المحتوى الرئيسى

تحذيرات من عودة «عمليات استحلال أموال الأقباط» بعد نهب متعلقات الشهداء

05/29 10:03

حذر علماء دين وخبراء فى الإسلام السياسى من عودة أفكار استحلال أموال غير المسلمين، خصوصاً المسيحيين، واستحضار المتطرفين والإرهابيين أحداث سرقة محلات الذهب المملوكة للأقباط خلال فترة التسعينات، بعد أن قتل الإرهابيون الأقباط المتجهين إلى دير الأنبا صموئيل فى المنيا، الجمعة الماضى، واستولوا على متعلقاتهم، وقال الدكتور عمرو الوردانى، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن نظريات استحلال مال وعرض غير المسلم التى كانت موجودة فى الثمانينات لم تغب، ووجود جملة من المراجعات لا يعنى أن الفكر تلاشى، فقد تحولت هذه الأفكار لشبكة عنكبوتية سرطانية، فمثل هذه الأفكار لم يعد يحجزها حيز عن الانتقال، ومسألة الاستحلال لم تغب يوماً واحداً عن الجهاديين، فقد كان الإخوان يستحلون أعراض الناس على صفحاتهم ويمارسون هذا حتى الآن، وعقيدة الاستحلال ليست حكراً على الجماعة الإسلامية، وإنما هى دأب كل الجماعات المتطرفة، وتابع: «كان الصحابة يتركون تسعة أعشار الحلال خشية الوقوع فى الحرام، لكن المتطرفين ينتقلون إلى استحلال الحرام، فقد أصبح المتطرفون فى زماننا آلهة أنفسهم، وينطبق عليهم قوله تعالى: «أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ»، فهم يشرعون لأنفسهم ويحللون ويحرمون ما يريدونه وأصبحت فكرة الحرام نسبية، وحينما تطالبه بالدليل لا تجد إلا منظوره هو عن الإيمان والكفر، ويستبعدون فكرة إنسانية الإنسان، وغير المسلم كالدابة أو حيوان لديهم، ومثله مثل حجر أو شجر، لذا يستحلون منه كل شىء.

الهندى: لا يوجد عاقل يمكن أن يوافق على هذه الخرافات.. والمتشددون تألهوا وأصبحوا مصدر تشريع لأنفسهم

وقال عبدالغنى هندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية: الذين يتبنون الفكر التكفيرى جهلاء بالدين ولا يجوز وصف ما يقومون به على أنه دين أو أن له علاقة به، وأضاف: «جميع أصحاب الرؤى والنظر والرأى الدينى الفقهى أو العقدى لا يوجد منهم أو بينهم من يرضى بمثل هذه الخرافات التى يقومون بها، ومحاولاتهم اجترار لأفكار سابقة حول استحلال دماء وأعراض وأموال الناس»، وأضاف: «حتى لو عدنا للفقه القديم وبحثنا فى التراث عن دليل يمكن أن يبنوا عليه اعتقاداتهم تلك، سنجد العكس هو الصحيح، فالقاعدة التى تحكم تعاملنا مع المسالمين من المسيحيين الذين يعيشون فى أوطاننا أن لهم ما لنا وعليهم ما علينا، فهذا إجماع فقهى ثابت لا يغيره شىء»، وأضاف: يقول الإمام ابن قدامة فى المغنى: «ويقطع المسلم بسرقة مال المسلم والذمى. وبه قال الشافعى وأصحاب الرأى ولا نعلم فيه خلافاً»، وقال الرسول: «من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً» فاستباحة دماء أو أموال المسـتأمنين حرام بالإجماع.

وقال سامح عيد، الباحث فى الإسلام السياسى، الأمر تخطى كل أفكار الاستحلال، فقتل الأطفال العزل ونساء بهذا الشكل يتجاوز كل الأفكار عن الاستحلال، فهذا أمر منهى عنه حتى فى حالة الحروب فما بالنا ولسنا فى حرب.

وأضاف: «هم يبررون القتل واستحلال الأموال بدعم المسيحيين للنظام السياسى الذين هم فى خصومة وعداء معه وينتقلون لنتيجة أن المسيحيين أعداء ومحاربون».

Comments

عاجل