المحتوى الرئيسى

لمتابعة أفضل لـ "لا تطفئ الشمس"- نرصد لك أوجه الشبه والاختلاف بين الرواية والمسلسل .. شخصيات جديدة وتغيير في مسار الأبطال

06/09 16:59

يعد مسلسل "لا تطفئ الشمس" واحد من بين المسلسلات التي تحظى باهتمام كبير من جانب المشاهدين خلال شهر رمضان، وذلك لأنه يضم مجموعة من الممثلين المميزين، إلى جانب أنه يمثل التعاون الثالث بين المخرج محمد شاكر خضير والسيناريست تامر حبيب، بعد النجاح الذي حققاه معًا في مسلسلي "طريقي" و"جراند أوتيل".

المسلسل مأخوذ عن رواية شهيرة تحمل نفس الاسم للكاتب والروائي المصري إحسان عبد القدوس صدرت عام 1960 ومكونة من جزأين، وبالطبع هناك تساؤلات يطرحها البعض حول مدى التشابه بين ما يعرض على الشاشة والنص الأدبي.

لذلك نرصد في السطور التالية، أوجه الشبه والاختلاف بين أحداث الرواية والمسلسل الدرامي بعد عرض ما يقرب من نصف الحلقات، ولكن تجدر الإشارة هنا إلى أننا لن نتطرق إلى الفيلم السينمائي الشهير المأخوذ عن الرواية والصادر عام 1961، ويحمل توقيع المخرج صلاح أبو سيف.

ويأتي هذا بناءً على تصريحات كاتب السيناريو تامر حبيب، الذي قال في حوار له مع موقع "ساسا بوست"، " تعاملتُ مع الرواية ككائن مستقل بذاته، وبشكل منفصل تمامًا عن الفيلم، فهناك أحداثٌ كثيرة بالرواية لم يتناولها الفيلم نظرًا لضيق الوقت".

تدور أحداث الرواية في فترة الخمسينيات، وتتبع حياة أسرة بعد وفاة الأب بعدد من السنوات، حيث الأم التي ترعى أبنائها الخمسة، الذين يعيشون حياة وقصص حب مختلفة وغير متشابهة. يتمكن إحسان عبد القدوس من الكشف عن التحولات الاجتماعية والسياسية لمصر عقب ثورة 23 يوليو 1952.

فيما تنطلق أحداث المسلسل بعد وفاة الأب بشهور قليلة، حيث تنتقل العائلة لمنزل جديد يعيشون فيه حياة ومشاعر مختلفة، نتعرف على قصص حبهم دون التطرق إلى الخط السياسي.

الأم:تجسد الدور الفنانة ميرفت أمين، وتغير اسمها من "عنايات" إلى "إقبال".

-في الرواية: هي سيدة تهتم بصحتها وجمالها فتبدو أصغر في السن. أحبت في شبابها صديق شقيقها، وبادلته الخطابات والرسائل، لكنه سافر فجأة واضطرت للزواج من رجل عاش حياته يشعر بعقدة نقص تجاهها لأنها من عائلة أعلى منه في المستوى، مع ذلك تأقلمت مع الوضع وتفرغت لتربية أبنائها الخمسة حتى أصبحت مثل الآلة الجامدة التي تسير بانتظام دون خلل لتأدية واجبات محددة.

بعد موت الزوج، يظهر حبيبها الذي يدعى "عبد السلام"، محاولًا التقرب منها ومن عائلتها. وعلى الرغم من تعلقها به، إلا أنها تنزعج عندما يتقدم إليها رسميًا في النهاية، بل أنها تبكي حين يخبرها ابنها الكبير "أحمد" موافقته، وترفض إتمام الزواج.

"لقد كانت تخدع نفسها، أنها لم تكن تريد الزواج أصلا.. لقد أدمنت حرمانها.. أنه لم يكن حرمانًا.. ولكنه كان حياة اختارتها.. اختارتها بمحض إرادتها.. وقد كانت تستطيع أن تختار حياة أخرى.. كانت تستطيع أن تتزوج حتى لو عارض أولادها.. ولكنها لم ترد.. ربما لأنها أجبن من أن تتزوج".

-في المسلسل: تختلف شخصية "إقبال" قليلًا وتتطور علاقتها مع "عبد السلام"، فتقبل العمل في محلات الورد التابعة له، وتكشف عن حبها لابنتها "إنجي"، إلى جانب أنها توافق على ارتداء خاتم الخطبة في السر.

ورغم خوفها من معرفة ابنها "أحمد"، إلا أنها تتمكن من مواجهته عندما يقول لها أنه لا يستطيع رؤيتها مع شخص آخر غير والده، فتقول له: "لو أنت وافقت أنا هوافق، ولو أنت رافض أنا مستحيل هعمل كدا".

أحمد:يجسد الدور الممثل محمد ممدوح، ولم يتغير اسمه ولا اسم حبيبته "شهيرة".

-في الرواية: هو أكبر الأبناء، يعمل موظف في إدارة المعاشات بوزارة المالية، وهي الوظيفة التي يكرهها ولا يستطيع أن يجد لنفسه مستقبل فيها خاصة وأنها مفروضة عليه من قبل خاله. يبدو من الخارج رجل جاد له وقار واحترام يشعر بمسئولية نحو عائلته، لكنه من الداخل شخص حائر، يعيش في مرحلة طويلة من البحث عن الذات.

فقد قرأ الكثير من الكتب محاولًا التعرف على ما يرغب في تحقيقه، وتنقل بين المقاهي المختلفة ليجد لنفسه مجتمع يندمج فيه، ثم قرر ترك وظيفته وحاول أن يكون محامي، وبعدها فكر في كتابة مقالات، لكن حياته تتغير تمامًا بعد تطوعه في الجيش من أجل صد العدوان الثلاثي على مصر.

يتعرف على "شهيرة" في نادي الجزيرة، وذلك بعدما استمر في مراقبتها والنظر إليها لمدة شهور. وهي الفتاة الأولى في حياته، والحقيقة أنها تساعده على معرفة نفسه، إلا أنه يبتعد عنه بعد موت شقيقه، ويدخل في علاقة مع "جيرمين" الشابة الجريئة متعددة العلاقات التي تجذبه إلى عالم بعيد تمامًا عن بيئته.

يظهر من أحداث المسلسل أن شخصية "جيرمين"، تجسدها الممثلة شيرين رضا وتدعى "رشا"، وتربطها هنا علاقة بشقيقه الأصغر -على عكس الرواية- لكن من الممكن أن تتقرب منه مع مرور الوقت والأحداث.

"إنه لا يعرف ما يريد.. ونفسه القلقة الحائرة لا تستقر على أرض، بل تتنقل كل ساعة في خيال جديد، ورغم ذلك ففي هذه النفس القلقة شيء مستقر، ولكنه شيء بعيد لا يستطيع أن يصل إليه.. لا يستطيع أن يمسك به بين يديه.. ويعرف كنهه".

-في المسلسل: تظهر الحيرة على شخصية "أحمد" في البداية، فهو الشاب الذي يعمل مع خاله "سامي" في المصنع، ويشعر أن هناك 10 سنوات من حياته ضاعت هباءً في دراسة الحقوق وامتهان المحاماة.

عندما يتعرف على "شهيرة" في النادي، تساعده على مواصلة البحث عن هدفه الحقيقي، فيقرر التركيز على الكتابة وتحديدًا القصص القصيرة.

"أحمد" في المسلسل يشعر كما في الرواية أن خاله هو المتحكم الرئيسي في العائلة، وأنه يهمش دوره. إلى جانب أن علاقته بأشقائه متوترة ومتحفظة؛ فهو لا يعرف كيف يتصرف عندما يرى "إنجي" مع "محمود"، أو كيف يتعامل مع أفكار "أدم" وأحلامه، خاصة مع معارضة الخال لتصرفات الشاب الصغير.

أدم:يجسده الممثل أحمد مالك، وفي الرواية اسمه "ممدوح"

-في الرواية: تظهر الشخصية في الجزء الأول فقط، ويعد الصورة النقيض لشقيقه، فهو جرئ ومقبل على الحياة، يملأ المنزل صراخًا وضحكًا ويرفض الخضوع لتقاليد المجتمع ومنافقته. يلتحق بكلية الحقوق لكنه لا ينتظم في الدراسة لأنه يعتبرها إهانة لذكائه ومضيعة للوقت، لهذا يقضي سنوات الجامعة في تأسيس مشروعات تجارية مثل بيع جرائد للطلبة، ومشروع سائق بالساعة عند الأثرياء.

تربطه علاقة صداقة بالأسطى "عفيفي"، الذي يمتلك ورشة لتصليح السيارات، إذ يتردد عليه كثرًا ويساعده في العمل ويتحمس إلى مشاركته في شراء مخرطة. فيحاول أن يقترض النقود من شقيقه ووالدته لكنهما يرفضا الأمر، فتنشب مشكلة بينهم ويضربه "أحمد" بعد تجاوزه مع والدته، فيخرج غاضبًا ويتعرض لحادث يموت على أثره.

"إنه يبحث دائمًا عن مستقبل يستطيع أن يحقق له آماله.. يبحث عن الطريق الذي يستطيع أن يسير فيه"

-في المسلسل: يظهر "أدم" شخصية مرحة يفعل أكثر من شيء إلى جانب دراسته في كلية الهندسة، فهو يقدم عروض ستاند أب كوميدي، ويعمل سائق "أوبر".

يتعرف على "حبيبة" التي تقدمها الممثلة مي الغيطي، وهي شخصية جديدة في الأحداث لم تكن في الرواية. تأتي من طبقة اجتماعية مختلفة، ولديها شقيق هو "الأسطى عدوي"، الذي يقرر "أدم" مشاركته في مشروع المخرطة. ويبدو على العائلة أنها ترفض "حبيبة" وشقيقها بسبب الفارق الاجتماعي بينهم، خاصة مع رغبة الخال في تزويجه من ابنته.

فيفي:تقدم الشخصية الممثلة ريهام عبد الغفور، وتغير اسمها من "مفيدة" إلى "أفنان"

-في الرواية: هي أكبر الشقيقات وأقلهن جمالًا واعتناءً بمظهرها وثيابها، ورثت ملامح والدها ولم تشبه والدتها في شيء. تختار ملابس متحفظة تخفي أنوثتها، كما أنها تسعى إلى تركيز على دراستها بكلية العلوم حتى يعوضها تفوقها عن شعورها بأنها الأقل حظًا في الجمال والحب.

يصفها الكاتب بأنها شخصية "معقدة"؛ فهي حادة الطباع وسليطة اللسان وشرسة، تعترض على كل شيء في البيت وعلاقتها بشقيقاتها فاترة لا تشاركهما الأسرار.

يتقرب منها معيد بالكلية يدعى "أمين عبد السيد"، لكن نظرًا لأنه غير جذاب لا يُرضي غرورها، لكن توافق على الزواج منه بعد خطبة شقيقتها الصغرى والبعثة المرشح لها، ثم تتركه بعد موت شقيقها وتعود إليه من جديد، فدائمًا يحركها دافع غير الحب للارتباط به.

"أغلقت حياتها عن الشبان.. عودت نفسها على ألا تحس بهم.. لا تحس بالجنس الأخر.. وكانت لا تعترف بالحب.. ولا تذكر منه إلا قصص الحب الفاشل.. كانت تردد هذه القصص في شماتة كأنها تنتقم بها لنفسها".

-في المسلسل: هي طبيبة أسنان حاصلة على رسالة الماجستر وتسعى للسفر إلى أمريكا لاستكمال دراستها، جادة وغير مهتمة بمظهرها، وتضع حواجز بينها وبين أفراد العائلة. إلى جانب أنها تشعر بالغيرة من شقيقتها وتحديدًا الصغيرة لدرجة أنها تكشف سر علاقتها بأستاذها، وهو الأمر الذي لم يحدث في الرواية.

توافق على الخطبة من دكتور بالكلية امسه "سعد"، رغم عدم إعجابها به ويشجعها على الأمر خطوبة شقيقاتها الصغيرتين. تعترف فيما بعد لأختها أنها تشعر بالاختلاف عن باقية الفتيات بسبب والدها الذي كان يصطحبها معه إلى الجامع والحلاق، وهي أبعاد للشخصية لم تكن في الرواية أيضًا.

تواجه "فيفي" في المسلسل مشكلة عدم حماس "سعد" للبعثة، بينما تراها هي الفرصة الوحيدة للسفر، وهذا على عكس مسار الرواية الذي كان فيه المعيد متحمس للسفر مثلها.

إنجي:تجسد الدور الممثلة أمينة خليل، وفي الرواية كان اسمها "نبيلة"

-في الرواية: هي الأهدأ والأكثر اتزانا وقوة شخصية بين الشقيقات لأنها تجمع بين طيبة القلب وحكمة العقل. تدرس في كلية الآداب وترتبط بزميلها "محمود" الذي يسبقها بعامين في الدراسة، ويشعر دائمًا أن هناك فرق كبير بين أسرتها وأسرته الفقيرة التي تعيش في قرية بسيطة بمدينة طنطا.

بعد زيارتها له في بلدته، تشعر أن هناك حواجز كثير بينهما، وتقرر الابتعاد عنه قليلًا خاصة بعد معرفتها بأمر خطبته لإحدي قريباته، ولكن يتصالحا بعد ذلك، ويخططا لحياتهما بطريقة واقعية حتى يتمكنا من الزواج.

"أغرتها حياته.. أحست أنها تندفع لتشاركه حياته.. أحست كأنها أصبحت صاحبت رسالة.. رسالة تحرير محمود وعائلته من الفقر، ومن الظلم، ومن الجهل.. رسالة تحملها مع محمود، ويجاهدان سويًا في سبيل تحقيقها".

-في المسلسل: يتغير الخط الدرامي لهذه الشخصية، وتفرد لها مساحة أكبر من الرواية. فبعد عودتها من بلدة "محمود"، يتغير مسار حياتها، وتوافق على الزواج من "يوسف" الشاب الثري الذي يحبها وتشجعها أمها على الارتباط به نظرًا لأنه من نفس مستواها الاجتماعي. يجسد الدور الممثل أحمد مجدي، وهو واحد من الأدوار التي لم تكن في الرواية.

وبعد الزواج، تترك عملها وتسافر للعيش في بيروت بسبب مشروعه الجديد، الذي تعاونه فيه. لكن يبدو أن شخصية "يوسف" ستكون متشابهة مع شخصية "عصام" في الرواية، الذي يستغل جمال زوجته من أجل مشاريعه.

آية:تجسد الدور الممثلة جميلة عوض، وفي الرواية هي "ليلى"

-في الرواية: هي الأجمل بين الشقيقات، والأكثر تأثرًا برحيل والدها، فبعد وفاته لم ينجح أحد من أسرتها أن يشغل مكانه أو يعوضها عن غيابه. تعيش في عالم من الموسيقى والألحان، فهي تعزف البيانو وتدرس في معهد الموسيقى.

تربطها علاقة عاطفية بملحن مشهور يدعى "فتحي" أكبر منها بـ20 سنة ومتزوج، كانت تتردد على منزله ليعطيها دروس في البيانو، ثم تطور الأمر بينهما. ولكن بعد معرفة أسرتها، فرضوا عليها الزواج من "عصام" الشاب الذي ظهر على حقيقته بعد الزواج، فهو بخيل واستغل جمالها من أجل مشاريعه وكان يضربها، فطلقت منه وعادت لفتحي الذي تركها بعد وقت خوفًا من زوجته التي يحبها كثيرًا.

"تجسدت هوايتها للموسيقى في أشخاص الموسيقيين.. أصبح فرسان خيالها هم شوبان وبيتهوفن وموزارت وتوسكانيني.. تتمنى أن تعيش في عصر كل منهم، وأن تحبه ويحبها .. وتتزوجه".

-في المسلسل: تسير أحداث هذا الشخصية بصورة متقاربة للرواية، ففتحي هو "هشام" لكنه هنا أستاذها في المعهد، وعصام هو "نادر" الزوج الذي يبدو أن مشكلتها معه ستكون مختلفة عن مشكلة الرواية.

الجديد هنا، شخصية "شادي" الذي يجسده الممثل محمد الشرنوبي، فهو صديقها الذي يحبها كثيرًا، لكن نظرًا لأنها منشغلة بـ"هشام"، يقرر السفر والابتعاد عنها.

-المربية بسيمة:صحيح أن الروية ذكرت وجود مربية لدى الأم في شبابها، تعلم بعلاقة حبها مع "عبد السلام"، إلا أنها حينما تزوجت، لم تنتقل هذه المربية معها إلى البيت، بل تواجد طباخ.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل