سحور مسلمين وأقباط في المنيا ردا على "الإرهاب": "كلنا واحد"
"اتسحرنا في الترب مع إخواتنا المسيحيين ما هو أصل معندناش حاجة اسمها مسلم ومسيحي.. في بلدنا مفيش حاجة اسمها كده.. إحنا كلنا واحد"، بنبرات يملؤها الحزن والوجع، وبتنهيدات تبكي كل من يسمعها بدأ محمد صلاح أحد سكان قرية "نزلة حنا"، إحدى القرى الملاصقة لقرية "مغاغة"، التي حدثت بها العملية الإرهابية بالمنيا أمس، كلماته عن تفاصيل ليلة أمس في أول يوم سحور في رمضان وسط جيرانهم الأقباط دون احتفال.
"كنت موجود معاهم طول اليوم لحاد الساعة 11 بالليل.. مكنش ينفع نسيبهم.. إحنا كلنا متربيين مع بعض وإخوات بعض.. عيدنا واحد.. فرحنا واحد وزعلنا واحد.. كلنا بلا استثناء كنا وما زلنا زعلانين.. وكان يوم صعب وأليم علينا كلنا.. ولكن الحمد لله على كل حال.. اتسحرنا معاهم.. مسيبناهمش لحظة.. ورفضنا نحتفل وإحنا قلبنا موجوع على شهدائنا"، قالها محمد الذي قرر أن يواسي أصدقاءه الأقباط في أول يوم رمضان.
بنبرة شديدة اللهجة "هنفضل معاهم وهنقول كلنا يا رب.. الشهداء دول أصحابهم المسلمين أكتر من المسيحين.. ويمكن فيه ناس مننا زعلت عليهم أكتر منهم كمان.. ومع كل عملية إرهابية خسيسية بتتم مش هتزيدنا غير صلابة وقوة وتماسك".
وعبَّر صلاح عن استيائه من سوء الرعاية الطبية بالمستشفى العام في مغاغة، "اتبهدلنا آخر بهدلة إمبارح.. مفيش رعاية طبية ولا فيه نظام"، ليخرج بنبرات مليئة بالهدوء والرضا "قدر الله وما شاء فعل".
وفي موقف ملفت للغاية، نجد الأب الكاهن صموئيل المسؤول عن قرية "عبدالشهيد"، هذه القرية القريبة من مغاغة، والذي تواجد أثناء الحادث ولم يفارق أهالي الشهداء لحظة واحدة، يعبِّر عن سعادته البالغة بما حدث "إحنا فرحانيين باللي حصل.. فرحانين إن لينا شهداء والوطن اجتمع قدام كنيستنا.. فرحانين بوقفة المسلمين جنبنا وسحورهم في أول يوم معانا.. وده شيء متوقع منهم.. إحنا متقبلين الموضوع بفرح وفيه عزاء وفيه صبر من عند ربنا.. لأن في الأول والآخر هم في مكان أفضل من هنا بكتير".
Comments