافظ، وبريطانيا في حاجة إلى حكومة قادرة على تدبير أمورها. وبالنسبة للاتحاد الأوروبي يُشكل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تحديا كبيرا لا سيما وأن بريطانيا تدفع حوالي 13 مليار وبالتالي فهي ثاني أكبر مساهم في ميزانية الاتحاد الأوروبي بعد ألمانيا. إذا فخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيخلق فجوة كبيرة في ميزانية الاتحاد.

ويرى أوتينغر أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأووربي في التاسع والعشرين من شهر آذار/ مارس عام 2019 محتوم ببدء المفاوضات الفعلية في خريف العام المقبل. بالإظافة إلى الحاجة لمزيد من الوقت لكي توافق برلمانات الدول الأعضاء في الاتحاد والبرلمان الأوروبي على هذه المعاهدة. لذلك وجه أوتينغر ندائه إلى لندن: "لا مفاوضات من دون حكومة".

مارتن شولتس، مرشح منصب المستشارية يريد لقاء زعيم حزب العمال البريطاني

وزير الدولة الألماني للشؤون الخارجية ميشائيل روت سارع لتذكير السياسيين البريطانيين بمسؤوليتهم اتجاه الاتحاد الأوروبي. وصرح روت في مقابلة بالقناة الألمانية الثانية (ZDF) بوجود حاجة عاجلة الآن لحكومة بريطانية فعالة. ودعا روت إلى البدء في المفاوضات دون تأخير لأن عقارب ساعة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدأت تتحرك.

أما مارتن شولتس، المرشح لمنصب المستشارية من الحزب الاشتراكي الديموقراطي (SPD)، فقد دعا في حسابه على تويتر إلى اجتماع في أقرب وقت ممكن مع جيريمي برنار كوربين، زعيم حزب العمال البريطاني، مهنئا أياه على تعزيز موقعه في البرلمان البريطاني وحصوله على مقاعد أكثر مقارنة بالانتخابات البريطانية الماضية.

طالب نايجل فاراج زعيم حزب "استقلال المملكة المتحدة" وأحد الداعمين الرئيسين لحملة "بريكست"، بأن يصبح يوم 23 من حزيران/ يونيو عيدا للاستقلال. وقال: "الاتحاد الأوربي يخسر. الاتحاد الأوروبي يموت. آمل أن نكون قد أسقطنا الحجر الأول من الجدار. وآمل أن يكون خروج بريطانيا هو الخطوة الأولى لتكون دول أوروبا ذات سيادة".

خيرت فيلدرز رئيس حزب "الشعب من أجل الحرية والديمقراطية" الشعبوي الهولندي احتفى بخروج بريطانيا وقال "باي باي بروكسل. وهولندا ستكون القادمة". ويطالب فيلدرز منذ سنوات بإجراء استفتاء حول عضوية هولندا في الاتحاد، فيما ذكر استطلاع للرأي أن أغلب الهولنديين يفضلون "نيكست" والخروج من الاتحاد الأوروبي.

يأمل اليمين الفرنسي من الاستفادة من نتائج "بريكست". ووصفت زعيمة "الجبهة الوطنية" الفرنسية مارين لوبان النتائج بأنها "انتصار للحرية"، وتابعت: "يجب علينا الآن إجراء استفتاء مشابه في فرنسا وفي دول الاتحاد الأوروبي". وربما تحقق دعوة "فريكست" دفعة انتخابية قوية لمارين لوبان في الانتخابات الرئاسية القادمة في فرنسا في سنة 2017.

فراوكه بيتري زعيمة حزب "البديل من أجل ألمانيا" ردت فرحة على نتائج الاستفتاء بتغريدة في تويتر وقالت:" الوقت ملائم لأوروبا جديدة". أما بيورن هوكه رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في ولاية تورينغن فأطلق تصريحات أكثر حدة وطالب بإجراء استفتاء في ألمانيا وأضاف:" أنا أعرف أن أغلبية الشعب الألماني تريد الخروج من عبودية الاتحاد الأوروبي. وأن البريطانيين قرروا بـ"بريكست" الخروج عن طريق الجنون الجماعي".

كريستيان توليسن رئيس حزب الشعب الدنمركي هنأ في فيسبوك بنجاح "بريكست". وقال معلقا على النتائج: "الاتحاد الأوروبي قلّل من قيمة شكوك المواطنين تجاهه. الاتحاد الأوروبي صادر قرار الدول المنضمة فيه ويدفع الآن ثمن ذلك". ويريد توليسن أيضا إجراء استفتاء مشابه في الدنمرك.

فيما قال هاينز كريستيان شتراخه زعيم حزب الحرية النمساوي في تغريدة في تويتر إنه "بعد بريكست يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى إصلاحات شاملة. ودون رئيس البرلمان الأوربي شولتس ودون رئيس المفوضية الأوربية يونكر". ويطالب حزب الحرية بإجراء استفتاء في النمسا. وأضاف رئيس الحزب: "نحن نهنئ البريطانيون على حصولهم على استقلالهم من جديد".

قد يشعر رئيس وزراء المجر اليميني المحافظ فيكتور أوربان أن بريكست تأييد لسياسته الرافضة لاستقبال اللاجئين. وأوضح أوربان بعد التصويت بأنه يؤمن "بأوروبا قوية، لكنها لن تكون كذلك، إلا عندما توجد هنالك حلول ملائمة للقضايا المهمة مثل قضية الهجرة". وكانت المحكمة الدستورية قد أعطت الضوء الأخضر وقبل الاستفتاء على إجراء استفتاء في المجر حول "نسب اللاجئين" المقترحة من قبل الاتحاد الأوروبي.

طالب أنصار اليمين الشعبوي في جمهورية التشيك أيضا بـ"سيكسيت" لخروج التشيك من الاتحاد. ومن ابرز المنتقدين للاتحاد الأوروبي الرئيس السابق فاسلاف كلاوس. فيما رفض البرلمان التشيكي في الشهر الماضي طلبا قُدم من قبل حزب "الفجر الذهبي للديمقراطية المباشرة" اليميني الشعبوي لمناقشة إجراء استفتاء مشابه. وموضوع كراهية أوروبا قد يطغي على الانتخابات البرلمانية القادمة، والتي ستجرى في العام القادم.

الكاتب: فيرا كيرن / زمن البدري

نتائج الانتخابات البريطانية لها تأثير على التجارة الخارجية الألمانية

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل