المحتوى الرئيسى

بالفيديو| في ذكرى تنحي "ناصر".. 5 مشاهد تسبق "قرار العودة"

06/09 17:05

الأنفاس تخرج صعبة من الصدور، الأعين تحدّق إلى شاشات التليفزيون التي سيطل منها زعيم ألف شعبه صورته، الخطاب يبدأ بمكاشفة كاملة يعرض خلالها جمال عبدالناصر الأسباب التي أدت إلى حدوث نكسة الخامس من يونيو 1967، القلوب تزداد نبضاتها مع لغة لم تكن معتادة في خطابات "ناصر"، فالرجل يحمّل نفسه المسؤولية كلها ويصارح الجماهير بقرار طلب منهم أن يساعدوه عليه، "لقد قررت أن أتنحى تماما ونهائيا عن أي منصب رسمي وأي دور سياسي، وأن أعود إلى صفوف الجماهير، أؤدي واجبي معها كأي مواطن آخر".

"ليلة 10 يونيو.. أظن، ولو أنها كانت 24 ساعة، لكن ما جرى فيها كان كافيا ليملأ مجلدات بكاملها"، شهادة الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل، على أول يوم بعد قرار "ناصر" ترك منصبه، فالشوارع التي كانت خاوية منذ دقائق، لم يعد فيها موقع لقدم، معالم القاهرة تحولت إلى رؤوسٍ متراصة وأقدامٍ دهست السيارات دهسا، وحناجر ما سكتت عن الهتاف تؤكد حبه وتطالبه بالعدول عن قراره، ناهيك عن رسائل وخطابات لا عدد لها تصل إلى بيت "ناصر"، ويدخلها "سكرتارية الرئاسة"، خلسة، إلى غرفته عله يراها، والرئيس يحاول أن يغيب عن تلك الأحداث بإغماض عينيه، غير أن أصوات الجماهير الحاشدة تقاوم وصول النوم إلى جفونه.

الملايين الهادرة يأتيها صوت "العندليب" من كل حدب وصوب، يرددون معه: "ناصر يا حرية.. ناصر يا وطنية.. يا روح الأمة العربية.. يا ناصر"، قبل أن تحضر سيدة الغناء العربي أم كلثوم، إلى المشهد حاملة كلمات كتبها الشاعر نزار قباني، لتنهمر معها دموع الملايين الذين يغنون: "ابقى فأنت الأمل الباقي لغد الشعب.. أنت الخير وأنت النور، أنت الصبر على المقدور.. أنت الناصر والمنصور".

"العالم ينقلب رأسا على عقب"، مشهد وضح جليا في ليلة 9 يونيو 1967، حينما تهافت عشرات الرؤساء والملوك للحديث إلى الرئيس جمال عبدالناصر وإقناعه بالعودة إلى منصبه، أولهم كان الرئيس العراقي عبدالرحمن عارف الذي اتصل هاتفيا بـ"ناصر" باكيا ومطالبا بعودته، ثم الرئيس الجزائري "هواري بومدين" الذي لم يتمالك غضبه وأبلغ الرئاسة نيته السفر إلى روسيا، في اليوم الذي يليه، لتنسيق الخطوات المقبلة معهم بعد النكسة، ثم يأتي دور العاهل الأردني الملك حسين الذي اتصل هاتفيا بـ"ناصر" لثنيه عن قراره.

3 رسائل عاجلة تلقاها مكتب الرئيس، ليلة التنحي، أولها: كانت من "يوثنت"، سكرتير عام الأمم المتحدة، الذي أبلغ "ناصر" أنه يخشى أن يكون اتخذ قراره بدافع الكبرياء وحده، وذكّره بحكمة بوذية تقول: "العظمة الحقيقية في المقدرة على احتمال المكاره"، ويطالبه بإعادة النظر في قراره، الثانية: رسالة من مكتب الرئيس الفرنسي شارل ديجول، يذكره بأن "النصر والهزيمة في المعارك عوارض في تاريخ الأمم، وأن سلام الوطن العربي يقتضي وجوده"، قبل أن يُختتم المشهد برسالة من قائد الاتحاد السوفييتي بريجنيف، يبلغه بعدم اقتناعه بتركه قيادة بلاده، ويشيد بسمعته الضخمة بين الوطن العربي، ويثني على نضاله ويطالبه بالعمل من أجل المحافظة على الثورة وشعبها.

"حالة من الهلع تصيب الجنود السوريين بالجولان"، حسبما روى الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، قائلا إن خطاب تنحي الرئيس جمال عبدالناصر كان له أثر بالغ على الجنود السوريين المتمركزين في وحداتهم بالجبهة السورية، حيث قرر الضباط أن يتركوا أماكنهم بالوحدة والذهاب إلى قياداتهم "وكأنهم يتصورون أن تنحي عبدالناصر سيسبب لهما شيئا مروعا"، وهو ما أدى، في النهاية، إلى اختراق القوات الإسرائيلية لـ"هضبة الجولان"، بعد حالة الفوضة الجارية بعد ساعات من التنحي.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل