المحتوى الرئيسى

"حتشبسوت وسنموت".. هل وقعت الملكة في حب مهندسها؟ | الأقصر بلدنا

06/08 14:55

الرئيسيه » بين الناس » “حتشبسوت وسنموت”.. هل وقعت الملكة في حب مهندسها؟

مثلت نفسها في ملابس الفرعون، ونراها في هيئة شاب يافع يلبس التاج الأزرق المنتفخ فوق الجبهة، وفوق صدرها عقد الملك ذي السبع بردورات أو الستة صفوف، فى خصرها المئزر يغطى ساقيها حتى فوق الركبة،  تركع بين يدى آمون رع.

وفي  صورة أخرى تظهر بلحيتها المستعارة كعادة الملوك الفراعنة وهي في جميع صورها تُمثل مفلطحة الصدر، وقد رفعت تاء التأنيث من اسمها فهي ملك مصر لا ملكتها وهي حتشبسو وليست حتشبسوت.

كان المهندس “سنموت” المستشار الأول للملكة في كل الأمور.. وتمثلت عبقريته في جميع الوظائف الرفيعة التي كان يشغلها، فقد كان مديرًا للحقول والمخازن الملكية.

في البدايات المبكرة لظهور المسيحية في مصر، اتخذ بعض الرهبان من معبد حتشبسوت ملاذًا للعبادة والانزواء، وأطلقوا عليه اسم “الدير الشمالي” ومن هنا جاء اسم “الدير البحري”  الذي اشتهر به المعبد عالميًا.

وفضلًا عن التفرد المعماري لهذا المعبد الذي ليس له مثيل في معابد العالم القديم كله، فإن جدران هذا المعبد وأفنيته مزدانة بنقوش ومناظر ونصوص فريدة، لعل أهمها التقرير التفصيلي المدعم بالصور الوصفية لتلك الحملة البحرية التجارية الشهيرة التي أبحرت فيها الأساطيل المصرية إلى بلاد “بونت” ويقال إنها الصومال أو بلاد اليمن  أو هما معا.

يقول الدكتور عبدالمنعم عبدالعظيم، مدير مركز تراث الصعيد بالأقصر، إن حتشبسوت كانت  في سن العشرين عندما قضى أبيها تحتمس الأول نحبه، بعد خمسة وعشرين عامًا في الحكم، ثم استراح من الحياة وذهب إلى السماء ليختلط بالآلهة.

وكانت هي وريثة العرش لنقاء دمها الملكي، فتوجت بالملكية وأصبحت شريكة والدها في الحكم أواخر أيامه،  ولكن تقاليد البلاط ودسائس الكهنة بدأت تتدخل، لأن فكرة ولاية امرأة تغضب كثير من الناس، فتحتم إشراك أخيها غير الشقيق تحتمس الثاني، وحتى لا تثير القلاقل تزوجته وأشركته معها في الحكم.

يقول عبدالمنعم عبدالعظيم، مدير مركز تراث الصعيد بالأقصر، إن هناك ظاهرة فريدة لسنموت مهندس حتشبسوت، إذ يملك مقبرتين، الأولى في تلال “شيخ عبد القرنة”، والثانية كشف عنها “وينلوك” في شتاء 1926/1927 فى الدير البحري وهي تتميز بسمات ترفع سنموت في مرتبة أعلى من عامة الشعب وسائر الأعيان، وترتيب المقبرة ونظامها يدعوان إلى استنطاق معنى شديد التميز، فهي تقع في الحرم المقدس للدير البحري، وتشير إلى صلة وثيقة بين الملكة ومهندسها ورغبة مؤكدة في توحيد شعائرهما الجنائزية، فتخطيط مقبرته والمقبرة الملكية واحد وشكل التابوتين واحد، ومنقوش اسم حتشبسوت على جميع جدران المقبرة، كما أن النصوص الدينية التي نقشت فيها لا تظهر إلا في المقابر الملكية.

ويتساءل عبدالعظيم : هل كان لدى سنموت من الأسباب التي تجعله يقف على قدم المساواة مع مليكته ويتقدم الملك نفسه؟ إنه حالة فريدة في تاريخ مصر القديمة فاسمه في أفضل الأماكن المميزة في المعابد، ويصور هو وحتشبسوت أمام الآله، لقد مُنح سنموت امتيازات ذات شأن لم يسبقه أحد إليها من الشعب.

شطحت الأخيلة ونسجت الكثير حول علاقة حتشبسوت بمهندسها المعماري، هل كان أخا أكثر التصاقا من أخيها الزوج تحتمس الثاني، وصنعت بنات أفكار بعض الباحثين قصة حب، وقيل إن ممرًا سفليا، كان يربط حجرة دفن سنموت بحجرة دفن حتشبسوت، بغية أن تلتقى روحيهما في الحيوات المتكررة ، وإن كان هذا الممر مجرد مشروع لم ير النور بعد.

وفيما بعد، حُكم على اسمه أن يضيع في غياهب النسيان، وقيل إن مناصرته لحتشبسوت هي السبب، لكن من الثابت أنه توفى قبل وفاة حتشبسوت وعزل قبل وفاته من حتشبسوت نفسها، ولم يدفن في مقبرته وهشم اسمه من على جدرانها بالمطرقة في حين بقى اسم حتشبسوت.

ويؤكد الباحث الأثري أن سننموت  تميز باعتباره مهندسا معماريا لا مثيل له، فعرف كيف يقيم في طيبة مساكن جديرة بالإله، فالثورة الفنية التي ابتدعها تواصلت واستمرت، وكانت علاقته بحتشبسوت مبنية على تقديرها وإعجابها بفنه وسياسته وقدراته الإدارية، ولم ترق بكل المقاييس إلى علاقة عشق إنساني كما توهم بعض علماء التاريخ، لقد اجاد فنال هذه المكانة ونال رضاء الملكة، كفنان ومبدع وإداري، كان يجمعهما ذلك الحب الذى يسمو بالعواطف ويرتفع فوق الشهوات لقد تعاملت معه الملكة التي تقمصت دور الرجال كرجل.

في الصفة الجنوبية (اليسرى) توجد “مناظر بعثة بونت”، وهي أول بعثة تجارية تقوم بها حتشبسوت في السنة التاسعة من حكمها إلى بلاد بونت، الواقعة بالقرب من الصومال الآن، وكانت مكونة من خمس سفن، وكان الهدف من الرحلة المجيء بالبخور والعطور لتقديمها للإله آمون.

أبحرت خمس سفن كبيرة محملة بمصنوعات مصر الراقية تحت قيادة القائد “تحسى”، حيث تبدأ مناظر هذه الرحلة من الزاوية الجنوبية لهذه الصفة بالمنظر السفلى على الجدران الغربي الذى يوضح بالنص والصورة إبحار البعثة المصرية إلى “بونت”، وهذا نص الصورة  “وبدأ الطريق الطيب إلى أرض الإله والسفر في سلام إلى بونت بجيوش سيد الأرضين، طبقا لأمر سيد الآلهة آمـون سيد عروش الأرضين (أما أبت سوت) لتحضر له العجائب من كل بلد أجنبي لأنه يحب كثيرًا ابنته (ماعت كارع)، وهو اسم التتويج للملكة حتشبسوت.

نتابع الآن المناظر على الجدار الغربي من الصف الثاني الملاصق للجدار الجنوبي،  فنشاهد منظر شحن السفن الكبيرة بعجائب بونت، ويلاحظ الرجال وهم يسيرون على السقالات ويحملون الأشجار المختلفة إلى داخل السفن، ثم يلي ذلك منظر يمثل ثلاث سفن ناشرة أشرعتها، جاهزة للإبحار إلى مصر وفوقها نص يذكر “الإبحار والوصول في سلام إلى أبت سوت” أي إلى أرض معابد الكرنك، ثم نرى منظر يمثل أهالي بونت الذين قدموا بالهدايا لتقديمها للمصريين يحنون رؤوسهم تحيه واحترامًا.

اقرأ الموضوع كاملًا من هنا: “حتشبسوت” المرأة الفرعون.. أزالت تاء التأنيث من اسمها ووضعت لحية مستعارة 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل