المحتوى الرئيسى

محمد شومان.. الوقوع بين «نُقرة» الحزب الوطنى و«دُحديرة» الإخوان

05/29 18:14

_ من النسخة الورقية لجريدة اليوم الجديد

مجرد وضع لقب أمام اسم محمد شومان، أمر محير للغاية، تلك الحيرة هو نفسه السبب فيها، فالرجل عمل ممثلًا لبعض الوقت، قبل أن يتملص من تلك المهنة، وينضم لفريق المصريين النازحين لقنوات الإخوان، التى تبث سواء من قطر، أو تركيا.. ثم يعود مجددًا من خلال فيلم قصير، بعنوان «شمس»، لم يحقق المرجو منه، سواء بتحقيق نسبة مشاهدة على «يوتيوب»، أو أصبح مادة يتداولها الإعلام المصرى، متهمين صناعه بالإساءة إلى سمعة مصر، فيعود ذلك بالخير على الفيلم وصناعه.

بيد أن هذا الفشل الذى لاقاه «شمس»، لم يكن مُقنعًا لشومان، الذى أصدر مؤخرًا البرومو الدعائى الخاص بـ«ست كوم» جديد، بعنوان «نقرة ودحديرة»، على أن يبدأ طرحه فى رمضان، والذى لم تعلن أية فضائية معروفة عزمها عرضه على شاشتها، لتعلن قناة «مكملين» خوضها عرض المسلسل حصريا على شاشتها، تلك القناة ذات التوجه الإخوانى، والتى عرضت له فيلم «شمس».

علاقة شومان بالجمهور، كان لها أثرها الطيب، منذ ظهوره لأول مرة على الشاشة، بأدوار بسيطة من حيث المساحة، بداية من فيلم «حرامية كى جى تو»، لساندرا نشأت، ثم فى الدراما التليفزيوينة، من خلال تجسيده لشخصية الصحابى أبى ذر الغفارى، فى مسلسل «رجل الأقدار»، أمام الراحل نور الشريف، مرورًا بنقطة الانطلاق الحقيقية من وجهة نظره، فى فيلم «فول الصين العظيم» لشريف عرفة.

وتوالت الأدوار، وبدأ نجمه يبزغ شيئًا فشيئًا، سواء من خلال دوره فى «واحد من الناس»، و«عودة الندلة»، ثم الدور الذى لا يأتى على ذكره فى فيلم «أيظن»، وفى عام 2008، يقدم التجربة الأشهر فى مسيرته، والبطولة المطلقة الوحيدة له، بتقديمه الحملة الإعلانية الخاصة بالضرائب، والتى أعدتها وزارة المالية، إبان عهد يوسف بطرس غالى، وزير المالية الأسبق، تلك الحملة التى أخرجت بصورة خفيفة الظل، بالرغم من كونها فى الواقع كانت عبئًا على المواطنين، من تلك الأعباء التى تفنن فى صنعها الحزب الوطنى، وأسهم فى إخراجها بهذه الصورة الإعلامى طارق نور، وبالطبع موهبة شومان كممثل محترف.

ذلك الممثل المحترف، الذى قال إن الفنان عادل إمام كان يتعمد الخطأ فى الدين أمامه، لأنه يعرف «تدينه»، هو ذاته الممثل الذى شارك الزعيم فى أغلب أفلامه الأخيرة تقريبًا، مثل «السفارة فى العمارة، عمارة يعقوبيان، مرجان أحمد مرجان، وبوبوس»، وللمفارقة، محمد شومان الذى أعلن أن انفصاله عن الوسط الفنى، وسفره خارج مصر، انضمامًا لفريق المؤمنين بما يسمى الشرعية، كان سببه رفضه لما يحدث بالوسط الفنى من مخالفات لما يؤمن به، نجده يقدم فى تلك الفترة التى يقول إنه التزم فيها دينيا أفلامًا لا تغنى ولا تسمن من جوع، بل حتى بمقياسه هو، لم تعُد بالنفع على المتلقى، الذى دفع تذكرة لمشاهدة عمل ممتع، ولم يتسنّ له ذلك، كما فى أفلام «أشرف حرامى، الدرمللى فقرى تمللى، وأيامنا الجاية»، ولم يشفع له فى تلك الفترة، سوى دوريه فى فيلم «أدرينالين»، رغم الأداء المبالغ فيه، ومسلسل «سيدنا السيد» مع جمال سليمان.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل