المحتوى الرئيسى

علي السُلَيّمان يكتب: رِسَالَةٌ إلى الفَتَاةِ المُسْلِمَة | ساسة بوست

05/29 22:38

منذ 1 دقيقة، 29 مايو,2017

لا أريد أيَّ بناتٍ منتقبات في استقبالي. «محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر»!

•النِّقاب ليس منَ الشريعة الإسلاميَّة في شيءٍ، وليس عبادة، وإنما مجرَّد عادة. «محمود زقزوق، وزير الأوقاف المِصري»!

• الحِجاب عودة إلى الوراء، والنِّساء بشعرهن الجميل كالورودِ التي لا يَجب تغطيتُها وحجبُها عن النَّاس. «فاروق حسني، وزير الثقافة المصري»

• النِّقاب ليس واجبًا، ولا سُنَّة، ولا حتى مستحبًّا، وهو عادة جاهليَّة، والمرأة المصريَّة المُنتقبة تُثير اشمئزازي« سعاد صالح، أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر»!

• على الطَّالبة التي تَرغب في الالتحاق بالمدينة الجامعيَّة أن تخلعَ النِّقابَ، أو عدم التَّفكير في السَّكن بالمدينة؛ لأنَّني لن أقبلَ بدخول منتقبة مهما حدث «عبد الحي عبيد، رئيس جامعة حلوان»!

• النِّقاب لا يُعدُّ من الدِّين في شيءٍ، وما هو إلاَّ زِيٌّ له خلفيات ثقافيَّة اجتماعيَّة…، أدعو المنتقباتِ إلى إظهار وجوههن عند زيارتي. «جاك سترو، رئيس مجلس العموم البريطاني»!

• الحجاب لِباسُ المومسات والعاهرات…، وهو في المجتمعات الشرقيَّة لِباسُ العبيد «الإماء» من النِّساء وليس الأحرار. «صحيفة الحدث التُّونسية، القريبة من وزارة الداخلية»!

• أَلْوية التَّطرف على رؤوس الأطفال. «رئيس تحرير مجلة روزاليوسف المصريَّة»

بهذه التَّصريحات وغيرِها؛ تَندلع مَوجاتٌ من الحربِ الشَّعواء على الحجاب الإسلاميِّ، تارةً بزعم محاربة التَّطرُّف، وثانيةً دِفاعًا عن حُرية المرأة، وأخرى تحتَ سِتار الدِّين.

وفي حقيقة الأمر، لا يَجدُ الباحث جديدًا من القول حولَ قضيةِ الحجاب التي قُتلتْ بحثًا، وانتهتْ معاركُها برفع التَّيَّار الإسلاميِّ لرايات النَّصر، فها هي المجتمعات الإسلاميَّة بدأت في العودة إلى فطرتِها من جديدٍ، بعد كَبوةٍ قصيرةٍ استغرقتْ نحوَ نصفَ قرنٍ من الزَّمان، فالحجاب لم يَعُدْ مقتصرًا على فئة أو شريحةٍ بعينها؛ بل أصبحَ واقعًا مترسِّخًا في جذور المجتمعات المسلمة.

لكن بينَ الحين والآخَرِ تُعاود المعركةُ الاشتعالَ بفعل بقايا اليسار والعلمانيين؛ لأهدافٍ سياسيَّة، أو مجرَّد الإثارة الصحفيَّة وزيادة التَّوزيع، أو إثبات الوجود على السَّاحة السِّياسيَّة والاجتماعيَّة، أو ما يمكن اعتبارُه تنفيسًا عن مدى الحَنَق من شيوع الالتزام بالإسلام، ويَستلزم ذلك مواجهةَ الأصعدة الإعلاميَّة والفِكريَّة والسِّياسيَّة كافَّةً.

حرب الحجاب.. الإسلام المستهدف دائمًا

مِن المعلوم أنَّ المعركة بينَ الحقِّ والباطل، وبينَ الخير والشَّرِّ مستمرَّةٌ منذُ غواية إبليس اللَّعين لآدمَ – عليه السَّلام – حتَّى يقومَ النَّاس لربِّ العالَمين، وتتخذ هذه المعركة صُورًا وأشكالاً مختلفةً، بحسبِ طبيعة العصر، وقوَّةِ الطَّرفين، ومِن أوضحِ صُورِ هذه المعركة: عداوةُ الدِّين، ومحاولة طمس معالَمِ الشَّرع الحنيف، وإحلال الأفكار والرُّؤى الهدَّامة محلَّ نورِ الهداية والاستقامة.

وبحسبِ طبيعة العصرِ، وقوَّة الطَّرفين – أهل الحقِّ وأهل الباطل – تكون هذه الحربُ؛ إمَّا شاملةً وعنيفةً، تحاول اقتلاعَ الدِّين اقتلاعًا ماديًّا ومعنويًّا، وإزالة مظاهره وأشكالِه بقدر ما تحاول اقتلاعَ حقيقتِه من النُّفوس – كما حَدثَ في الأندلس، ومحاكم التفتيش – وذلك في حال عُلو أهل الباطل وضَعْف أهل الحقِّ.

وعندَما تتوازن قُوى الطَّرفين أو يَعلو أهل الحقِّ، تكون هذه الحربُ جزئيةً مستترةً، تتخذ مِن الوسائل الباطنيَّة ما تُحاول به تحقيقَ أهدافِها وغايتها.

ورغمَ حالة الضَّعْف التي يَمرُّ بها المسلمون، إلاَّ أنَّ قوى الشَّرِّ العالميَّة لجأتْ إلى الحرب الجُزئيَّة المستترة ضدَّ الإسلام، حيثُ أثبتتِ التَّجارِب السَّابقة أنَّ الاستهدافَ الصَّريحَ للدِّين يُثير نفوسَ المسلمين، ويأتي بنتائجَ عكسيَّةٍ، تتمثَّل في تَسارُع النُّهوض الإسلاميِّ، وتَزايُد التَّمسُّك بالدِّين، وهو ما تُثبته وقائعُ التّاريخ؛ مثل النُّهوض الإسلامي بعدَ الغزو الصَّليبيِّ الذي كان يرفع شِعارَ الحرب الدِّينيَّة، واستهدف الأرضَ، والعِرْض، والدِّين.

لذلك تُحاول قُوى الشَّرِّ في العصر الحديث تَفكيكَ المجتمعات المسلمة مِن الدَّاخل؛ لتُصبحَ قابلةً للاستعمار، حيث تفقد القدرة على المقاومةِ والصُّمود، فضلاً عن عدم قدرتها على الهُجوم والقِيام بواجبها في نشر الدَّعوة، ويَشمل هذا التَّفكيكُ عدَّةَ محاورٍ؛ مثل: إلغاء مفهومِ الجِهاد أو تعطيله، بما يَشملُه من مقاومةٍ واستشهادٍ في سبيل الحقِّ، وما يسمَّى بتحرير المرأة، ودفعها للتَّبرُّج والسُّفور، ومخالطة الرِّجال، بالإضافة إلى تَغيير المناهج الإسلاميَّة.

وقد حظيتْ قضية المرأة بالنَّصيب الأوفرِ مِن جهود قُوى الشَّرِّ العالميَّة لمحاربة الإسلام، حيثُ تُعتبر المرأةُ نواةَ الأُسرةِ المسلمة، والتي هي نواةُ المجتمع المسلم، وإذًا فإنَّ كسرَ المرأة هو كسرٌ للأُمَّة الإسلاميَّة ككلٍّ.

ويَظهر ذلك واضحًا في التَّصريحات الشَّهيرة لرئيس وزراء بريطانيا الأسبق «جلادستون» حولَ قضية المرأة والحجابِ الإسلاميِّ، حيث قال: «لن يَستقيمَ حالُ الشَّرق الإسلاميِّ ما لم يُرفع الحجاب عن وجهِ المرأة، ويُغطى به القرآن»، كما قال «جلادستون»: «إنَّ التَّأثير الغربي الذي يظهر في كلِّ المجالات، ويقلب رأسًا على عقبٍ المجتمعَ الإسلاميَّ، لا يبدو في جلاءٍ أفضلَ ممَّا يبدو في تحرير المرأة».

ويُؤكِّد الدَّاعيةُ الإسلاميُّ الشَّيخ «أسامة سليمان»، حيثُ يرى أنَّ الحرب على الحجاب هي جزءٌ من الحرب على الثوابتِ الإسلاميَّة؛ مثل الجِهاد، وتكفير أهل الكتاب، وتحريم الرِّبا، وتَعدُّد الزَّوجات.

وفي مولد هذا الشِّعار البَرَّاق – تحرير المرأة – انفسح المجال أمامَ الرُّواد العِظام من تُجَّار الشَّنطة الثَّقافية، القادمين من أوروبا ومِن أمريكا أخيرًا؛ لِيَصولوا ويَجولوا، محمَّلين بأشكالِ وأنواعِ بضاعةِ الثَّقافة الغربيَّة، بموروثاتها الجاهليَّة الوثنيَّة الإغريقيَّة، ومعها نماذج المرأة الأوروبيَّة والأمريكيَّة، التي كانت قد نالتْ حُرِّيَّتَها حديثًا، مُتشكِّلة من رصيدٍ فكريٍّ واجتماعيٍّ ودينيٍّ خاصٍّ بها وحدَها، لا تنتمي إليه، ولا يمكن أن تنتميَ إليه المرأة المسلمة بحال.

مصر.. مهد الفتنة واستمرار الحملة

وتُعد مِصر النُّموذجَ الأوضحَ في حرب الحجاب بوصفه جزءًا من الحرب الشَّاملة على الإسلام، حيثُ ظهرتْ بذور الفتنة منذ أواخر القرن التَّاسعَ عشرَ الميلادي، ومنذ ذلك الحين والمعركة تَشْهد شَدًّا وجذبًا بين طرفي الصِّراع، حيث شهدت في البداية انحسارًا للتَّيَّار التَّغريبي أمامَ هجمات القوى المحافظة في المجتمع، ثم شهدت انتصارًا ملحوظًا لدُعاة التَّبرُّج والسُّفور، وذلك بعدَما سيطرتْ قُوَى اليسار والعلمانية على مقاليدِ الأمور في مِصرَ، ثم عادتِ الأمور لنصابها إثرَ انطلاق الصَّحوة الإسلاميَّة المباركة، والتي كان من ثمارِها بدايةٌ لعودة المجتمع المصريِّ إلى فطرته وأصله من جديدٍ، وأوضح الأمثلة على ذلك هو انتشارُ الحجاب.

عندما بدأتْ طلائع الصَّحوة الإسلاميَّة في مصرَ ركَّزت بشدة على عدَّة قضايا، رأتْ أنَّها من علامات التَّمايُز والإظهارِ للبعث الإسلاميِّ، فضلاً عن كونها مِن متطلبات الالتزام بالشَّرع الحنيف، وكان مِن أهمِّ هذه القضايا: الحجاب واللِّحية.

وقد فَطِن أعداء الدَّعوة الإسلاميَّة لهذا المغْزَى جيِّدًا؛ فشنُّوا حربَهم الشَّعواء على هاتين الشَّعيرتين بزعمِ أنَّهما من قشور الدِّين، والتَّمسُّك بهما والحرب عليهما يدلُّ على السَّطحيَّة، مستغلِّين في ذلك بعضَ العلماء الرَّسميِّين من الباحثين عنِ الشُّهرة، أو مِن الحاقدين على دُعاة الصَّحوة الذين سَحبوا البِساط من تحتهم.

وعلى صعيدٍ متصلٍّ، شنَّتِ الأقلام الصحفيَّة الخبيثةُ الحملةَ على الحجاب واللِّحية، بوصفهما مِن العادات الجاهليَّة، وأنَّهما ليسا من الإسلام في شيءٍ، وأنَّهما دليلٌ على التَّطرُّف، وأنَّهما مجرَّد عادةً بدويَّة، مستوردة مِن دُول الخليج.

إلا أنَّ الله غالبٌ على أمره؛ فقد آتتْ جهودُ دعاة الصَّحوة ثِمارَها، وبدأ الالتزام بالشَّرع ينتشر في جميع طبقات المجتمع المِصريِّ، وتبع ذلك انتشارٌ للحجاب، حتَّى وصل الأمر إلى قِمَّة هرم التَّبرُّج متمثلاً في توبةِ المُمثِّلات، وانتشار الحجاب بينهنَّ.

وصاحَب ذلك انحسارٌ لدُعاة الفِتنة، فلم يَعُدْ لهم وجودٌ إلاَّ على صفحات بعض الجرائد والمَجلاَّت المشبوهة، والتي تُعاود الهجمةَ على الحجاب بينَ الحين والآخَرِ، تارةً بهدف الإثارةِ الصحفيَّة وزيادة التوزيع، وتارةً لمجرد إثباتِ الوجود، ومرَّاتٍ كثيرةً تكون تلك الأقلامُ مستأجرةً لحساب فئاتٍ أخرى، تهدُف إلى تحقيق مكاسبَ سياسيَّةٍ.

لذلك كان لزامًا على الدُّعاة والمُربِّين عدمُ الغرق في المواجهة الفِكريَّة الإعلاميَّة مع مثيري الفتنة، وعدم الانشغال بذلك كُليًّا عنِ التَّوجُّه إلى النِّساء اللاتي يتعرضنَ للحرب بشكلٍ سافرٍ، يصل إلى حدِّ انتزاع الحجاب بالقوَّة والتَّحرُّش، والتَّضييق والتَّهكُّم والسُّخرية، فالنِّساء يَخُضنَ المعركة بشِقَّيها؛ الماديِّ والنَّفْسيِّ، وليس مجرد معاركَ فكريَّةٍ في وسائل الإعلام.

ويؤكِّد الشيخ «جمال المراكبي» أنَّ الضَّرر النَّفْسيَّ الذي تتعرض له المُحجَّبات جَرَّاءَ هذه الحملات، إنَّما هو نوعٌ من التَّمحيص الذي يقع على المُلتزم بسببِ التزامه، فهذه هي ضَريبةُ الالتزام؛ « لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّب »، ويطالب الأخواتِ بالتَّأثير، والدَّعوة بالخُلق أكثرَ من التَّأثيرِ بالهيئة أو الزِّي، فالأختُ لا بدَّ أن تكون داعيةً بِزِيِّها وسلوكِها.

وللحجاب فوائد عظيمة، ومصالح كبيرة منها:

أولاً: الحجاب طاعة لله ولرسوله:

لأن الله ورسوله أمرا بالحجاب، قال تعالى: «وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا». وقال تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ».

إنه الاستسلام المطلق لشريعة الله سبحانه من المؤمنة، هذه الشريعة التي تقود المرأة المسلمة، وتصرف حركتها؛ والمؤمنة مطمئنة لهذه الشريعة التي تقودها، شاعرة معها بالأمن والثقة واليقين، سائرة معها في يسر وبساطة ولين.

قال تعالى: «وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ» وقال: «وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ»

فالخطاب بالحجاب للمؤمنات؛ وكأن الملتزمة بالحجاب هي المؤمنة الحقة التي أطاعت ربها؛ لأنه وصفها بالمؤمنة، والمؤمنة طائعة لله مؤمنة به.

ثالثًا: الحجاب طهارة لقلب المرأة والرجل:

قال تعالى: «وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ» «الأحزاب: 533» ففي الآية أمر من الله للمؤمنين إذا سألوا أزواج النبي – صلى الله عليه وسلم- شيئًا أن يسألوهن من وراء حجاب، وعلل ذلك بأن سؤالهن بهذه الطريقة يؤدي إلى طهارة القلوب، وعفة النفوس، والبعد عن الريبة وخواطر السوء.

وحكم نساء المؤمنين في ذلك كحكم أمهات المؤمنين؛ لأن قوله تعالى: «ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ»

علة عامة تدل على تعميم الحكم، إذ جميع الرجال والنساء في كل زمان ومكان في حاجة إلى ما هو أطهر للقلوب وأعف للنفوس؛ فالآية الكريمة فيها الدليل الواضح على أن وجوب الحجاب حكم عام في جميع النساء، وليس خاصًا بأمهات المؤمنين، وإن كان أصل اللفظ خاصًا بهن؛ لأن عموم علته دليل على عموم الحكم فيه.

رابعًا: الحجاب علامة على العفيفات:

فالحجاب علامة شرعية على الحرائر العفيفات، في عفتهن وشرفهن وبعدهن عن دنس الريبة والشك:

«ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا» وصلاح الظاهر دليل على صلاح الباطن، وإن العفاف تاج المرأة، وما رفرفت العفة على دار إلا أكسبتها الهناء.

والآية الكريمة تدعو جميع النساء إلى التستر والعفاف؛ لأن التستر بالعفة لا يعرضها للأذى؛ بخلاف المتبرجة فإنها معرضة للأذى ومطموع فيها، خاصة من ضعاف الإيمان.

والحياء مأخوذ من الحياة، فلا حياة بدونه، وهو خلق يودعه الله في النفوس التي أراد سبحانه تكريمها، فيبعث على الفضائل، ويدفع في وجوه الرذائل، وهو من خصائص الإنسان وخصال الفطرة، وخلق الإسلام، والحياء شعبة من شعبة الإيمان، وهو من محمود خصال العرب التي أقرها الإسلام ودعا إليها، قال عنترة العبسي:

وما الحجاب إلا وسيلة فعالة لحفظ الحياء، وخلع الحجاب خلع للحياء، وجرأة على المألوف، وباب إلى كل أسباب الفتنة والفوضى.

إن الحجاب يتناسب مع الغيرة التي جبل عليها الإنسان السويُّ، والغيرة غريزة تستمد قوتها من الروح، والتحرر من القيود تستمد قوتها من الشهوة؛ فهذه تغري بالسفور، وتلك تبعث على الاحتجاب.

والغيرة من آثار تكريم الإسلام؛ لأنه غرس في نفوس المسلمين من الغيرة؛ ويقصد بالغيرة: تلك العاطفة التي تدفع الرجل لصيانة المرأة عن كل مُحرم وشين وعار، وهي من صميم أخلاق الإيمان.

والغيرة قد استقرت في نفوس العرب في الجاهلية؛ لأنهم يعتبرون ذلك من معاني فضائل الأخلاق، وكذلك أيضًا الحياءُ.

وأَغُضُّ طرفي ما بدَتْ لي جارَتي ** حتى يُواري جارتي مأْواها

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل