سهاد محمد شومان يكتب: دين المحبة والسلام المزعوم | ساسة بوست
منذ 1 دقيقة، 30 مايو,2017
إذا كان جائزًا أو واجبًا قتل الغلام لاحتمال أن يجيء شريرًا أو عاقًا أو كافرًا أو صانعًا للأذى أو للفجور، فإن الواجب أو الجائز قتل جميع الغلمان، بل قتل جميع الكائنات وتدمير جميع الأشياء… إلخ، في المقال السابق.
ويحدث في الحياة أن يموت الغلمان لأسباب كثيرة، ولا أحد يعلم ماذا كانوا سيكونون عليه لو أنهم بقوا على قيد الحياة، هل سيكونون صالحين أم طالحين؟ مؤمنين أم كافرين؟ أشرارًا أم طيبين؟ لا أحد يعلم، ولكن شاءت قدرة الله أن يعلمنا لماذا انتهى أجل هذا الغلام عند هذا الحد؟ إن لم يقتله الخضر كان سيموت بأي وسيلة أخرى، ولكن الله اختار هذه الوسيلة حتى يعلم من يؤمن به أن الله قد يفعل ما نكره ويكون فيه الخير لنا، وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم، وذلك دافع للمؤمن حتى يصبر ويحتسب أجر صبره على مصابه عند الله ويحوز بذلك خيري الدنيا والآخرة.
أما من لا يستطيع أن يدفع عن نفسه أذى بعوضة، فمن أين له أن يقترح على السماء وأهلها ما هو أفضل وأذكى وأكثر خيرًا، ومن لا يدري ما يحصل له أو معه بعد ساعة وما يكون عليه حاله غدًا من أين له أن يعرف ما هو أنفع وأذكى وأفضل وأكثر رحمة ونخوة وشهامة.
الله لا يريد أن يقتل كل من سيكون كافرًا أو طاغية فهم لهم دورهم المحدد أيضًا في هذه الحياة، ومن غير هذا الدور من أين لنا أن نعرف معنى وحقيقة الإيمان والفضيلة والخير والعدل والإحسان، فبضدها تعرف وتتمايز الأشياء، فإن لم يكن هناك كفر فكيف لنا أن نعرف حقيقة وحلاوة الإيمان وأن نحيا به، وإن لم يوجد الشر فكيف لنا أن ندرك معنى الخير وأهميته ونسعى له، وهكذا تمشي الحياة وتكتسب طعمها ومعناها.
أما تعليقات المذيع بأن شرع الخضر هو شرع لنا، وأن الدين الإسلامي يسعى لقتل الكفار لأنهم كفار فقط، وأن الدين الإسلامي دين توحش وقتل حتى للأطفال والأبرياء، فدعونا نستعرض جزءًا من نصوص الإنجيل التي يؤمن بها هذا المذيع:
سفر العدد 31: 17 فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال وكل امرأة عرفت رجلًا بمضاجعة ذكر اقتلوها. 18 لكن جميع الأطفال من النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر أبقوهن لكم حيات.
«آية (تثنية 20: 16): وَأَمَّا مُدُنُ هؤُلاءِ الشُّعُوبِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا فَلا تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَّا».
«آية (يوشع 6: 21): وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُل وَامْرَأَةٍ، مِنْ طِفْل وَشَيْخٍ، حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ».
«آية (1 صم 15: 3): فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ، وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلا تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلا وَامْرَأَةً، طِفْلا وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَمًا، جَمَلًا وَحِمَارًا».
«آية (إشعياء 13: 16): وَتُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ، وَتُنْهَبُ بُيُوتُهُمْ وَتُفْضَحُ نِسَاؤُهُمْ».
ونضع بين يدي القارئ نصوص الشريعة التي تبين منهج المسلمين في حروبهم في مقابلة نصوص كتبهم المقدسة:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث جيوشه يقول لهم: «لا تَقْتُلُوا أَصْحَابَ الصَّوَامِعِ». وكانت وصيته صلى الله عليه وسلم للجيش المتجه إلى مؤتة: «اغْزُوا بِاسْمِ اللهِ فِي سَبِيلِ الله، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِالله اغْزُوا وَلا تَغُلُّوا، وَلا تَغْدِرُوا، وَلا تُـمَثِّلوا، وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا، أَوِ امْرَأَةً، وَلا كَبِيرًا فَانِيًا، وَلا مُنْعَزِلًا بِصَوْمَعَةٍ» صحيح مسلم.
وقال تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا) [سورة اﻹسراء 33].
وقال تعالى: (مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) [سورة المائدة 32].
وفعل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم مع من كان طفلًا من يهود بني قريظة حين أقام عليهم حكم الله بعد أن خانوا ونكثوا، فعن أسلم الأنصاري قال: جعلنِي النبي صلى الله عليه وسلم على أَسارى قريظةَ فكنت أنظر في فرجِ الغلامِ، فإن رأَيته قد أنبت ضربت عنقه، وإن لم أَره قد أنبت جعلته في مغانم المسلمين. وحديث: عطِية القرظِي: عرِضنا على النبى صلى اللَّه عليه وسلم يوم قريظة وكان من أنبت قتل، ومن لم ينبِت خلي سبِيله، فكنت ممن لم ينبت فخلي سبيلي.
Comments