المحتوى الرئيسى

مصادر: الضربات الجوية المصرية في ليبيا تغير الخريطة السياسية بشكل شامل

05/29 23:11

قالت مصادر سياسية وعسكرية ليبيبة، إن الضربات الجوية المصرية، لعدد من المواقع الليبية مؤخرًا، أحدثت تغييرات عسكرية ملحوظة على الأرض، الأمر الذي سيعقبة تغييرات سياسية ملحوظة لموازين القوى هناك.

وأضافت المصادر، أن خارطة السيطرة وموازين القوى تغيرت بشكل ملحوظ بعد الضربات الجوية التي قام بها الجيش المصري، على مدى يومين، الأمر الذي سيكون له الأثر الكبير في تغيير سياسي مقبل في ذلك البلد.

وأعلنت المصادر، أن خروج الإسلام السياسي من المعادلة الأمنية، في الغرب الليبي، وتحديدًا في طرابلس، كان أبرز تلك المتغيرات فقد أطلقت مليشيات تابعة لحكومة الإنقاذ (الموازية) في طرابلس والتي تنتمي معظمها لمدينة مصراتة أكبر قوى عسكرية في الغرب عملية عسكرية، أطلقت عليها مسمى "فخر ليبيا" والمدعومة من قطر وتركيا ضد مليشيات تابعة لحكومة الوفاق المنبثقة عن الحوار السياسي.

وهدفت تلك العملية العسكرية، إلى بسط نفوذ تلك القوى التي كانت تسيطر علي نصف المدينة تقريبًا، على كامل المدينة، لكنها خسرت المعركة تمامًا، الأمر الذي أدى لإنسحابها من العاصمة، بحسب ما أقر الناطق باسم مجلس عسكري مصراتة (الذي تتبعه جميع مليشيات مصراتة المتواجدة في طرابلس) إبراهيم بيت المال، الذي أكد إنسحابهم مع آلياتهم العسكرية باتجاه مصراتة الأمر الذي يعني خروج تلك القوة من اللعبة الأمنية والسياسية في المنطقة.

وشددت تلك المصادر، على أن المشهد في العاصمة، لم يقتصر فقط على خسارة مليشيات مصراتة للمعركة، بل تعداه إلى ما سمي خسارة الإسلام السياسي الذي تراهن عليه قطر لجميع نفوذه، لا سيما وأن مليشيات مصراتة الخاسرة هي التي تمثل ذلك التوجه الذي يقوده قادة "الجماعة المقاتلة" وهم خالد الشريف الذي هدم منزلة في طرابلس، قبل يومين، إضافة إلى عبدالحكم بلحاج، الهارب حاليًا في تركيا، وصلاح بادي الذي لا يعرف مكانه بعد تلك الهزائم.

ونوهت إلى أن من يسيطر على طرابلس الآن هم مليشيات من المدينة توالي حكومة الوفاق ومن المرجح أن تتفاهم مستقبلًا مع الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر بعكس تلك التي كانت تسيطر على المدينة قبلها المتمثلة في كتائب الإسلام السياسي التي تناهض حفتر بشكل كبير وترفض أي تفاهم معه.

وأوضحت أن تسارع الأحداث في العاصمة، والذي أشار له بعض الساسة الليبيين ببداية الإنفراجة في الأزمة شهد تطور آخر وصل إلى حد وصف العقيد أحمد المسماري، الناطق باسم الجيش الليبي، الذي يقوده المشير من أن من بسيطر على طرابلس حاليًا، وهم من الموالين لحكومة الوفاق بأنهم (قوى وطنية) وهو الأمر الذي يؤكد وجود تفاهمات مسبقة أو لاحقة بين الطرفين إلى حد إمكانية أن يدخل الجيش للعاصمة دون مواجهات مسلحة.

أما في الجنوب الليبي، خسرت نفس القوات المتمثلة في مليشيات مصراتة الممثلة لتيار الإسلام السياسي، الذي يحسب علي التطرف أو يواليه، لكثير من مواقعها أمام هجمات شنها الجيش الليبي وضربات جوية مؤثرة.

وبدأ الأمر بعد أن شنت مليشيات مصراتة المتمثلة في القوة الثالثة هجومًا على قاعدة "براك الشاطئ" في الجنوب التي يتمركز بها اللواء 12 التابع للجيش الليبي، وخلفت مجزرة لاقت استنكارًا محليًا ودوليًا واسعًا بعد تصفية وذبح أكثر من 141 قتيلًأ بينهم مدنيين.

بعد ذلك رد الجيش بعملية عسكرية معاكسة تمكن من خلالها من طرد تلك المليشيات من أكثر من موقع لها ومدينة من أهمها قاعدة "تمنهنت" الجوية في الجنوب، والتي كانت تتمركز بها القوة الثالثة منذ ثلاثة أعوام.

وأكدت على أن تلك الخسائر لمليشيات مصراتة لم تتوقف عند سيطرة الجيش على سبها وبراك و"تمنهنت" فقط بل أن الجيش يحاصر حاليًا قاعدة "الجفرة" التي تعد أهم قاعدة عسكرية في جنوب ليبيا على الإطلاق، ويتمركز بها بقية القوة الثالثة في مصراتة، الهاربة إليها ومليشيا متطرفة موالية لها وهي سرايا الدفاع عن بنغازي.

وتعتبر معركة "الجفرة" آخر معارك جنوب ليبيا، وآخر معاقل مليشيات الإسلام السياسي جنوب البلاد، بينما يعتبر ذلك تقدمًا كبيرًا لقوات الجيش الليبي التي يقودها المشير خليفة حفتر التي سيصبح بعدها كامل الجنوب تحت سيطرتها وهو أمر مهم خاصة بعد سيطرتها قبل أشهر على وسط البلاد (الهلال النفطي) الذي يحوي أهم موانئ وأبار النفط في ليبيا.

أضافت المصادر، أن دخول مصر على خط المواجهة في الشرق كان له أثر كبير في تغيير المعادلة على الأرض، حيث يستمر الجيش الليبي في تقدمة وبسط سيطرته على المزيد من المواقع بعد تحرير مناطق القوارشة والعمارات و قاريونس ببنغازي، خلال الشهر الماضي، وهو الآن سيطر بشكل كامل على كامل شرق البلاد من مدينة إجدابيا غربًا حتي الحدود الليبية المصرية شرقًا.

وما يعد خارج سيطرة الجيش في الشرق هي فقط أحياء الصابري، وسوق الحوت، وقد حقق فيهما الجيش تقدمًا كبيرًا خلال هذا الأسبوع معلنًا سيطرته على سوق العرب، ومواقع أخرى من المنطقتين اللتان تعتبران آخر معاقل تنظيم أنصار الشريعة وداعش وكتائب الثوار الإسلامية الموالية لمليشيات مصراتة، التي تعد المصدر الأول لمدها بالسلاح عبر البحر مخترقة الحصار الذي يفرضه الجيش على المنطقتين.

أهم أخبار توك شو

Comments

عاجل