المحتوى الرئيسى

عشتُ رمضان بين أيدى هؤلاء | المصري اليوم

06/09 00:14

فى شهر رمضان، يحلو لى- منذ سنوات، وفى مراحل متتالية من حياتى- أن أخلو إلى نفسى، فأشرد مع ذكرياتى، وأسترجع ما مررت به فى كل مرحلة من مراحل حياتى من إحباط وفشل ثم نجاح تحقُّق ثم أمراض وآلام وأفراح.

أفكر وأتأمل وألجأ إلى الله خالق المتعة والشقاء، كم ساندنى، وكم وهبنى القوة لأتغلب بها على عقبات ومشكلات الحياة.

أخلو إليه، أخاطبه بكل أسلوبٍ يصلنى به، مستحضرةً أصول التطهر والتقوى، والخبرات التى عشتها بين يدى أولياء الله من المتصوفة، وعلى رأسهم أستاذى وشيخى المفضَّل الراحل الدكتور عبدالحليم محمود، شيخ الأزهر الأسبق، (1910- 1978 ميلادية)، وأنا معه فى شهر رمضان على سلم الكعبة، وداخلها، وفى مسجد الرسول، وفى الروضة نبتهل ونتوسَّل ونبكى ما شاء لنا البكاء، وتطول الخلوة، ثم أقضى بقية شهر رمضان فى منزل الشيخ محمد متولى الشعراوى (15 من ربيع الأول 1329 هـجرية/ 15 من إبريل 1911 ميلادية- 22 من صفر 1419 هـ/ 17 من يونيو 1998 ميلادية) المواجه للكعبة، حيث الابتهال والعبادة فى صورٍ عديدة، وليالى الذكر والتراتيل والابتهالات، ودموع غزيرة تذرفها إلى جوارى الشيخة زينب الغزالى، صاحبة المقولة (الله فوق كل فرعون).

ثم أنتهى إلى لونٍ آخر من العبادات الروحية فوق جبال الطائف، حيث يقيم صديق عظيم الإيمان هو الشيخ أحمد زكى اليمانى، وزير البترول والثروة المعدنية السعودى سابقا، من عام 1962 إلى 1986 ميلادية، وأحد أقطاب البترول فى العالم.

إنها قمة الهَدَا (وترتفع عن سطح البحر حوالى 2000 متر، وتبعد عن الطائف حوالى 20 كيلومترًا)، وهى أعلى بقعة فى جبال الطائف، حيث صوت القرآن يتردد بصوت فيه شجن وعذوبة بين الجنبات، وخليط من أجناس العالم، كلهم مدعوون إلى العبادة والتوسُّل فى هذا المكان الرائع، الذى يرتفع حتى السماء حيث الله، وصلاة التراويح، ثم صلاة التهجُّد حتى طلوع الفجر.

وأعود إلى أرض واقعى، لأكمل أيام شهر رمضان فى منزلنا بالإسكندرية قريبًا من البحر، حيث قضيت طفولةً عامرةً بالدين والتهجُّد والتوسُّلات بمسجدىْ أبى العباس المرسى (616 هجرية- 1219 ميلادية/ 686 هجرية- 1281 ميلادية)، والأباصيرى كما يناديه أهل الإسكندرية أو البوصيرى (608- 696 هـجرية/ 7 من مارس 1213- 1295 ميلادية) كما هو معروف للكافة فى العالم، نمد الخطى جريًا للحاق بصلاة التراويح ثم الفجر، ونستمع فى خشوع إلى تلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل (7 من يونيو 1905- 26 من ديسمبر 1978 ميلادية)، وطه الفشنى (1900- 1971 ميلادية)، ودروس العبادات.

وفى أواخر الشهر، أعود إلى أرضٍ أخرى للواقع، حيث ألتقى صديقى مصطفى محمود (27 من ديسمبر 1921- 31 من أكتوبر 2009 ميلادية)، ولون آخر من ألوان العبادة، والتبحُّر فى فك ألغاز الدين.

وفى الحديث القدسى- وأظنه حديثًا موضوعًا- يقول رب العزة: (عبدى أطعنى تكن ربانيا تقول للشىء كن فيكون)، وهذا معناه أن التسابيح والصوم لفترات طويلة والاجتهاد فى العبادة والاعتكاف وترديد اسم من أسماء الله الحسنى يمكن أن تصل بصاحبها إلى مرحلة الكرامات ومعرفة الهمم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل