المحتوى الرئيسى

«دويلة» الانقلابات.. حمد «الأب» انقلب على خليفة «الجد» والحفيد أطاح بالجميع

05/30 10:05

بمجرد ذكر اسمها يستدعى الذهن سلسلة لا تنقطع من الانقلابات والمؤامرات التى انطلقت من مركز تلك «الدويلة» ذاتها -لا تتجاوز مساحتها الـ11.5 كيلومتر- إلى الدول فى محيطها، فى محاولة منها للبحث عن أى دور فى المنطقة، ولو على حساب الآخرين وأمنهم واستقرارهم، ولو تطلّب الأمر دعم تمويل الإرهاب ونشر التطرف والفتنة.

«الفقى»: علاقتها ساءت مع القاهرة بعد انقلاب «حمد» على أبيه.. و«مكرم»: مبارك أشار إلى «الجزيرة» على أنها «علبة الكبريت» فى المنطقة.. و«بن جاسم» يسخر: مبارك وفر علينا بعدم مجيئه

بدأت انقلابات قطر «داخلية» فى نطاق الأسرة الحاكمة، حيث انقلب الأب على الجدّ، ثم انقلب الابن على الأب، وبين الانقلابين بدأت تنفث نيران الحقد والتآمر على الدول فى محيطها، مستعينة بما ليدها من إمكانيات مادية وفيرة.

كان ضعف قطر إقليمياً وصغر مساحتها وحقدها على الدول فى محيطها فضلاً عن أطماعها دافعها الأول لاستغلال مواردها المالية للبحث عن دور أكبر يحقق لها التأثير الإقليمى ويُرضى نفوس قادتها.

يقول اللواء محمود منصور، مؤسس المخابرات القطرية، فى ذلك، إنه «لدى حكام دولة قطر مشكلة نفسية من صغر مساحتها وضعف مكانتها الإقليمية، ولأن حكامها كانوا يريدون التحكم فى مجريات الأمور دعموا الإخوان، وصارت بيننا وبينهم حالة من العداء برحيلهم. عداء قطر لمصر نفسى بالأساس، ومواقفهم من دعم الإخوان لم تكن إلا لأن الإخوان كانوا يحققون ما يُرضى نفسيتهم».

والعلاقات المصرية القطرية شهدت منحنيات عدة، قبل ثورة يناير وخلال فترة حكم الإخوان، وكذلك بعد عزل الدكتور محمد مرسى، الرئيس الإخوانى، من منصبه، لكن كل مرحلة من هذه المراحل، كانت لها ملامح مختلفة من العداء تجاه مصر، فخلال حكم الرئيس السابق، حسنى مبارك، كانت حالة العداء تجاه مصر مبطّنة، ومع حكم الإخوان دعم النظام القطرى من رأوا أنهم سيحققون لهم ما يريدون، وبعزلهم بدت حالة العداء جلية وواضحة.

مؤسس مخابراتها: عداء «الدوحة» لمصر نفسى.. و«بكرى»: ستسقط قريباً ويمثُل حكامها أمام «الجنائية الدولية».. وحكامها يعانون من حقد دفين

ويضيف اللواء محمود منصور، مؤسس المخابرات القطرية، فى تصريحات لـ«الوطن»، إن عداء قطر لمصر لم يتغير إلا فى الوسائل التى تستخدمها قطر تجاه مصر. وأرجع حالة العداء لأفكار حمد بن جاسم، رئيس الوزراء القطرى السابق، التى كانت حجر الأساس فى حالة العداء القطرية تجاه مصر والدول العربية.

وتابع: إحساس حمد بن جاسم بالتضخم الذاتى ورغبته فى الظهور فى ظل حكمه لدولة صغيرة جعله ناقماً على الدول العربية وراغباً فى الظهور الإقليمى.

ويرى الدكتور مصطفى الفقى، فى مقال كتبه عام 2015 بعنوان «مصر وقطر رؤية محايدة»، أن «العلاقات بين القاهرة والدوحة تدهورت منذ منتصف تسعينات القرن الماضى عندما تولى الشيخ حمد بن خليفة الإمارة بديلاً عن والده الشيخ خليفة بن حمد، وبدا تعاطف الرئيس المصرى الأسبق حسنى مبارك مع الأمير الأب فى ذلك الوقت واضحاً ربما لأسباب تتصل بالعلاقات الشخصية بينهما أو عدم استحسان الإجراءات التى تم بها انتقال الحكم والملابسات التى أحاطت بظروفها». وتابع: «واتهمت قطر الرئيس الأسبق مبارك بأنه وراء محاولة انقلابية للإطاحة بالشيخ حمد وإعادة والده إلى سُدة الحكم من جديد، بل واعتقلت السلطات القطرية بعض من اعتبرتهم مشاركين فى المؤامرة، ومنهم أفراد من العائلة الحاكمة القطرية ذاتها، وبدأت العلاقات تأخذ منحى سلبياً خصوصاً مع بعض الغيوم أيضاً فى العلاقات بين الرياض والدوحة، وكانت لدى القطريين مرارة من معركة عسكرية صغيرة على الحدود بين البلدين فقدت خلالها قطر قتيلاً أو اثنين».

وقال: «وأخذت العلاقات المصرية القطرية منحى متدهوراً وجرى تراشق إعلامى وصل إلى مستويات هابطة، خصوصاً من جانب الإعلام المصرى، كما أن دور الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطرى السابق، لم يكن ودياً تجاه القاهرة وهو الذى قال على شاشة التليفزيون عندما سُئل لماذا هبط الرئيس مبارك فى المنامة ولم ينزل فى الدوحة: لقد وفّر علينا بعدم مجيئه».

وقال مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إنه كان فى زيارة مع الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك لقطر، وقال له مبارك إنه يريد زيارة قناة الجزيرة.

وأضاف: الرئيس الأسبق رأى قناة الجزيرة فى فيلا صغيرة لا تتعدى دورين، وتحتوى على 6 غرف وصالة، متابعاً: «مبارك قال هى دية علبة الكبريت اللى تاعبانا كلنا؟!».

ومع ثورة يناير، بدأت قطر فى دعم الإخوان، مادياً وإعلامياً، عبر قناة الجزيرة، حتى صعد الإخوان للسلطة، وكانت قناة الجزيرة مباشر مصر مخصصة لكافة قيادات الإخوان، لكن مع عزل الإخوان بدأت القناة ترتكب أخطاء مهنية متعمدة تجاه مصر وثورة 30 يونيو، وفتحت الدوحة أبوابها وفنادقها لمؤتمرات الإخوان المعادية لمصر وموّلت كل من يهاجم مصر فى الخارج.

وأكد أنه حينما حانت لهم الفرصة للعداء والكراهية المعلنة تجاه الدول العربية موّلوا المعارضين الذين حملوا السلاح ضد حكومات أوطانهم، وانطلقوا بعد ذلك لتمويل جماعات إرهابية وإيواء متطرفين هاربين من أوطانهم. وعن دعم الإخوان فى مصر، قال إنهم يدعمون كل من يعادى الحكومة المصرية. وأوضح «منصور» أن قطر دولة لا قيمة لها ولن يكون لها قيمة الآن أو فى المستقبل، وكل ما تفعله أنها تحاول معاداة الدول الكبرى، رغبة فى الوجود على الساحة الإقليمية والسعى للتأثير فيها، لكن ذلك لن يحدث أبداً، مهما فعلت.

وفسّر النائب مصطفى بكرى، عضو مجلس النواب، فى تصريحات لـ«الوطن»، حالة العداء التاريخية من قطر تجاه مصر، بأنها «حقد دفين لدى بعض حكام إمارة قطر على مر التاريخ، وحاكم قطر السابق ونجله وضعا أيديهما لضرب مصر باعتبارها دولة محورية فى المنطقة، وهذا ليس بغريب عن المخططات الإسرائيلية والغربية التى تستهدف تفتيت المنطقة، لتحقيق مخطط الشرق الأوسط الجديد».

وتابع: وأقامت قطر قناة الجزيرة لهذا السبب، لتفتيت المنطقة، وهذا المشروع بدأ منذ الثمانينات، وكانت تتحدث دوماً عن صراعات طائفية مفتعلة فى مصر، بهدف تفكيك النسيج المجتمعى وإظهار مصر أمام الغرب على أنها دولة تشهد صراعات طائفية.

وأوضح «بكرى» أن دعم قطر للإخوان كان ولا يزال لاعتبارهم أداة من أدوات التفتيت وانهيار الدولة المصرية، فكانوا داعمين لهم فى إرهابهم ضد الدولة المصرية، وهذا ليس بغريب، فالعلاقات بينهم كانت واضحة، وشهدت زيارات متبادلة بين قيادات فى الإخوان ومسئولين فى المخابرات القطرية، بهدف تحريض الإخوان ضد الدولة المصرية.

وأكد «بكرى» أن النظام القطرى على وشك السقوط وأنه لن يستمر طويلاً. وقال: لكن المهم ليس إسقاط نظام قطر، ولكن محاكمة أمير قطر وولديه أمام المحكمة الجنائية الدولية، لإيوائهم للإرهاب والإرهابيين.

وأشار «بكرى» إلى أن مصر دولة محورية كبيرة ومؤثرة فى المنطقة، والعالم كله يعرف مدى قدرتها على تحقيق الاستقرار للمنطقة العربية، وهذا بدا جلياً خلال زيارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للسعودية وما حدث مع أمير قطر من تجاهل، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تراجعاً لكل التآمر القطرى واتحاداً من كافة الدول العربية تجاه كل المخططات القطرية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل