المحتوى الرئيسى

بـ«ورقة أوباما».. هل يعود المالكي لرئاسة الحكومة العراقية؟

05/28 13:23

"لست أنا.. إنَّه أوباما".. يستمر نائب الرئيسf="/tags/85348-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A">الرئيس العراقي، رئيس الوزراء السابق نوري المالكي في الإطلال برأسه على تداعيات الأزمة العراقية، ومدعى حديثه الآن اتهامه للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بالتخطيط لسقوط مدينة الموصل في يد تنظيم الدولة "داعش"، ليؤكِّد أنَّه ليس المسؤول عن ذلك.

المالكي - وهو الأمين العام لحزب الدعوة الإسلامي - قال في حوارٍ مع قناة "السومرية" العراقية ما هو نصه: "تنظيم الدولة الإسلامية مؤامرة صمَّمها أوباما والآن ترامب يتحدث عن ذلك، وكان الاجتماعات تتم في كردستان".

رئيس الوزراء السابق تبرَّأ كذلك خلال المقابلة من مجزرة سبايكر، التي جرت بعد أسر طلاب القوة الجوية في قاعدة سبايكر الجوية من العراقيين في 12 يونيو 2014، وذلك بعد سيطرة تنظيم "الدولة" على مدينة تكريت في العراق، وبعد يوم واحد من سيطرتهم على مدينة الموصل حيث أسروا ما بين "2000-2200" طالب في القوة الجوية العراقية وقادوهم إلى القصور الرئاسية في تكريت، وقاموا بقتلهم هناك وفي مناطق أخرى رميًّا بالرصاص ودفنوا بعض منهم وهم أحياء.

"نائب رئيس الجمهورية" كشف عن تبوء قائد فرقة عسكرية، قال إنَّه تسبَّب بحدوث جريمة سبايكر، منصب آمر الكلية العسكرية، متهمًا إياه بالانسحاب من المحافظة آنذاك تنفيذًا لتوجيهات جهة سياسية ينتمي إليها.

وصرَّح المالكي: "ما حدث في صلاح الدين أنَّ قائد الفرقة مع الأسف الشديد جاءته توجيهات من الجهة السياسية التي ينتمي إليها والتي هي شريكة في المؤامرة، وانسحب مع الضباط الركن".

ويقول المالكي إنَّ القوات الأمريكية تباطئت في التعامل مع سيطرة تنظيم "الدولة" على الموصل في يونيو 2014، غير أنَّ عسكريون أمريكيون ردُّوا على هذا الطرح بأنَّ القوات الأمريكية بالعراق لم تكن موجودة في تلك الفترة.

من هؤلاء العسكريين، قال مارك كيميت نائب قائد القوات الأمريكية السابق في العراق إنَّ المالكي لم يكن راغبًا في التفاوض على اتفاقية وضعية للقوات، لافتًا إلى أنَّه بحلول عام 2011 كانت كل القوات الأمريكية قد رحلت عن العراق، ولم يعودوا إلا بطلب محدِّد من الحكومة العراقية لتأتي قوات تتولى مهمة التدريب بعد فترة من سقوط الموصل.

قاد هذا الحديث الجنرال الأمريكي إلى اعتبار أنَّ بلاده ليست مسؤولة عن سقوط الموصل، مجدِّدًا تفسير ذلك بأنَّهم لو يكونوا موجودين في الأساس في 2014 عندما هوجمت الموصل.

كثيرةٌ هي الاتهامات التي تطال المالكي، بأنَّه سبب سقوط الموصل، وهم متهم كذلك بالتسبُّب بشكل غير مباشر بأحداث مجزرة سبايكر، واتهامات بالتسبب بضياع أموال عراقية، وكذا قمع الاحتجاجات السنية، وتشكيل ميليشيات مسلحة، ورغم الاتهامات الكثيرة إلا أنَّه قال في أكثر من مناسبة إنَّه يمتلك وثائق فساد ضد سياسيين عراقيين سيكشفها بالوقت المناسب.

مجلس النواب العراقي كان قد شكَّل لجنة، حمَّلت المالكي مسؤولية سقوط الموصل في قبضة تنظيم "الدولة"، وما تبع ذلك من انهيار للجيش والفوضى الأمنية التي سادت في عموم البلاد، غير أنَّ حديث المالكي عن المؤامرات ليست جديدًا، فاتهامه لأوباما بأنَّه من خطَّط لإسقاط الموصل بيد تنظيم "الدولة" رافقه أيضًا اتهام آخر لتركيا بأنَّها ساهمت كذلك في إسقاط المدينة.

عدم غياب المالكي عن الساحة ومحاولاته الدؤوبة لتبرئة نفسه من الاتهامات التي تراوده فسَّره محللون بأنَّ الأمر يمثل حملةً يقودها نائب الرئيس ضد خصومه الشيعة، لا سيَّما رئيس الوزراء حيدر العبادي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر للظفر بمنصب رئيس الحكومة عبر بوابة الانتخابات التي من المقرر إجراؤها في سبتمبر المقبل، لكنَّ هذه الانتخابات مهددة بالتأجيل إلى العام المقبل إذا نجح التيار الصدري في إقالة المفوضية العليا، لا سيَّما في ظل المظاهرات التي خرجت للمطالبة بإقالتها وتعديل القانوني الانتخابي.

المالكي كان قد حاول في شهر أغسطس 2014، الفوز برئاسة الحكومة لولاية ثالثة، ورغم فوز التحالف الوطني بأكثر عدد من الأصوات في الانتخابات البرلمانية، إلا أنَّ مساعيه للحصول على الولاية جوبهت بالرفض العام على كل المستويات بما فيه الرفض من داخل كتلة التحالف الوطني، وفي خضم ذلك قرر التحالف ترشيح حيدر العبادي نائب المالكي في حزب الدعوة ليكون رئيس الوزراء، وهو الترشيح الذي وافقت عليه أغلب الكتل السياسية، فسارع الرئيس فؤاد معصوم لتكليف العبادي رسميًّا لتشكيل الحكومة.

ولكن المالكي رفض الاقرار بالهزيمة الداخلية، وأعلن أنَّ رئيس الجمهورية خرق الدستور وأنَّه سيرفع دعوى قضائية ضد الرئيس، ولكن لاحقًا تراجع المالكي وأعلن في خطاب تلفزيوني في 14 أغسطس 2014، تنازله عن الدعوى التي أقامها على رئيس الجمهورية، وأعلن دعمه لرئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي.

الآن يعوِّل المالكي كثيرًا على إيران كما يرى محللون، وذلك على الرغم أنَّ الموصل سقطت في قبضة تنظيم "الدولة" خلال فترة رئاسته للوزراء، غير أنَّ هذا الطرح يثير تساؤلًا بأنَّه هل سيُسمح للمالكي – بحكم الضغط الأمريكي – أن يكون رئيسًا للوزراء في ظل المخاوف الأمريكية التي وصلت إلى "تحركات" ضد إيران، فقبل أيام استضافت العاصمة السعودية الرياض القمة الإسلامية الأمريكية بحضور الرئيس دونالد ترامب، والتي انصب غضبها كثيرًا على تدخلات إيران في دول المنطقة.

من بين ملامح العلاقة بين إيران والمالكي، ما نقلته صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية مصادر وصفتها بـ"المطلعة"، أنَّ فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني فتح عشرات المقار العسكرية والسياسية، تحت غطاء الحشد الشعبي في الجانب الأيسر من مدينة الموصل.

الصحيفة كشفت أنَّ إيران تسعى إلى فتح طريق بري عبر الموصل إلى الأراضي السورية لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد وحزب الله بالأسلحة والعتاد والمقاتلين، وزيادة نفوذها في المنطقة من خلال السيطرة على مدينة الموصل والاقتراب من حدود مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان.

وذكرت المصادر للصحيفة أنَّ المالكي يتولى الإشراف على المقار التابعة لفيلق القدس، ويدعمها بالأموال لكسب عدد من رؤساء العشائر السنية والمواطنين داخل المدينة.

وفي هذا الإطار، صرَّح المتحدث الرسمي باسم العشائر العربية في محافظة نينوى الشيخ مزاحم الحويت: "المالكي نجح حتى الآن في كسب عدد من شيوخ العشائر العربية السنية، والشخصيات من الجانب الأيسر من الموصل وجنوب المدينة، ويعمل حاليًّا بشكل سري لتشكيل مجالس عشائرية في نينوى تابعة له، بدعم مباشر من الحرس الثوري الإيراني والمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي".

وسلَّط المتحدث باسم العشائر الضوء على أهداف المالكي وإيران في بسط النفوذ على الموصل بالقول: "هم يسعون لنيل أكبر حصة من المقاعد البرلمانية عن الموصل، وكذلك نيل غالبية مقاعد مجلس المحافظة، وتمزيق العرب السنة وتشييع الموصل ومحاربة إقليم كردستان".

وربما يسعى المالكي من وراء مثل هذه التحركات تشكيل ائتلافات داعمة له، لا سيَّما أنَّه يقابل دائمًا في أي زيارة لمدينةٍ من المدن بتظاهرات معارضة له، ومن ذلك احتجاجات في المحافظات الجنوبية في ديسمبر الماضي، حيث يحمّله المتظاهرون السبب في سقوط الموصل بيد تنظيم "الدولة".

الدكتور سعيد اللاوندي خبير الشئون الدولية اتفق مع المالكي في قوله إنَّ تنظيم "الدولة" صنيعة أمريكية، مؤكِّدًا أنَّ الأمر نفسه يندرج على تنظيم القاعدة وجبهة فتح الشام "النصرة سابقًا".

وقال لـ"مصر العربية": "أمريكا تصنع الإرهاب في المنطقة وذلك منذ إنشاء تنظيم القاعدة، وداعش حصلت على التسليح والتمويل والتدريب.. داعش يؤدي المهام بدلًا من أمريكا التي هي معتادة على الحرب بالوكالة، فهي خلقت التنظيم ثم سارت خلفه".

وأضاف: "أوباما لم يكن منغمسًا في القضية الأساس وهي القضية الفلسطينية لكنَّه ابتعد تمامًا عنها، وكان يحاول شأنه شأن كل القادة الأمريكيين أن يعيثوا في الأرض فسادًا".

محاولات المالكي لتلميع نفسه قبل الانتخابات لم يستبعدها اللاوندي، لكنَّه أضاف: "لا يوجد رجل سياسة في العراق لا تطاله بعض الاتهامات.. كلهم يشربون من نفس الكأس وكلهم متهمون بنفس الاتهامات، والفساد هو العنوان الكبير في العراق سواء كان ذلك للمواطنين العاديين أو رجال السياسة، والمالكي يحاول أن يصوِّر نفسه أنَّه بريء من كل ما حدث للفوز بالانتخابات المقبلة".

ويرى اللاوندي أنَّ الإدارة الأمريكية لن تسمح للمالكي بالوصول للمنصب، مرجعًا ذلك لما أسماه "الخوف الأمريكي لقربه من إيران"، وقال: "الشعب العراقي قد يلتف حوله وليس هناك خلافات بين الشعبين العراقي والإيراني، لكن أمريكا تقرأ السيناريو الإيراني وجاء ترامب إلى المنطقة لشحنها وإحداث فتنة بين السنة والشيعة.

الدكتور سعيد عكاشة أستاذ العلوم السياسية اعتبر أنَّ تنظيم "الدولة" هو نتيجة فعلية للغزو الأمريكي على العراق، غير أنَّه استبعد أن يكون التنظيم صنيعة أمريكية.

وقال – لـ"مصر العربية": "إدارة أوباما كانت تعتبر أنَّ سقوط ضحايا لها في أفغانستان والعراق والإرهاب الموجه صوب أوروبا وأمريكا كان يستدعي التفاهم مع الإسلاميين بأي شكل، وتمَّ التفكير في خلق تيار معتدل والتعامل معه، وتمَّ التعاون في هذه الفترة مع جماعة الإخوان، لكنَّ هذا التعاون في ظل الأوضاع في العراق وأفغانستان ولَّد ما نراه حاليًّا لكن بدون قصد أو نية".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل