المحتوى الرئيسى

فيديو وصور| أسرة قتيل ضابط السلام:«كنا مستنين شهادة تخرجه جاتلنا شهادة وفاته»

06/08 17:49

الأم: دا اللي طلعت به من الدنيا بعد 30 سنة جواز.. مين يعوضنا عن دمه

كان هيخطب رابع يوم العيد وجاب هدوم جديدة هنروحله بها الترب نزوره 

الأب: سندي اللى بتمناه من ربنا راح.. خدوا مننا أغلى ماعندنا 

«كنت مستنية شهادة تخرجه... أخدت شهادة وفاته»، كلمات كررتها الأم ولخصت بها أحزانها على فراق فلذة كبدها ونجلها الوحيد، الذى راح ضحية لتصرفات طائشة لرجال شرطة، منوط بهم فى الأساس حماية أرواح المواطنين البسطاء الحالمين بحياة مستورة.. طلقة طائشة من ضابط متهور لايعرف قيمة حياة الأبرياء دمرت حياة أسرة بالكامل، في الوقت الذي تقف فيه قيادات الأمن بمديرية أمن القاهرة موقف المتفرج، من ضباطها الذين يسعون في الأرض فساداً، فليست الواقعة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه الجرائم التي من شأنها إرهاب المواطن، والإضرار بأمنه وأمن الوطن.

كان الجميع مشغولاً بمشاهدة مباراة الأهلى وفريق الوداد المغربى، فى بطولة دورى أبطال أفريقيا، حتى هلعوا نتيجة إطلاق عدة أعيرة نارية، ليجدوا "سيف" غارقاً فى دمائه، ينزف حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، ليكتشفوا الحقيقة المرة، وهى إطلاق ضابط شرطة من قوة قسم شرطة السلام ثان، النيران من سلاحه الميرى، جراء مشادة مع أحد الشباب بالمنطقة.

هرول الجميع نحو "سيف"، محاولين إنقاذه إلا أنه ما أن وصل إلى مستشفى السلام حتى لفظ آخر أنفاسه، تاركاً خلفه آمالاً كثيرة وأحلاماً أكثر، طالما حلم بها رفقة أسرته المتواضعة.

مشاهد كثيرة مليئة بالحسرة والحزن عايشتها "التحرير"، على مدار خمس ساعات متواصلة، مع أسرة الشاب سيف مسعد، قتيل السلام، الذى لقى مصرعه على يد النقيب محمد فؤاد، معاون مباحث قسم شرطة السلام ثان، قبل ثلاثة أيام، أثناء مشاهدته لمباراة الأهلى على أحد الكافيهات بمنطقة النهضة بالسلام.

بصوت متقطع قال الأب: "فى الأول قالولى إن سيف عمل حادثة ورجله اتكسرت، جريت لقيت ناس كتير أوى أول مرة أشوفهم، ولقيت ظباط ورتب كتيرة عند مستشفى السلام، بعدها لقيت واحد ربنا يباركله -قاصداً إسلام الجوهرى، رئيس نيابة شرق القاهرة - بيقولى البقاء لله يا عم الحاج، روح خليهم يخرجوا العربية اللى فيها جثة ابنك على مشرحة زينهم، وعرفت ان ابنى اتضرب بالنار، أنا مشفتش حاجة كل اللى واقفين وقت الحادثة أقسموا لى بكدة، وقالولى إن فى ظابط اسمه محمد فؤاد ضرب سيف ابنى بالنار وموته".

لم يتمالك الأب المكلوم نفسه من الحزن والآسى على نجله.. يدخل فى نوبة بكاء وهو يقول: "لما عرفت ان فى ظابط قتل ابنى... طلبت من رئيس النيابة اللى كان واقف، وده طلع راجل عمرى ما شفت زيه فى حياتى، انى أحضر التحقيق مع الضابط، قالى حاضر يا عم الحاج مع إنه ممنوع لأن الظابط دلوقتى خصمك لكن هخليك تحضر التحقيق، أنا برده عندى ابنى اسمه عبد الرحمن، وبتمنى من ربنا يخليه ويحفظه".

يضيف عم مسعد : "سيف ده ابنى الوحيد عارفين يعنى ايه يتخطف منكم ابنكم الوحيد..سيف ربنا رزقنى به بعد 30 سنة جواز، وربيته 18 سنة وفى الآخر مشفتش غير دمه هو اللى فضل وسيف راح".

تتحدث الأم بصعوبة بالغة " قالى هروح اشترى هدوم العيد يا ماما وبعدين هتفرج على ماتش الأهلى مع صحابى..راح سيف واشترى فعلاً هدوم جديدة وهو اللى مشى وقرر انى ازفه للأرافة مش لفرحه"، مشيرة إلى أنه كان من المقرر الاحتفال بحفل خطبته رابع أيام عيد الفطر المقبل، بعد ظهور نتيجته، حيث أنه فى الصف الثالث الثانوى الصناعى، بمدارس مبارك كول، والمتخصصة فى تعليم أقسام السيارات، وتنظم دورات للطلاب بشركة مرسيدس الألمانية.

تصمت الأم تتذكر كلمات سيف، ثم تعاود حديثها: "يرضى مين ده يا ناس إنى اتحرم من ابنى ضنايا، اللى بتمناه أنا وأبوه من ربنا والدنيا كلها.. يرضى مين ياخدوا منى ابنى وفى الآخر يحبسوا الظابط 4 أيام..يخدوا منى 18 سنة تربية وتعب وشقى مقابل 4 أيام حبس بس..يا بلاش"، مطالبة بسرعة الإنتهاء من التحقيقات وإحالة الضابط المتهم إلى محكمة الجنايات.

يشير الأب فى حديثه معنا إلى أن نجله متفوق دراسياً وكان سيدخل الثانوية العامة، إلا أنه فضل الالتحاق بالثانوى الصناعى لرغبته فى دراسة علم صناعة السيارات، وبالفعل حصل على شهادات تقدير من مدرسته وكذا حصل على دورات بشركة mcv، التابعة لشركة مرسيدس، مؤكداً على وجود فرصة عمل له فى إحدى الدول الأجنبيه بعد نبوغه فى مجال ميكانيا وفن صناعة السيارات، إلا أن "سيف" رفض السفر لخارج البلاد وفضل أن يبدأ حياته العملية فى بلاده عقب تخرجه بعد أيام قليلة.

وتابع الأب: "لو قالولى فى يوم ان ابنك شفناه بيشرب سيجارة مثلاً، كانت نارى هتبقى أهدى من كده..عارفين يعنى ايه شاب لا بيشرب سجاير ولا يعرف أصدقاء سوء، ولا بيعرف يعنى ايه وقفة النواصى، بعدين يتخطف منك فى لمح البصر..كل ده ليه عشان ظابط مش عارف يقبض على متهم ويسيطر عليه فى دايرته، مؤكداً أن سيف" كان يشاهد مباراة الأهلى وخلال ذلك اشتبه الضابط محمد فؤاد فى أحد الشباب ويدعى محمود أحمد، وطلب من أمناء الشرطة اقتياده لسيارة الشرطة، حتى تجمعت أسرة محمود ورفضت استقلال ذويهم سيارة الشرطة دون وجه حق، ليعلق الأب: "تجمعت أسرة الشاب وأخرج الضابط سلاحه وخرجت منه 4 رصاصات إحداها فى الهواء والثانية فى صدر سيف ابنى، والثالثة فى جبهة نادر، مصاب حالياً وأجرى عملية جراحية، وحالته حرجه غير مستقرة.. ذنبنا ايه ان ضابط مش عارف يسيطر على موقف قدامه، يطلع سلاحه ويموت بيه ابنى ليه؟".

"مش هقدر أقول غير حسبى الله ونعم الوكيل... بعد ما سيف مات..سمعت أخبار إنه تاجر مخدرات.. زمايله قدامكم أهم اسألوهم سيف كان بيشرب حتى السيجارة؟"، كلمات أكد عليها والد القتيل، لتتدخل هنا ابنة عمه، سارة، وتعلق: "ربنا ينتقم من كل واحد كتب ان سيف تاجر مخدرات ومات فى مطاردة مع الشرطة.. ربنا ينتقم من كل واحد لايراعي ضميره فى شغله، متسائلةً: "هو فى تاجر مخدرات بيلعب رياضة؟..فى تاجر مخدرات بياخد شهادات تقدير من نادى طلائع الجيش بالنهضة التابع لوزارة الدفاع؟، هو فى تاجر مخدرات بياخد شهادات تفوق فى دراسته؟، وقدمت لنا المستندات الدالة على ذلك.

تعلق الأم من جديد، وتقول: "قالى من كام يوم أنا عايز أخطب، وقولى لبابا، قلتله حاضر، لما تطلع نتيجة الدبلوم بتاعتك الأول، وبالفعل راح اشترى هدوم جديدة للعيد..سابلنا هدومه وهو اللى مات، يلا هناخدها معانا واحنا رايحين نزوره فى التُرب...لازم أخدهاله معايا... ريحته لسة فيها"، وتابعت " يرضى مين يا ناس...أستلم هدوم ابنى غرقانة دم..احنا ناس تعبنا فى تربية ابننا وبنجرى عليهم بالعرق والتعب..والحمد لله مستورة"، تتساقط دموعها ثم تصمت وتعاود الحديث "احنا كبرنا فى السن ومش هنعرف نجيب زى سيف تانى.. خدوا مننا كل حاجة فى حياتنا..ربنا ينتقم من كل ظالم..ربنا على كل مفترى".

يتابع الأب من جديد، محاولاً إظهار تماسكه "خدوا منى السند والصاحب مليش غيره ..جبته بعد 30 سنة..بالذمة مين يحس باللى انا فيه..دى شقى عمرنا وخدوه مننا "، ثم يعلق محمد رشدى، نجل عمه ومحامى "سيف" موضحاً أنه يشكر النيابة العامة على ما بذلته من جهد خلال التحقيقات حتى اتخذت قرارها بحبس الضابط، مؤكداً انه يثق فى العدالة المصرية التى ستعيد حق سيف بالقانون وهذا كل ما نرجوه، احنا مش فى غابة القوى ياكل الضعيف..اللى غلط لازم يتحاسب وبالقانون ليس أكثر، مشيراً إلى أنه رفض كافة أشكال التظاهر للمطالبة بدم سيف، مثلما دار امام قسم السلام قبل يومين ماضيين، حتى لا يترجم الموضوع سياسياً وتتداخل الأطراف، ويضيع دم نجل عمي القتيل.

خالة "سيف" قاطعت حديث نجل عمه، وصرخت: "ده لو ابن واحد من البهوات كانت الدنيا قامت.. لو أجنبى زى ريجينى..كانوا قلبوا الدنيا .. لكن الظاهر ان دم ولادنا رخيص..الدم اللى راح ده مين يجيب حقه؟..  أتمنى أشوف اللى قتل ابن أختى عند عشماوى".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل