المحتوى الرئيسى

«سور القاهرة» يحكي تاريخ العاصمة من مئات السنين

05/29 00:27

دخل جوهرٌ الصقلِّيُّ مدينةَ الفسطاط مساء "17 شعبان عام 358هـ / 6 يوليو 969م"، وقام بوضع أساس القاهرة في العام نفسه، لتكون معقلاً حصينًا، وأحاط بها بسور من الطوب اللَّبِن، وجعل بداخل هذا السور معسكراتِ قواته، وقصرَ الخليفة، والمسجدَ الجامِعَ.

وبنى الصقلي سور القاهرة على شكل مربع يبلغ طول كل ضلع من أضلاعه 1200 ياردة، تحيط بـ340 فدانًا، منها نحو سبعين فدانًا بَنَى عليها جوهرٌ القصرَ الكبير، وخمسة وثلاثين للبستان الكافوري، ومِثلُهما للميادين، والباقي جرى توزيعه على الفرق العسكرية لتشييد حاراتها.

واختفى السور الذي بناه الصقلي وتلاشى أثره تمامًا، إلا أنه يمكن تحديد موقعه من الشمال، من جنوب جامع الحاكم بأمر الله إلى شارع بورسعيد، ومن الجنوب بخط يقع شمالَ جامع المؤيد شيخ، ومن الجهة الشرقية بموقع باب البرقية والباب المحروق، المواجهَين لجبل المقطَّم، ومِن ناحية الغرب بموقع باب سعادة المُطِلِّ على شارع بورسعيد حاليًّا.

وأعاد بَدْرٌ الجماليُّ بناء سور القاهرة في منتصف القرن الخامس الهجري / القرن الحادي عشر الميلادي، بعد أن وسَّع مساحة القاهرة بمقدار 150 مترًا إلى شمال السور القديم، وحوالي ثلاثين مترًا إلى الشرق وإلى الجنوب، وأقام أسوارَه وبواباتِها خلف أسوار وأبواب جوهر الصقلي وموازيةً لها، وتم البناء من الحجر المنحوت، مصقول السطح، المثبَّت في صفوف منتظمة، وما زال هذا السور بأبوابه قائمًا حتى اليوم.

في آخر العصر الفاطمي، زاد عمران مدينة القاهرة واتسعت حدود المدينة وضواحيها عندما قام صلاح الدين الأيوبي سنة 565هـ / 1700م وكان وقتها -وزيرًا للخليفة العاضد آخر خلفاء الدولة الفاطمية-، ببناء سور جديد من الحجر بدلا من أسوار بدر الجمالي المبنية بالطوب اللبن، وأدخل في الأسوار الجديدة جميع ما زاد على المدينة من عمران.

وعندما تولى صلاح الدين الخلافة حرص على تحصين القاهرة، فبَنَى قلعة صلاح الدين، وأمر بهاء الدين قراقوش ببناء أسوار القاهرة، وذلك عام 566 هـ، وقد أقام قراقوش سورًا دائريًّا على القاهرة وقلعة الجبل والفسطاط، وجعل فيه عدة أبواب، منها: باب البحر، وباب الشعرية، والباب المحروق.

وكان لسور القاهرة 8 أبواب هم:

- باب زويلة: أكبر أبواب القاهرة، وموجود على رأس شارع العز من الناحية القبلية، بناه بشكله الحالى بدر الجمالى سنة 1092، أمام الباب القديم الذي بناه جوهر الصقلى، وكان معروف بباب القوس وباب المؤيد أو باب المتولى.

- باب الفرج: اختفى أثره الآن، وبنى بجوار ضريح "الست سعادة" فى الزاوية الجنوبية الغربية لمديرية أمن القاهرة فى ميدان أحمد ماهر.

- باب النصر: بناه جوهر الصقلي ونقله لمكانه الحالي بدر الجمالي، وسمى بالنصر لمرور جيوش المنتصرة منه بعد عودتها من فتوحاتها منتصرة، ويعد من أهم الآثار الحربية من العصور الوسطى. 

- باب الفتوح: بناه جوهر الصقلي وأعاد بناءه بدر الجمالي فى مكانه الحالي، ويتكون من برجين دائريين يتوسطهما المدخل، وفي جانبهم طاقتين واسعتين.

- باب القراطين "المحروق": بناه جوهر الصقلي وأعاد بناؤه صلاح الدين الأيوبي سنة 1176م، وسمى القراطين نسبة إلى بائعي القرط وهو البرسيم، وكانوا يتجمعون في سوق المواشي والغنم الذي كان موجوداً بجوار الباب لبيع البرسيم.

- باب البرقية:بناه جوهر الصقلي سنة 970 ، وكان معروفًا باسم باب الغريب لانه كان شرق جامع الغريب، تم تجديده أكثر من مرة آخرها على يد الأمير عبد الرحمن كتخدا، واتهدم سنة 1936 لبناء الجامع الأزهر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل