المحتوى الرئيسى

فورين بوليسي تكشف المؤامرة الإخوانية في "الحرب على مسيحيي مصر"

05/27 22:31

مسيحيون يشاركون في جنازة ضحايا الإرهاب

بعد مقتل 28 شخصا وإصابة 23 آخرين في انفجار حافلة تحمل أقباطا في محافظة المنيا المصرية، الجمعة، خرجت جماعة الإخوان الإرهابية لتقدم ردا تشهيريا مصطنعا متوقعا، حيث ادعت أن الحكومة تقف وراء الهجوم، وأن المسيحيين حصلوا على ما يستحقون.

الباحث بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني إريك تاجر،  قال في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إن الجماعة الإرهابية تساءلت بعد الحادث عن المستفيد من إشعال مصر، ووضعها وسط حوادث دموية تقود إلى مجهول، في اتهام لا أساس له بأن الحكومة المصرية نسقت الهجوم مع الإرهابيين.

وسلط الباحث إريك تاجر الضوء على ما قالته آيات عرابي، الإسلامية المتمركزة في نيويورك، وتتباهى بأكثر من 400 ألف متابع على فيسبوك، وشكلت ضغطا على الكونجرس في وقت مبكر من الشهر الجاري، حيث أضافت إلى الخلطة التآمرية السابق ذكرها مزيدا من الوقاحة الطائفية، حين كتبت: "القضية بأكملها مقصودة لتأسيس قمع ظاهري ضد المسيحيين في مصر، ومحاولة تصدير صورة بأنهم مضطهدون"، مضيفة أن البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، "متواطئ في هذه المؤامرة الشائنة والقاسية".

واعتبر الباحث بشؤون الشرق الأدني في مجلة فورين بوليسي، أن القيادي الشاب البارز في جماعة الإخوان الإخوان أحمد المهاجر ربما يكون الأكثر وضوحا بتوجيه هذا الاتهام، حين قال على فيسبوك إنه: "سواء كان من يثأرون من جرائم المسيحيين أو النظام الحاكم، هم من وراء حادث اليوم، فإن النتيجة واحدة"، مضيفا أن: "المسيحيين يدفعون ثمن تحالفهم مع النظام المصري، ولا يوجد حل لهم إلا أن يتراجعوا ويتصالحوا مع المسلمين، أو ستستمر دماؤهم في السيل مثل الأنهار.. ولا أحد سيهتم".

وأكد إريك أن ما قاله المهاجر يعكس خللا فكريا اتسم به متشددو مصر والتابعون للتيارات الدينية، يقوم على أن "المسيحيين مسؤولين بشكل أساسي عن الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي في يوليو/تموز 2013، وهو أول رئيس منتخب من جماعة الإخوان، ومسؤولين بالتبعية عن القمع الشديد للجماعة بعد هذه الأحداث".

أما الحقيقة، فإن البابا تواضروس كان واحدا من رموز بارزين معظمهم من المسلمين -شيخ الأزهر، ورئيس حزب سلفي، والسياسي غير الإسلامي محمد البرادعي، ونشطاء شباب بارزين وقادة عسكريون كبار وآخرون- وقفوا آنذاك مع عبدالفتاح السيسي، قبل مشهد 30 يوينو/حزيران.

وتابعت مجلة فورين بوليس في مقال الباحث: "لكن بسبب أن الإخوان تربط مهمتها بالإسلام، فقد اعتبرت الإطاحة بمرسي تحركا ضد المسلمين، يقوده غير المسلمين وحلفاؤهم، ولذلك فإذا كان المتطرفون هم المسؤولون عن هجوم الجمعة في المنيا، فهم بذلك يثأرون من "جرائم المسيحيين" كما قال المهاجر.

إلا أن الأمر بعيد عن كونهم متواطئين مع الحكومة المصرية، كما يدعي الإخوان، فقد بات المسيحيون المصريون يكنون الفضل والعرفان بشكل متزايد للقادة الذين يرى الإخوان أنهم فشلوا في حمايتهم مرارا وتكرارا.

وقالت المجلة إن هجوم الجمعة الإجرامي هو  الأخير في سلسلة من الهجمات الإرهابية التى تبناها داعش ضد المجتمع المسيحي في مصر، حيث قتل "داعش" 25 شخصا في كنيسة البطرسية بالقاهرة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وهجّر أكثر 100 عائلة مسيحية من شمال سيناء بعد سلسلة من الهجمات في فبراير/شباط ومارس/آذار، ثم قتل 49 مسيحيا في تفجير كنيستين يوم أحد السعف إبريل/نيسان الماضي.

ونقل المقال عن معهد "تحرير" لسياسات الشرق الأوسط، إحصاءً كشف أن الإرهابيين هاجموا مؤسسات مسيحية وأفراد أكثر من 30 مرة خلال الـ6 شهور الماضية، ما أسفر عن مقتل 121 شخصا وإصابة 168.

واعتبرت فورين بوليسي أن هذا العنف ليس عشوائيا، لكنه جزء من إستراتيجية سياسية خبيثة، تقوم على اعتقاد لدى تنظيم داعش بأن الإرهاب ضد المسيحيين سيزعزع مصر، تماما مثل هجمات التنظيم السالف له (القاعدة) ضد الشيعة في العراق، والذي أدى لنسف الاستقرار في البلاد، حسب ما أشار مختار عواد الباحث في جامعة جورج واشنطن.

ونوهت المجلة بأن جماعة الإخوان ليست مسؤولة بشكل مباشر عن هذه الهجمات، لكن تحريضها ضد المسيحيين في مصر يسهم في خلق بيئة تجيز ذلك العنف، مؤكدة أن قادة الإخوان بشكل دائم يصورون المسيحيين على أنهم ليسوا ضحايا العنف لكن مستفيدين من الحكومة المصرية التي قمعت بشكل عنيف جماعة الإخوان ومجموعات إسلامية أخرى.

وأشارت المجلة إلى أن ادعاءات الإخوان الطائفية لا تتسم بالذكاء الكافي، مستشهدة بمنشور على فيسبوك للقائد الإخواني جمال حشمت، ادعى فيه كذبا أن السيسي ألغى التعليم الإسلامي في المساجد، في وقت تستمر فيه التعاليم الدينية المسيحية في المدارس.

ونقلت منشورا آخر لحشمت في وقت سابق من الشهر الجاري، ادعى فيه أن المتدينيين المسيحيين واليهود المتطرفين الذين يحكمون العالم مسؤولون عن زعزعة الحكومات التي يقودها منتمون لتيارات الإسلام السياسي.

وقالت المجلة إنه على الخطى نفسها، بعد هجمات أحد السعف في إبريل/نيسان الماضي، ألقى القائد الإخواني عبدالموجود الدرديري باللوم على المسيحيين في "الكارثة"، وأشار إلى أن العنف سينتهي فقط عندما يصطف المسيحيون مع "المسلمين"، التي يبدو أنه يقصد بها المنتمين للتيارات الدينية.

وفي أوقات أخرى، تصور جماعة الإخوان المسيحيين على أنهم معتدون، فالحزب السياسي للجماعة نشر على تويتر صورة لرجال دين مسيحيين يسيرون بجانب دبابة خلال زيارة البابا فرانسيس للقاهرة في إبريل/نيسان، معلنا أن "الجيش المصري هو مليشيا الكنيسة".

وبعد هجمات أحد السعف، قام الشاب الإخواني البارز عمرو فراج بالترويج لنظرية المؤامرة بأن بابا الأقباط تواضروس الثاني كان على علم مقدما بالهجوم، وغادر الكنيسة المرقسية بالإسكندرية قبل وقوع الهجوم.

أما الأكثر شيوعا، هو وصف قادة الإخوان للمسيحيين بالأعداء، حيث كتب القائد الإخواني أشرف عبدالغفار في إبريل/نيسان الماضي، أن "يهوديا (يقصد السيسي) يحكم مصر لصالح إسرائيل ويحاول تقسيمها، بينما يهين المسيحيون الإسلام والمسلمين".

وأكدت المجلة أن تعليقات الإخوان تصل أيضا إلى التحريض الصارخ على العنف، خاصة بالنظر إلى التعاطف الضعيف مع الموقف الخطر للمسيحيين المصريين في بعض أنحاء البلاد، مشيرة إلى مقابلة تلفزيونية بعد هجمات أحد السعف مع ابن أخ ضابطة شرطة مسلمة قتلت في التفجير، والتي أعرب خلالها عن عدم ارتياح عمته المتوفية حول فكرة حماية الكنيسة، قائلا إنها كانت تتساءل إذا كان الله سيقبل صلواتها إذا صلت في الكنيسة، وإذا كانت ستعتبر شهيدة إذا ماتت هناك.

وشددت المجلة على أن الضابطة بالطبع أدت واجبها على أكمل وجه، وأن قريبها شارك قصتها كدليل على وحدة مصر، حيث قال إن "هؤلاء من ماتوا كانوا مسيحيين يصلون ومسلمين يصلون كذلك.. أود أن أؤكد لداعش أننا لم ننتهِ بعد".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل