المحتوى الرئيسى

خبراء: الأذرع الإعلامية المجهولة لقطر أكثر من «المعروفة»

05/30 10:05

«العربى الجديد، العربى، مكملين، الشرق، الراية، حسم، هافينجتون بوست»، هذه أسماء بعض أذرع قطر الإعلامية على مستوى العالم، فهناك الكثير من القنوات والمواقع الإلكترونية وصحف ورقية، لا تُحصَى وغير معلومة، تنتشر فى عدد من الدول الأجنبية والعربية وفق خبراء ومحللين امتلكتها قطر، أو سيطرت على جزء من العاملين بها، لفرض نفوذها فى مكان ما، أو تشكيل وجهة نظر لدى المتلقين لها، أو نشر معلومات بعينها فى أحد البلدان.

«حسن»: قطر وكيل لسياسات أمريكا وإسرائيل وبعض المواقع الإلكترونية تعمل لصالحها من الباطن فى مصر

ويُعد موقع «العربى الجديد» أحد الأذرع الإعلامية لقطر، الذى انطلق فى أبريل 2014، من لندن، وهو موقع إلكترونى وصحيفة يومية، ظهر بنسخة تجريبية فى بدايته، تحت شعار «صحيفة الزمن العربى الجديد»، أطلقهما الكاتب عزمى بشارة، لشركة «فضاءات ميديا ليميتد»، وتنوع محتواها بين السياسة والرأى والترفيه، وذاع صيت هذا الموقع، عندما ذكره الرئيس عبدالفتاح السيسى، حين أشار إلى أن هناك تحالفاً بين قطر، وتركيا، والتنظيم الدولى للإخوان، وأنهم يؤسّسون عدة شركات وصحف ومواقع إلكترونية، تسعى لبث الفوضى فى الدول العربية، وتدمير الشعب المصرى، وترأس الصحفى وائل قنديل تحرير الصحيفة، إضافة إلى تولى الصحفى الأردنى أمجد ناصر، منصب مدير التحرير لها، ومن المعروف أن «فضاءات ميديا ليميتد» شركة قطرية خاصة، تأسست فى أواخر 2013، أسسها إبراهيم منير، عضو التنظيم الدولى للإخوان، وطمحت الشركة إلى الريادة فى عالم الإنتاج الإعلامى وإدارة وسائل الإعلام وخدمات التواصل الاجتماعى، بمختلف الوسائل المتاحة، سواء الإلكترونية أو التقليدية، كالمقروءة والمرئية والمسموعة، وفقاً لتصريحات مؤسسى الشركة، الذين لهم منابر إعلامية أخرى مختلفة، تعمل لحساب قطر.

واتجهت قطر لإنشاء أذرع إعلامية أخرى لها، عبر شخصيات عملوا فى منابرها الإعلامية كقناة «الجزيرة»، وتمثل ذلك فى موقع «هافينجتون بوست عربى»، الذى أسسه الإعلامى الفلسطينى والمدير العام السابق لشبكة «الجزيرة» وضاح خنفر الرئيس المدير العام لشركة «إنتجرال ميديا ستراتيجيس»، ويرأس تحريره الصحفى أنس فودة، رئيس التحرير السابق لموقع «إم بى سى نت»، وأحد مؤسسى موقع «العربية نت»، واُختيرت لندن مقراً للموقع، فيما تُعد قناة «مكملين»، أشهر القنوات الداعمة لجماعة الإخوان، وتبث من تركيا، عبر أقمار: «نايل سات وعرب سات وهوت بيرد وسهيل سات»، وذاع صيتها، لقيامها -كأول قناة- ببث تسريبات مزعومة للرئيس السيسى. وهناك مواقع مباشرة ناطقة باسم الإخوان وحركة حماس، تمولها قطر أيضاً، مثل موقع «حماس أون لاين»، وهو موقع حركة حماس، الذى انطلق فى مايو 2015، من منزل الشيخ الشهيد أحمد ياسين، مؤسس الحركة. وقالت الحركة -حينها- إن الموقع سيكون بمثابة وثيقة رسمية لكل ما يصدر عن «حماس».

«هويدا»: تسعى لبث قنوات جديدة بعدما تعرضت له الجزيرة من هجوم

ويقول الدكتور عمار على حسن، أستاذ علم الاجتماع السياسى، إن قطر تمتلك الكثير من المواقع الإلكترونية فى مصر، لا يعلمها أحد، سوى أجهزة الأمن، ولا نعرف منها غير القليل فقط، ومنها ما قامت الدولة مؤخراً بحجبه، كمواقع «العرب والوطن القطرية وحسم والحرية بوست وبوابة القاهرة والشعب وحماس أون لاين وإخوان أون لاين وهافينجتون بوست والعربى الجديد وعربى 21 ومصر العربية»، لافتاً إلى أن هذه المواقع لا تمثل شيئاً فى قائمة المواقع الإلكترونية التى تمتلكها قطر.

ويشير «حسن» إلى أن هناك عدداً آخر من أذرع قطر الإعلامية فى الدول العربية، كتلك التى تم حجبها فى الإمارات، من بينها «صحف الشرق والعرب والراية، ووكالة أنباء قطر، وموقع قناة الجزيرة». ويضيف أن قطر اشترت أيضاً صحفاً فى إنجلترا، وأمريكا، وتستأجر عدداً من الكتاب فى هذه الدول، وآخرين فى دول عربية ومصر، للانحياز إلى صفها، والدفاع عن مواقفهم، وعن توجهاتها، بشكل مباشر أو غير مباشر، إضافة إلى عدد كبير من المواقع الإلكترونية التى تعمل لصالحها من الباطن فى مصر.

وتابع أن هناك عدداً آخر من القنوات، لم يتم اتخاذ أى إجراءات تجاهها، رغم أنها تبث محتوى مماثلاً لما بثته المواقع والصحف والقنوات التى تم حجبها، تمتلكها قطر، أو ربما تمتلكها عبر تركيا، أهمها قناتا «الشرق ومكملين»، مشيراً إلى أن قطر لها منابرها الإعلامية، التى تنفق عليها بسخاء، وتعلن ذلك ولا تخفيه، فهى وكيل لسياسات أمريكا وإسرائيل، ومن ثم تخضع لحماية هذين البلدين، ومن بعدهما تركيا، لافتاً إلى أن الأمير تميم، منذ أن انقلب على والده، وهو يربط بقاءه، بقوة علاقته مع إسرائيل وأمريكا.

«جاد»: الكتائب الإلكترونية لقطر أخطر من القنوات الفضائية وأكثر تأثيراً فى الشباب

ويوضح أن عدداً من قيادات دولة قطر من الإخوان، والتيار السلفى الجهادى، وجزء من الأسرة الحاكمة، ينتمى بالفعل إلى تنظيم الإخوان، والجهاد السلفى، ويمولون القنوات الإعلامية والأعمال الجهادية، وفقاً لما يعتقدون.

ويقول الدكتور عماد جاد، المستشار السياسى بمركز «الأهرام» للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن قطر تمتلك عدداً كبيراً من الكتائب الإلكترونية، على مواقع التواصل الاجتماعى، وهى أكثر قوة من الصحف والقنوات الفضائية، إذ إن هذه الكتائب، والمواقع الإلكترونية، أكثر تأثيراً ووصولاً للشباب، من غيرها، لافتاً إلى أن هناك أقلاماً موجهة وخبيثة ومستترة تُمهد لمصالحها من آن إلى آخر.

ويوضح «جاد» أن قطر اختارت أن تبث أكبر عدد من المواقع الإلكترونية، مختلفة الأسماء، بشكل أكبر من القنوات الفضائية والصحف، لوعيها المبكر بأهمية المواقع الإلكترونية، وتعامل القطاع العريض من الشباب معها، لافتاً إلى أن قطر، لم تختَر الدول العربية فقط لبث توجهاتها ومنابرها، بل كانت موجودة فى عدد من الدول الأجنبية، عبر عدد من المواقع والقنوات، كقناتى «العربى، والعربى الجديد»، من لندن.

وتقول الدكتورة هويدا مصطفى، أستاذة الإعلام، جامعة القاهرة، إن قطر تستخدم الكثير من المواقع ووسائل الاتصال، التى لا يمكن حصرها، لخدمة توجهاتها فى المنطقة، بتمويلات ضخمة، وستسعى لبث المزيد لإنشاء قناة جديدة، تعادل «الجزيرة»، بعد ما تعرضت له من حجب وهجوم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل