المحتوى الرئيسى

محمود خليل يكتب: "غرابيب سود"..! - E3lam.Org

05/28 17:20

شاركها Facebook Twitter Google +

في قرية يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي، تبيع جدة منتقبة أواني زجاجية مع حفيدتها، تدخل مجموعة من النساء المسلحات إلى المتجر للتأكد من تطبيق شرع الله في عمليات البيع والشراء كما فهمن من قادتهن الدواعش، قائدة المجموعة المسلحة وتدعى “أم الحارث” تكتشف أن الجدة المنتقبة تبيع أواني عليها صور حيوانات، فتأمرها بمنع البيع لأن الصور حرام، الجدة ترفض، الحفيدة ترجوها أن توافق، “أم الحارث” تطلق الرصاص على رأس الجدة وترديها صريعة، وتغادر المتجر رافعة يديها إلى السماء، وهي تتمتم في سرها: أرجو أن تمتلئ صحيفة أعمالي بالمزيد حتى يرضى عني الله ورسوله..!

و”أم الحارث” هي شخصية واقعية نقلتها إلى شاشة الدراما مشاهد مسلسل “غرابيب سود” الذي يذاع على الفضائية السعودية MBC وبإنتاج وتمويل سعودي أيضا، وهو مسلسل يفضح تنظيم داعش الإرهابي وينقل تفاصيل من واقع قصص حقيقية رواها ناجون أو هاربون، ومقتبسة أيضا من عمق آلة إعلامية ضخمة تروجها داعش نفسها عبر قنواتها الإعلامية باعتبارها حامي حمى الإسلام والوكيل الشرعي والحصري لتطبيق تعاليم الله على الأرض.

وبغض النظر عن الجدل المثار حول اسم المسلسل كونه مقتبسا من آية قرآنية في سورة فاطر، وبغض النظر عن الجدل حول المقصود بكلمة “غرابيب”، هل يقصد بها الغربان أم لا، فالمسلسل الذي تم تصويره في لبنان يغوص أكثر في حياة النساء الملتحقات بالتنظيم – المنتقبات بالطبع- إما باحثات عن المال، أو هاربات من حياة يائسة، أو تضطرهن حالاتهن النفسية والاجتماعية إلى الرغبة في خوض تجارب ومغامرات، أو تخضعن لعمليات غسيل أدمغة مُمنهَج عبر وسائل متعدّدة ومتنوّعة منها شبكات التواصل الاجتماعي، إما باستغلال الوتر الديني بطرق عاطفية، وإما بتفعيل فكرة “الجهاد” في زمن “نكبة المسلمين” و”تدهور أوضاع الأمة”، وغيرها من الذرائع، إضافة إلى نساء أتين من مجتمعات غربية بعد أن غُرِّر بهنّ، وسرعان ما تجد تناقضاً جوهرياً بين ما كنّ يتوقعنه أو ما صور لهن، وما بين حقيقة التنظيم الإرهابي على أرض الواقع، والأهم أن العمل يتطرق في بعض جوانبه إلى “الجناح العسكري” النسائي ممثلا لكتيبتي “أم الريحان” و”الخنساء”، وهن يمثلن نساء الحسبة ويفتشن المارات، وتسأل إحداهن منتقبة عن سبب عدم وضعها قفازين في يديها، بينما تعدد أخرى الممنوعات: “الهواتف النقالة مدخل الشيطان”، “العطور مدخل الزنا”، و”أدوات التجميل مدخل المنكر”.

وكلها مداخل للشيطان ممنوعة على المرأة المنتقبة حسب قائمة اللوائح والتعليمات المفروضة عليهن من قادة التنظيم، وهنا لا أقصد تنظيم داعش أو القاعدة أو غيره من المسميات، فحالة الرعب والهلع التي صاحبت الإعلان عن المسلسل في أوساط المنتقبات تحديدا تقودنا حتما إلى نتيجة واحدة، حقيقة أن الغرابيب السود التي يقصد بها صناع المسلسل تنظيم داعش بأكمله، جعل المنتقبات يتحسسن رؤوسهن بحثا عن مكان “البطحة”.

و”البطحة” تراها كاملة في جروبات المنتقبات المصريات على الفيس بوك، ومنها جروب “ملتزمات ومنتقبات أنيقات”، الذي يقود حملة واسعة ضد المسلسل ويطالب بمنعه وتشفير القناة في مصر للدفاع عن إسلامنا ونقابنا وعرضنا كما يقلن في رسالتهن لبنات الاسلام على صفحتهن.

الطريف أن أدمن الصفحة وجدت أن تفاعلا كبيرا حدث في أوساط رفيقاتها مع المسلسل، سواء كان إيجابيا أو سلبيا، وفوجئت بسيل من الأسئلة منها على سبيل المثال: طب وأنتي عرفتي منين أن فيه مسلسل أصلا.. مش المفروض زي ما قلتي لنا ما نتفرجش على التليفون في رمضان.. فكان ردها: في ناس كتير مننا التليفزيون بيبقي شغال في البيت عندها حتى لو مش هى اللي بتتفرج، وفي ردها على سؤال تاني: طب دول داعش.. إحنا مالنا بيهم، فكان ردها: “الدواعش في نظر الإعلام مش ناس جاية من أماكن غير معلومة المصدر جاية تخرب وتقتل، لأ الدواعش في نظر الإعلام الالتزام بدين ربنا لحد ما نتطرف اللي هم إحنا قربنا نبقى منهم، لأن احنا متشددين وشويه هنبقى متطرفين فلازم يلحقونا”

وسؤال ثالث: طب أيه الجديد ما هم على طول بيشوهوا صورة الاسلام والنقاب، فردت الأدمن: “الجديد اسم المسلسل غرابيب سود اللي هم المنتقبات، المسلسل كله بيدور عن النقاب ودا في رأيي تمهيد وتسخين لقرار منع النقاب .

هل عرفتم الآن من هو التنظيم الأعم والأشمل.. إنهم هؤلاء وغيرهم ممن يخشون فضح ممارساتهم وأفعالهم التي تستخدم الدين وسيلة للسيطرة على العقول، وتهيئة المناخ العام لتقبل فكرة أنهم يدافعون عن الدين ضد أعداء الله، وأن الله منحهم توكيل الدفاع عن شرعه ودينه وتعاليمه، لنجد في النهاية بناتنا وشبابنا وأبنائنا يصوبون رصاصات الغل والكراهية في صدرونا لنيل الشهادة ومنها لنعيم الجنة وحورها.

هل تريدون المزيد.. إليكم مشهد من الحلقة الأولى من مسلسل “غرابيب سود”:

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل