كوارث رامز وقناته

القناة الفضائية العربية التي تبث مهزلة "رامز تحت الأرض" تكرر مقالبها المملة سنويا لأنها تكسب أموالا طائلة من الإعلانات. سعر الثانية الواحدة الإعلانية في مقالب الممثل رامز جلال هي الأغلى على الإطلاق في جميع القنوات العربية.

لكن هل يبرر جني المزيد من المال هذا العبث والنزول بقيمة المشاهدين وذوقهم والانحدار بالأخلاقيات البسيطة الباقية ونقل الشتائم والألفاظ الخشنة إلى البيوت؟!

البعض يقول إنها مقالب على المشاهد فقط، وإنها تمثيل في تمثيل. الشخصية المشهورة تعرف مسبقا أنها ستتعرض للمقلب والتهزئ والمسخرة مقابل مبلغ معين، وهو بالفعل مبلغ أسطوري لكثير من المشاهير العاطلين، أما لأنهم كبروا في السن ولم يعد المنتجون يرغبون فيهم، أو أنها "فنانة" عواطلية في سن اليأس تعيش على الذكريات.

بل إن بعضا من المشاهير يزيد الحبكة فيخلع ملابسه مبقيا فقط على "الداخلية" ويجري وراء رامز ليعاقبه.. والمعنى هنا في بطن الشاعر.. فلماذا يطارده بملابسه الداخلية، هل ليأخذ معه صورة سيلفي؟!

عدد من الممثلين خلال السنوات الماضية باح بالسر عندما اكتشف أنه تقاضى مبلغا أقل من غيره. هناك بعض الثغرات التي تفلت من المخرج ورامز تشي بأن ما يحدث متفق عليه.

ليس خافيا أن مقالب رامز جلال هو الهدف الاستراتيجي الأول للقناة. ما إن ينتهي شهر رمضان حتى يبدأ ذلك الممثل في لقاءات مع صاحب القناة نفسه للاتفاق على مقالب العام القادم وتكلفتها ومواقع تصويرها، وكلها تبدأ من نقطة "رامز" مثل رامز توت عنخ أمون ورامز بيلعب بالنار ورامز تحت الأرض.. إلخ. ولا نعلم أين ستصل بنا تلك النقطة. ربنا يستر!

تلك المؤسسة الفضائية العملاقة التي خصصت قناتين لمصر، تسيطر على معظم كعكة الإعلانات في السوق المصري وتوظف أموالها لذلك التهريج الذي لا تقتصر على مقالب رامز وحده، بل حتى الفنان الكبير صاحب التاريخ العريض الذي لن يتكرر - عادل إمام - سقط في فخ المال بمسلسل عفاريت وجن ودجل وشعوذة. ولا أعرف حقيقة لماذا تعتقد تلك القناة أن المصريين مغرمون بـ"الأرواح" ففي العام الماضي بثت مسلسلا على جزئين باسم "روح" لا يمكن أن تصدق أحداثه إلا إذا كنت تعيش في العصور الوسطى.. وبالتأكيد لا يعيش المصريون في عصور الجهل والظلام.

ولما أرادت القناة أن تخرج من الدجل قليلا لم يفتها أن تترك شيئا من شخصيتها، فتقدم خلال رمضان الحالي "عشم إبليس"!.. وسبق أن عرضت أربعة أجزاء باسم "سلسال الدم" عن الثأر في الصعيد... كله كلام فارغ في فارغ لا يهدف إلا أن يتذكر "حسنين" أن جد جد "محمدين" قتل جد جده فيستل مسدسه غير المرخص ليقتل "محمدين". أين تلك الرباعية التافهة من قيمة أجزاء ليالي الحلمية أو أفلام ثلاثية نجيب محفوظ؟!