المحتوى الرئيسى

عظماء الأمة| أبو القاسم.. ابن أبي بكر الذي رباه عليّ فحكم مصر

05/30 11:36

عظماء الأمة| أبو القاسم.. ابن أبي بكر الذي رباه عليّ فحكم مصر

ولد "محمد" في عام حجة الوداع 10هـ، وشملته رعاية أبيه أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وأمه السيدة أسماء بنت عميس رضي الله عنه، لم يحظَ برؤية النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا شهور قلائل، ثم سرعان ما أصبح أبوه خليفة للنبي وهو ما زال رضيعا، وتوفي أبوه في عام 13هـ وبدأ مرحلة جديدة في حياته ولم يتجاوز الثالثة.

كانت السيدة أسماء بنت عميس من السيدات الفضليات في الإسلام، في البداية تزوجت جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، ثم أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وبعد انتقاله إلى جوار ربه تزوجها علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.

في هذه الحلقة من "عظماء الأمة" سنتحدث عن دور تربية الإمام علي في تنشئة ابن الصديق رضي الله عنهم جميعا.

انتقل محمد وهو طفل صغير إلى دار علي بن أبي طالب بعد أن تزوج والدته، فتربى محمد في بيت علي كولد من أولاده، وتزوج شقيقة زوجة الحسين، وهما بنات ملك الفرس في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

وفي تربية علي له كان يؤكد دوما على الثبات على الحق مهما كانت الظروف والتحديات، فتعلم منه الثبات فظل ثابتا على مواقفه- أيا كانت- حتى اللحظات الأخيرة من حياته، وربما كان ثباته مؤدي إلى نهايته.

اشترك ابن أبي بكر في معركة الصواري البحرية سنة 31هـ، في عهد الخليفة عثمان بن عفان بين المسلمين والروم، وشارك في فتح مصر.

في عهد الخليفة عثمان بن عفان حدثت ثورة من المصريين، فقصدوا المدينة المنورة وحاصروا مقر الخلافة وطلبوا تعيينه حاكما على مصر، وقد كان ذلك، لكن عند عودة المصريين به إلى مصر ليتولى الحكم، حدثت خيانة من كاتب عثمان رضي الله عنه، مما تسبب في رجوع القوم مرة أخرى وانتهت الأزمة بقتل الخليفة الراشد رضي الله عنه.

وهناك اختلاف في الروايات حول دوره في قتل عثمان، فإن الثائرين عندما ذهبوا إلى بيت عثمان تقابلوا مع جمع من أبناء الصحابة، منهم ابن عمر وابن الزبير وابن طلحة، وأبناء علي الحسن والحسين، اللذين تربى معهم محمد، فتجاوزهم مع من تجاوزهم ودخلوا الدار.

أنصار محمد يتمسكون بما جاء به ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة، بأنه عندما دخل محمد على عثمان قال الأخير له: ويلك، أعلى الله تغضب، هل لي إليك جرم إلا أني أخذت حق الله منك، فتركه وخرج.

ورواية الاستيعاب لابن عبد البر عندما رآه عثمان قال له "لو رآك أبوك لم يرض هذا المقام منك" فخرج عنه وتركه، وهذا هو الرأي الأشهر، حتى إن ابن تيمية برأ محمد من قتل عثمان.

أما خصومه، وخاصة الأمويين فيرون أنه شارك في قتل عثمان، ويستدلون برواية الذهبي في سير أعلام النبلاء بأنه سار لحصار عثمان، وفعل أمرا كبيرا، فكان أحد من توثب على عثمان حتى قُتل.

ثم مع اشتعال الصراع بين علي ومعاوية بن أبي سفيان، بعد تولي الأول الخلافة وعزله الثاني من ولاية الشام، ومطالبة معاوية بتسليم قتلة عثمان الذين أعلن أنهم رجال علي، وكان محمد في ركاب علي في صولاته، وشارك معه في معركة الجمل ضد الزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وأخته عائشة زوجة النبي.

ولما انتهت المعركة أرسله علي مع السيدة عائشة أخته إلى المدينة فأوصلها معززة مكرمة ثم لحق به.

ثم خاض محمد مع علي معركة "صفين"، ثم ولاه مصر، وهنا حدثت مراسلات قوية بين وبين معاوية، حملت في أكثرها ألفاظا ثقيلة وهجوما من بعضهما لبعض، وانتهت الأزمة بينهما بتسيير معاوية جيشا بقيادة عمرو بن العاص رضي الله عنه لفتح مصر مرة أخرى وضمها لسلطانه.

كتب معاوية بن أبي سفيان إلى مسلمة بن مخلد الأنصاري، وإلى معاوية بن خديج السكوني الموجودين بمصر، يطالبهم بعمل "كماشة على محمد"، في وقت قدوم جيش عمرو بن العاص إليهم، فجهز معاوية عمرو في ستة آلاف، وخرج معاوية مودعا، وسنعرض قصة القتل كما عرضها ابن كثير في البداية والنهاية.

وكتب عمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان كتابين إلى محمد بن أبي بكر، كان من كتاب معاوية" قد بعثت إليك بجيوش يتقربون إلى الله بجهادك ولن يسلمك الله من القصاص أينما كنت والسلام"، فرد عليهم بأغلظ الردود، وكتب إلى علي يستنجده، فأرسل إليه علي يأمره بالصبر وأنه سيرسل إليه مساعدة نتيجة الخذلان الذي تعرض له علي من أتباعه في هذا التوقيت.

وركب محمد بن أبي بكر في ألفي فارس الذين انتدبوا معه من المصريين، فى مواجهة 16 ألفا من جيش عمرو، وفى البداية انتصر في المناوشات، حتى حدثت "الكماشة"، فتفرق أصحابه، فرأى خربة فآوى إليها، ودخل عمرو بن العاص العاصمة "الفسطاط"، وذهب معاوية بن خديج يبحث عن محمد، فدخلوا عليه وكاد يموت عطشا، فلم يسقوه، فاستنكر أخوه عبد الرحمن إلى عمرو بن العاص أن يموت أخيه عطشا، فقال معاوية: كلا والله، أيقتلون كنانة بن بشر وأترك محمد بن أبي بكر، وقد كان ممن قتل عثمان وقد سألهم عثمان الماء.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل