ألوان الوطن| عيد ميلاد جورج سيدهم.. الرجل الذي أضحك المصريين بـ40 بيضة مغشوشة

كل عام والرجل الذي أكل 40 بيضة في "المتزوجون" بخير.. لا.. لم يكن بيضا ذلك الذي تناوله الفنان جورج سيدهم في المسرحية الشهيرة، بل كان "تفاح مقشر" بحسب صديق عمره، سمير غانم.

الضيف وجورج وسمير.. لا توجد جملة تستطيع فصل أسمائهم، ولمّا فرق الموت بينهم بوفاة الأول، عاش ضلعا المثلث لفترة معا، حتى انفرد سمير غانم بعمله وعاش جورج محنة المرض.

"أفضل شخص يصنع الكوارع والعكاوي".. هكذا وصف "سمير" صديقه، الذي يحتفل اليوم بعيد ميلاده في عمر مليء بالإنجازات الفنية، بدأه صاحبه ميلادا في عام 1938، وفنيا عام 1961. 

في أفلام "مدرسة المشاغبين" و"30 يوم في السجن"، و"أخطر رجل في العالم" و"البحث عن فضيحة" و"البعض يذهب للمأذون مرتين"، و"المجانين الثلاثة"، و"أضواء المدينة"، بدا جورج سيدهم أحد أعمدة العمل، سواء صغر دوره أم كبر، فهو أحد أضلاع فرقة ثلاثي أضواء المسرح، التي كانت تجربة تمنى لها كثيرون الاستمرار.

"بص شوف مين يا وعدي"... و"كوتموتو يا حلوة يا بطة".. عبارات من سكتشات لثلاثي أضواء المسرح، حفرت في أذهان المصريين، كبارا وصغارا، حيث حقق الثلاثي حينذاك نجاحا ومجدا لا نظير له يظل صداه مستمرا إلى الآن.

محطات "جورج" المولود بمحافظة سوهاج والحاصل على بكالوريوس زراعة من جامعة عين شمس ومتزوج من صيدلانية، بدأت بفرقة ثلاثي أضواء المسرح، وركز في الكوميديا التي أهلها له شكله، فضلا عن إجادته لتقمص الأدوار النسائية، وقدرته على الغناء وأداء الاسكتشات المسرحية.

بعد إصابته بجلطة تدهورت حالته الصحية، وغاب "جورج" عن الأضواء والمشاركة في الأعمال الفنية، لكنه عاد بعد سنوات عديدة، من خلال إعلان لإحدى شركات المياه الغازية تحت عنوان "يلا نكمل لمتنا"، عام 2014، وهنا يحكي الفنان سمير غانم، بأنه أقنع الدكتورة "ليندا"، زوجة جورج، بظهوره في الإعلان، مشيراً إلى أنه نظر إلى الإعلان على أنه "موقف إنساني جميل"، على حد قوله.

بعد المرض، قرر "جورج" عمل مشروع خاص به، فافتتح مطعما للمأكولات الشرقية، وكان اختياره لمشروع المطعم متسقا مع حبه للطعام، وإجادته لصنعه، وأيضا الصورة الذهنية له عند الجمهور بأنه أكول، وقد أطلق أسماء مسرحياته وأدواره الشهيرة على أنواع الأكلات التي يقدمها مطعمه، كباب "دكتور الحقني"، كفتة "أهلا يا دكتور"، ورقة لحمة "طبيخ الملائكة".

تعرّض جورج سيدهم، للنصب أثناء تقديمه لمسرحية "حب في التخشيبة" في باريس، حيث قام نصاب يشبهه في الملامح بانتحال اسمه وشهرته مقابل الإقامة في أفخم فنادق فرنسا، والتسوق من محلات الملابس والعطور والفنادق الصغيرة التي يمتلكها فرنسيون من أصل عربي ويعرفونه كنجم، ما ورط جورج في دفع كل هذه الفواتير لهم حسبما روى بنفسه لإحدى الصحف، وأشار إلى أنه استطاع أن يحل هذه المشكلة بمغادرة باريس فوراً بعد قيام صديق عربي له مقيم هناك، تعرض للنصب من قبل هذا المحتال، بإبلاغ السلطات المختصة عن وجود مخادع يسيئ إلى جورج كثيرا ويكبّده مبالغ طائلة.

وعن كواليس انفصال الثلاثي عن بعض بعد وفاة الضيف أحمد، تحدث سمير غانم كثيرا في العديد من اللقاءات التلفزيونية: "جورج دمه خفيف جدا وراجل مسخرة، كان بيوقعني على نفسي من الضحك"، معبرا عن حزنه لانفصال ثلاثي أضواء المسرح: "موت شقيقي حينذاك سبب لي العديد من المشاكل والأزمات وهو الذي كان يتولى إدارة مشاريع وحساباتي في الفرقة".