"رمضان في الجو".. طيار ومضيفة يرويان طبيعة الرحلات في الصيام

طبيعة عملهم مختلفة، فهم يمارسون مهنتهم على متن طائرة في الجو على الرغم من أن الطيران من أكثر المهن الممتعة حول العالم، إلا أن العاملين بهذا المجال لابد أن يتحلوا بالجرأة والشجاعة والثقة العالية ومحاولة إرضاء الراكب وطمأنته حال خوفه من الطيران أو أثناء الإقلاع، ولكن المهنة لها خصوصية أكثر في شهر رمضان.

"أحلى وقت في الشغل طول السنة وأكثر شهر بحبه".. بهذه الكلمات وصفت مضيفة الطيران أسماء صلاح الدين، شهر رمضان بالنسبة لها، رغم كثرة الاستعدادات التي تسبقه، وأرجعت ذلك لكونها تنال ثواب إفطار الصائمين المسافرين على متن الطائرة، فضلا عن قلة تقديم الخدمات أثناء الرحلة، سوى الوجبات المعلبة التي يتم توزيعها أثناء الإفطار وتتكون من "تمر، ولبن، وسمبوسة، وعصير، ومياه"، فضلا عن هدوء المسافرين وقلة المشاكل.

يتميز الشهر المبارك أيضا لدى الشابة العشرينية، والتي تعمل كمضيفة منذ 3 أعوام، بالروحانيات لقربها من السماء، قائلة: "يعني بناخد كل يوم دعوات حلوة"، مضيفة أنها تفضل السفر في فترة الصيام لقلة الضغط بالرحلات، ولكن بدول السعودية والخليج وشرق آسيا، لقرب توقيت الصيام فيهم من القاهرة، ولكنها في بعض الأحيان تستخدم رخصة الإفطار عند سفرها للدول الأوربية وأمريكا لطول فترة الصيام فيها الذي وصفته بـ"الصعب للغاية".

ومن بين العديد من المواقف التي مرت بها المضيفة أسماء على متن الطائرة في رمضان، تروي: "مرة راكبة كانت معايا بعد ما خلصنا الخدمات ندهتلي وقالتي قولي امين قولتلها آمين قالتي ربنا يرزقك ويسترك ويتوب عليكي من لاشغلانة دي، وهي كانت عجوزة جدا ومعتقدة ان الشغل بتاعي ده وحش وانها كده بتدعيلي دعوة حلوة، بس الموضوع قلب بضحك".

ولفتت إلى أن الاهتمام بالركاب يتتضاعف تلاث مرات بالركاب في رمضان، من خلال "يعني بيكون عندنا صبر وطولة بال أكثر وبنحاول نستوعب الناس على قد ما نقدر وخصوصا المتعصبين مراعاة للصيام"، مؤكدة أن "الشغل مع الصيام بيكون متعب طبعا بس ربنا بيقوينا".

وهو الرأي نفسه، الذي شاركته فيه تقى الشامي، 25 عاما، والمضيفة بأحد شركات الطيران العربية، في أن العمل بشهر رمضان متعبا ببعض الأحيان، قائلة: "بنعتبر وقتها أن الركاب دول ضيوفنا، فلازم نضايفهم ونفطرهم الأول، وممكن أكسر صيامي بتمر أو ماية بس".

ورغم كثرة الضغوط والاستعدادات على متن الطائرة في رمضان والتي لا تختلف عن باقي الشهور، "بس يعني بحاول أحسس نفسي بيه بأني أجيب فانوس لنفسي"، إلا أن الفتاة العشرينية تفضل ذلك الأمر عن تواجدها في القاهرة "يعني ركوب المواصلات في القاهرة أصعب"، وقالت إن الهند هي من أفضل البلدان التي زارتها في رمضان "علشان بتمشي عكس الشمس وبتختصري حوالي ٣ ساعات من اليوم، وأكلهم حلو".

فيما تجد سميرة فؤاد، 50 عاما، أن السفر على متن الطائرة في رمضان، أمرا صعبا للغاية، وخاصة في وقت الصيام، والذي من الممكن أن يسبب لها الغثيان في بعض الأحيان، كما يخلو من الشعور بـ"الجو الرمضاني"، مبدية استيائها من الطعام المقدم بالطائرة للإفطار لذلك تحرص عند سفرها لأولادها بالسعودية على تجهيز وجبة إفطارها من المنزل.

فيما قال أيمن العراقي، طيار مدني، إن الطيارين ممنوع صيامهم في شهر رمضان أثناء الرحلات الجوية، مشيرا إلى أن لديهم رخصة تجيز الإفطار خلال قيامهم برحلات من قبل دار الإفتاء.