المحتوى الرئيسى

أنا معجب بحذائك يا "ولد"!

05/29 00:48

أنا معجب بحذائك يا "ولد"!

لعله من سخرية الأقدار بنا كشعوب عربية وإسلامية، أن يتم فرض قائد الانقلاب السيسي كأحد أركان الحرب على ما يسمَّى الإرهاب في المنطقة، لا بل إن مجرد وجود هذا الرجل على رأس هرم الحكم في مصر هو السخرية بعينها. فمنذ الانقلاب العسكري الذي قاده السيسي ومصر في حالة موت سريري، نتيجة التخبط في القرارات، وانتهاج السياسات الفاشلة على كافة الأصعدة، عسكرياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً.

لقد نجح السيسي وبوضاعته المعهودة في الحصول على لقب المتسول الأول، ليس على المستوى الدولي والإقليمي وحسب، بل والمحلي أيضاً، إذ لا يكاد يخلو خطاب له من فقرة يطالب بها فقراء مصر وأغنياءها بالتبرع لمصر ولو بجنيه، بخلاف مطالبته البنوك باقتطاع "الفكة" من المعاملات البنكية لصالح النظام المنهك إلا من الكذب.

لا يذكر للسيسي وهو العالة على مصر وشعبها أيَّ فضل أو إنجاز سوى قتل واعتقال وتهجير المصريين، وتدمير أو مصادرة ممتلكاتهم، وهو ورغم كل عهوده ووعوده للمصريين بمستقبل زاهر لم يستطع تحقيق حتى الحد الأدنى من هذه الوعود، فسياساته ورهاناته الفاشلة أسهمت في انفضاض حلفائه عنه، ولولا وصول ترامب لسدة الرئاسة في أميركا لكان له وضع آخر، فترامب نجح بفرضه مجدداً على الداعمين العرب.

في قمة الرياض لم يجد ترامب ما يناقشه مع السيسي، سوى إظهار إعجابه بحذائه، وربما يكون قد استكثر عليه نوع الحذاء!

السيسي بدوره يرد الجميل لترامب بالقول: "أنت شخصية فريدة قادرة على فعل المستحيل"!

ترامب يوافق على التوصيف! فهو معجب بحذاء السيسي؟ وأمن مصر مستتب، والفضل في هذا ربما يعود للحذاء!

محير هو أمر هذه الشعوب التي تُسامُ سوء العذاب على يد جلاديها ثم لا تنتفض في وجههم، حتى بعد أن خَبِرَت لذة الحرية والكرامة الإنسانية وإن لشهور؟!

السيسي ليس سوى جنرال فاشل لا يصلح "كعمدة" أو "شيخ غفر"، لكنه يحكم بالكذب جهاراً نهاراً، ويستمر المخدوعون في تصديقه، ربما يعلمون حقيقته لكنهم يغمضون أعينهم عنها، ويستمرون في ممارسة دور الرعية الصالحة، ربما خوفاً. قد يسبونه داخل الأبواب المغلقة لكنهم في العلن صامتون، مئة مليون أو يزيدون هم عدد المصريين، لكنك لا تجد منهم مليوناً ينتفضون! فما السبب؟

هل هو غياب النخب، أو نخب صنعها المستبد، لا فرق!

اتضحت الرؤيا منذ انقلاب السيسي على شرعية مرسي، بدعم الغرب ومال العرب! هكذا أرادت إسرائيل!!

شعوب لا تتعلم، ولا تريد التعلم، وربما استسهلت الهوان فهانت!

شعوب تربَّت على نام الرئيس، قام الرئيس، قال الرئيس، عاش الرئيس، في مصر يسمونه الريس!

الريس قال قبل سنين: مصر ح تبقى قد الدنيا وبكرة تشوفوا.. بس صبح عليها بجنيه!

تنحرف المفاهيم فيصبح الذئب حارساً للقطيع بدل الكلب، لا وجود للراعي في حضرة اللص، فهو الراعي!

وفي المسلخ تتساوى الذبائح، فلا فرق بين خروف وتيس، ولا عجل أو جمل، جميعها وجدت لتذبح ثم تأكل هنيئاً مريئاً!

ثورات الشعوب على المستبد إرهاب لا بد من استئصاله، والحرية لا تليق بالعبيد، هكذا يريد السيد!

ليس من حق العبد أن يطالب بشيء من كرامة وعدالة ولا حرية رأي!

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل