المحتوى الرئيسى

بعد فوزه بكأس ألمانيا ـ مستقبل غامض ينتظر دورتموند

05/28 20:10

من الطبيعي أن يحتفل دورتموند بلقبه الذي توج به أمس السبت، بعد الموسم الشاق الذي واجهه في الموسم المنقضي، غير أن تلك الفرحة تبدو مؤقتة قبل التحدي القادم للفريق الذي بدأ يلوح في الأفق.

وبعد ساعات من فوز دورتموند 2 / 1 على آينتراخت فرانكفورت في المباراة النهائية لكأس ألمانيا التي جرت بالملعب الأولمبي في العاصمة برلين، فإن الفريق بحاجة لتكريم لاعبيه الذين ساهموا في صنع هذا الإنجاز.

وصرح توماس توخيل مدرب دورتموند، في أولى مقابلاته عقب التتويج "لقد كانت مهمة صعبة حقا، لم نقدم في المباراة الأداء الأفضل لنا، ولكنه ليس بالأمر الهام. أنجزنا المهمة بنجاح، أريد أن أتقدم بالشكر الجزيل لفريقي".

وخاض دورتموند حملته في الموسم المنقضي دون ثلاثة من أعمدته الرئيسية، وهم ماتس هوميلس، وإيلكاي غوندوغان، وهنريخ مخيتاريان، وذلك عقب بيعهم جميعا مقابل مبالغ ضخمة خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية.

واستفادت إدارة دورتموند بشكل كبير من المبالغ الطائلة، التي بلغت أكثر من 100 مليون يورو انتعشت بها خزينته جراء بيع النجوم الثلاثة، حيث انتدبت لاعبين جدد مثل ماريو غويتزه وعثمان ديمبيلي، وأندري شورله، ورافاييل غوريرو.

ورغم الصعاب التي واجهت دورتموند داخل الملعب، لكنه أنهى بطولة الدوري الألماني في المركز الثالث في جدول الترتيب خلف غريمه التقليدي بايرن ميونيخ (البطل) ولايبتسيغ (الوصيف)، ليتأهل مباشرة لمرحلة المجموعات ببطولة دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل.

ومع احتفال دورتموند بأول لقب يناله منذ حصده الثنائية المحلية (الدوري والكأس) عام 2012، فمن المفترض أن تكون جميع الأجواء وردية في حديقة النادي.

واجتاز الفريق الفجوة الكبيرة التي تفصله عن بايرن، بعدما أطاح بالفريق البافاري من الدور قبل النهائي لبطولة الكأس، رغم الخلافات الواضحة بين توخيل وإدارة النادي.

وأشار توخيل إلى احتمالية عقد اجتماع مع إدارة النادي لتحليل الموسم الفائت، حيث قال "لا أستطيع الجزم بما سيحدث. مازال عقدي ساريا مع الفريق وأرغب في الاستمرار معه".

وأوضح توخيل "لا أريد أن أبدو ساذجا، أو أرغب في مضاعفة الضغوط، ولكن النتيجة التي سيخرج بها الاجتماع تبدو مفتوحة".

وفي الأسابيع الأخيرة أعلن كبار المسئولين في دورتموند مثل هانس يواخيم  فاتسكه المدير التنفيذي للنادي، وراينهارد راوبال رئيس النادي، عن وجود خلافات مع توخيل، مما عزز الشائعات التي أفادت برحيل المدرب.

المدرب توماس توخيل يحمل كأس ألمانيا في ملعب برلين الأولمبي

وكان المدرب الشاب توخيل - ومازال - يحظى بتقدير كبير عندما تم اختياره قبل عامين لقيادة دورتموند خلفا للمدرب يورغن كلوب الذي تمتع بشعبية كبيرة لدى جماهير الفريق، رغم إخفاق دورتموند في التتويج بأي لقب معه قبل الحصول على بطولة الكأس أمس.

وتبدو نتائج توخيل مع دورتموند مقبولة، حيث حصل على المركز الثاني ثم الثالث في الموسمين الأخيرين بالدوري الألماني، فيما خسر نهائي الكأس العام الماضي أمام بايرن، قبل أن يتوج به هذا العام.

ورغم ذلك، يجد دورتموند نفسه في موقع فريد بكرة القدم الألمانية، حيث مازال يمتلك عدد ألقاب يقل كثيرا عن بايرن، ولكنه يتفوق بفارق كبير عن أي من الأندية الأخرى.

ويرى البعض أن حملة دورتموند في الموسم المنقضي حققت النجاح، فرغم أن التأخر بفارق 18 نقطة كاملة عن بايرن المتوج بالدوري، يبدو أمرا تفوح منه رائحة الفشل بالنظر إلى إنفاق إدارته أكثر من 100 مليون يورو، فإن حتى هذا المبلغ يبدو متواضعا مقارنة بالنفقات التي يتكبدها بايرن عاما بعد آخر.

 وقال ماركو رويس صانع ألعاب الفريق الذي توج بلقبه الأول مع دورتموند، عقب المباراة "كل لاعب كرة يرغب في حصد الألقاب، لذلك فإنني مسرور للغاية لأننا تمكنا من القيام بذلك أخيرا".

وعقب حصول دورتموند على لقب الكأس، فإن ذلك يشكل نجاحا لتوخيل في هذا الموسم الصعب الذي شهد مطاردة لعنة الإصابات لعدد كبير من اللاعبين، فضلا عن تعرض حافلة الفريق لهجوم بالقنابل في شهر نيسان/أبريل الماضي.

وصرح رومان بوركي حارس مرمى دورتموند "إن هذا اللقب تتويجا لجهودنا في هذا الموسم". وتابع "لم أواجه مطلقا مثل تلك العقبات التي واجهناها هذا الموسم، سواء داخل الملعب أو خارجه". وكشف بوركي "لقد تكاتف الفريق بصورة مذهلة، لم يكن الأمر سهلا، استمر هذا الفريق في التحسن مع كل مباراة. بإمكاننا أن نشعر بالفخر".

وبعد انتهاء احتفالات الأحد، فإن مشاعر دورتموند بالفخر سوف تزداد  فقط. ولكن يتعين على إدارة النادي اتخاذ بعض القرارات الصعبة. وألمح توخيل "لقد توصلنا جميعا لأهدافنا وتخطينا هذا الموسم الخاص. ذلك لا يحدث إلا إذا كان هناك ثقة متبادلة".

جماهير دورتموند هي صاحبة الرقم القياسي في حضور مباريات البوندسليغا. فملعب سيغنال إيدونا بارك يتسع لحوالي 81 ألف متفرج، يلبس جلهم زي الفريق، فيبدون كجدار أصفر.

بايرن ميونيخ العريق هو أنجح أندية ألمانيا وأكثرها جماهيرية. ويتسع ملعبه "أليانز أرينا" لحوالي 71 ألف متفرج، ويمتلأ عن آخره خصوصاً في المباريات الرسمية.

يقدر عدد الأعضاء المسجلين في بايرن بحوالي 224 ألف عضو. ولا تقتصر شعبيته على ألمانيا فقط، وهنا في جولته الأخيرة في أميركا نرى مشجعين باللباس التقليدي البافاري.

وعندما تكون هناك مباراة مهمة تزحف الجماهير خلف فريقها، ولو تعذرت مؤازرة الفريق في الملعب، يجتمعون أمام شاشة عملاقة.

ماينز هو الممثل الوحيد لولاية راينلاند بفالتس في البوندسليغا. ولأن ماينز إلى جانب كولونيا من أشهر مدن الكرنفال، فمن الطبيعي أن يأتي المشجعون بملابس كرنفالية.

تعرض هامبورغ الموسم الماضي لأكبر محنة في تاريخه حيث كان مهددا بمغادرة الدرجة الأولى. الجماهير هنا ترفع شعار "لا للدرجة الثانية أبدا". وبقي هامبورغ في البوندسليغا بأعجوبة.

من يدخل ملعب فيردر بريمن "فيزر شتاديون" يشعر وكأنه في بيته. جماهير الفريق الأخضر والأبيض تقف خلف فريقها بقوة رغم نتائجه غير الجيدة. وهنا يافطة تقول: "نريد الفوز في ملعبنا".

باير لفركوزن يحل غالبا في المركز الثاني بصرف النظر عن بطل الدوري الألماني. والجماهير تستهجن ذلك بيافطة كتب عليها بالألمانية "كوزن الوصيف". لكنه في العامين الآخيرين لم يدرك حتى الوصافة.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل