المحتوى الرئيسى

بالصور: تعرف على عادات وتقاليد المصريين في رمضان

06/08 19:34

لم تختلف عادات المصريين في رمضان طيلة العصور المختلفة إلا في تفاصيل بسيطة، مرتبطة بتطورات العصر وبتطور وسائل الحياة والمعيشة.

طوال العصور المختلفة يستعد المصريون للشهر الكريم قبله بفترة بسيطة، حيث يبدؤون في شراء السلع المرتبطة به مثل الياميش، ويشترون الفوانيس وأدوات الزينة التي يتم تعليقها في الشوارع والطرقات وعلى واجهات المنازل.

خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان يرصد عادات وتقاليد المصريين خلال شهر رمضان بالقاهرة والمحافظات وسيناء، موضحاً أن أهالي القاهرة والمحافظات المختلفة يستعدون لشهر رمضان قبله بأسبوعين، حيث يعرض الإعلام المصري الأغاني التراثية المرتبطة برمضان، فيما تمتلئ الأسواق بالمنتجات الرمضانية من التمور وقمر الدين والقراسيا والمشمشية والمكسرات والعرقسوس والتمر هندي والخروب والسوداني المقشّر وجوز الهند والزبيب ليبدأ الشراء قبل رمضان.

ويضيف د. ريحان أن بداية صناعة الفوانيس تسبق رمضان بفترة وهناك منطقة شهيرة في القاهرة لصناعته وهي باب الخلق، وبها كبار أصحاب المهنة. ويصنّع الفانوس من خامات محلية خصوصاً الزجاج الملون الذي اشتهرت به زخارف مصر الإسلامية، وتتعدد أنواعه وهذه الفوانيس الكبرى يقبل عليها أصحاب المحلات والفنادق لتوضع في المواجهة وفي خيم رمضان الشهيرة بالفنادق والمواقع المختلفة، والأصغر حجماً توضع في واجهات العمارات وفي الشرفات، والأصغر التي تصنع في المناطق الشعبية تعلق بأسلاك بين الشوارع الضيقة.

ويتابع د. ريحان أن الأطفال يبدؤون قبل رمضان بأيام في جمع مبالغ من السكان لزينة رمضان ليبدؤوا في شراء أوراق الزينة المختلفة وصنعها بأنفسهم والمشاركة مع الكبار في تعليقها بين العمارات والمنازل، وإضافة إلى لمبات كهربائية بأسلاك طويلة لإنارة الشوارع المختلفة، وفي ليلة الرؤية تتحول القاهرة لمظاهرة فرح وسعادة ونهم على شراء المأكولات.

وتجتمع الأسر والعائلات بعد صلاة المغرب لانتظار احتفالية دار الإفتاء والأزهر الشريف باستقبال الشهر الكريم وانتظار البيان الرسمي لتحديد صلاة القيام، وبعد الإعلان يهرع الجميع كبار وصغار لتمتلئ مساجد القاهرة عن آخرها بالمصلين ويسهر الجميع هذه الليلة، ويبدأ الإعلان عن الدورات الرمضانية الرياضية بأحياء القاهرة المختلفة والحجز لها بالنوادي ومراكز الشباب، والتي تبدأ مبارياتها بعد صلاة التراويح وفي بعض الأماكن من بعد صلاة الفجر.

ويشير د. ريحان إلى تبادل التهاني بالشهر الكريم عبر الاتصالات المختلفة بالأهل والأحباب والرسائل الإلكترونية عبر الوسائل الحديثة المختلفة، وتحديد مواعيد العزومات الرمضانية بين الأهل والأصدقاء، ولا يفطر في اليوم الأول شخص بمفرده إلا لظروف عمله، حيث يحرص الجميع على تجمع أكبر عدد من أفراد العائلة للإفطار الجماعي.

وفي مصر وخلال الشهر الكريم، كما يقول الدكتور ريحان، تزداد أعمال الخير حيث تنشط الجمعيات الأهلية المختلفة بإعداد ما يعرف بـ"شنطة رمضان"، والتي يشارك في إعدادها الحكومة والجمعيات والأهالي ويحرص بعض المحافظين على توزيعها بأنفسهم، وتتسع أعمال الخير من موائد الرحمن التي تنتشر عبر أحياء وشوارع وميادين القاهرة ويشارك بها كل أصحاب الخير في مصر.

ويتابع د. ريحان أن رمضان ارتبط بمشروبات محلية، ومنها التمر هندي والعرق سوس والسوبيا والخروب والتمور المختلفة بعد نقعها في الماء وإضافة القراسيا والمشمشية واللبن إليها، ويحرص معظم الصائمين على تناول كوب التمر والتوجه لصلاة المغرب ثم يعودون ليتناولوا إفطار اليوم الأول على المحاشي المختلفة من ورق عنب وكوسة وفلفل أخضر وورق خس وسيدة الأطعمة الملوخية الخضراء والبامية وأنواع الرقاق المختلفة والأرز والمكرونة.

ويقول إن رمضان في مصر ارتبط كذلك بحلويات معينة أبرزها الكنافة وأم علي، ولها أصول تاريخية وتجهز أفران الكنافة بالشوارع ويتجمع الأطفال حول بائع الكنافة ليشاهدوا طريقة رشها على الفرن، وكذلك القطايف بأنواعها وأحجامها المختلفة.

وبعد صلاة التراويح ينطلق الشباب إلى منطقة الحسين والأزهر الشريف لتناول الحلوى المختلفة من أم علي وأرز باللبن، والبعض يتناول الإفطار بالمنطقة خصوصاً الفول بالزيت الحار والمطاعم المتنوعة بالمنطقة، ويحرص البعض على زيارة منطقة السيدة زينب والسيدة نفيسة وتنتشر الليالي الرمضانية المختلفة لتعرض الفنون الشعبية التراثية بالمواقع الأثرية، ومنها بيت السناري بالسيدة زينب ومدرسة السلطان الغوري ووكالة الغوري بالغورية وقصر الأمير طاز بمنطقة الخليفة بالقلعة بشارع السيوفية المتفرع من شارع الصليبة.

ويكشف د. ريحان أن هذا العام تم فتح موقع جديد لعروض رمضان وهو وكالة بازرعة الأثرية بحي الجمالية التي تعود للعصر العثماني، مضيفاً أن شارع المعز لدين الله الفاطمي، أكبر شارع أثري في العالم، ويضم آثاراً إسلامية من مختلف العصور يتحول إلى خلية نحل نهار رمضان وليله، وهو الذي يجسّد جماليات وروحانيات رمضان بكل صورها، ولا ينقطع السير فيه إلا وقت الإفطار.

وفي نهاية رمضان تبدأ صناعة كعك العيد بأشكاله المختلفة وهي صناعة تراثية أيضاً وفي المناطق الشعبية ترى النساء يحملن صاجات الكعك وينتظمن في صفوف أمام الأفران حتى يأتي الدور لتسويته، وتتسابق المحلات لصناعة هذا الكعك لتوفيره ولكن متعة الأطفال بصناعة الكعك لا تفوقها متعة وهناك عادة لن تنقطع أبداً وهي حرص المسلمين على إهداء المسيحيين المجاورين لهم والأصدقاء كميات من هذا الكعك للمشاركة في الفرحة ويحرص المسيحيون في أعيادهم على هذه العادة التي تؤكد ترابط نسيج الأمة دائماً.

ويتابع د. ريحان أن رمضان في سيناء له طعم خاص، حيث تحرص الجهات الرسمية دائماً على توزيع خيرات رمضان على أهالي سيناء وتوفير كل ما يلزمهم ويحرص أهالي سيناء على اعتلاء قمم الجبال للرؤية الشرعية للهلال، وعندهم مقولة شهيرة "خامس الصوم صوم" بمعني إذا صام الإنسان في العام السابق يوم سبت مثلًا فيجب العد خمسة أيام بعده ليكون بداية الصوم هذا العام هي الأربعاء.

ويبدأ رمضان في سيناء بفتح المقاعد والدواوين المختلفة للإفطار الجماعي للرجال والأطفال وتترك النساء للإفطار في المنازل مع فتيات الأسرة، وتشعل النيران قبل الإفطار ليهتدي بها السائرون التائهون، وقد اهتدى نبي الله موسى بسيناء بالنار عندما تجلى له سبحانه وتعالى عند شجرة العليقة المقدسة الباقية حتى الآن بالوادي المقدس طوى داخل دير سانت كاترين.

وتترك موائد أهل سيناء قائمة حتى بعد صلاة القيام، تحسباً لوصول ضيف جديد أو عابر سبيل ليتناول إفطاره، ويتجمع أهل سيناء لقراءة القرآن في المساجد من بعد صلاة العصر حتى صلاة المغرب لينصرفوا بعد ذلك للإفطار الجماعي ثم ينطلقوا لصلاة العشاء والقيام.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل