المحتوى الرئيسى

نساء في الإسلام : آسية بنت مزاحم .. اشترت الجنة ورفضت نعيم فرعون | المصري اليوم

05/27 17:48

في أعظم القصور، وتحت خدمتها مئات الجواري والعبيد، عاشت آسية بنت مزاحم، امرأة فرعون، الحاكم الذي ادّعى الألوهية، لكن حياة الترف التي عاشتها لم تستمر، حيث آمنت بموسى -عليه السلام- وعرّضت نفسها للتعذيب.

«آسية»، إحدى سيدات أهل الجنة، كانت زوجة لفرعون، الحاكم الذي أمر عبيده بأن يعبدوه ويقدسوه، وأن ينادوه بفرعون الإله، ظهر في حياتها النبي موسى، وبعد جدال طويل مع زوجها، أصرت على تربيته كابن لهما. يقول ابن كثير عن هذه الواقعة في كتابه «البداية والنهاية»: «التقت الجواري (سيدنا موسى) من البحر في تابوت مغلق عليه، فلم يتجاسرن على فتحه، حتى وضعنه بين يدي امرأة فرعون، فلما فتحت الباب وكشفت الحجاب، رأت وجهه يتلألأ بتلك الأنوار النبوية، فلما رأته ووقع نظرها عليه، أحبته حباً شديداً جداً».

ويضيف «ابن كثير»: «لما جاء فرعون قال: ما هذا وأمر بذبحه، فاستوهبته منه ودفعت عنه، وقَالت: قُرَّةُ عَين لِي وَلك، فقال لها فرعون: أما لك فنعم، وأما لي فلا، فقالت: (عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا)، ثم تبناه، لأنه لم يكن ينجبا».

كبر موسى، وشاهد بطش فرعون وجنوده، فرحل إلى مدين، ثم عاد إلى مصر، ودعا إلى توحيد الله بدلا من فرعون، فآمنت به «آسية»، وأخفت ذلك عن زوجها، ثم بعد فترة أشهرت إيمانها بدين موسى، حينما قتل الماشطة التي كانت تمشط ابنتها، بعد ان قالت له: «ربي وربك الله»، فقذفها فرعون في النار هي وأولادها، ما أثار غضب «آسية»، لأن الماشطة أختها في الله، وأرادت أن تنتقم من فرعون، فواجهته: «الويل لك.. ما أجرأك على الله»، فرد: «لعلك اعتراك الجنون الذي اعترى الماشطة»، فقالت: «ما بي من جنون، لكني آمنت بالله تعالى رب العالمين».

ويُروى أن فرعون ثار غضباً، وجن جنونه، وتحدث إلى قومه على الملأ، وقال لهم: «ما تعلمون من آسية بنت مزاحم؟»، فأثنوا عليها، فقال لهم: «إنها تعبد رباً غيري»، فقالوا له: «اقتلها»، وبعد ذلك أرسل إليها فرعون عبيده، وقال: «انظروا أعظم صخرة تجدونها، فإن مضت على قولها فألقوها عليها، وإن رجعت عن قولها فهي امرأتي»، ثم شدّ زبانية فرعون بعدما رفضت التراجع ن الإيمان بالله، يديها ورجليها ووضعوها في الحر اللاهب تحت أشعة الشمس المحرقة، ووضعوا على ظهرها صخرة.

ويقول «ابن كثير»، إن فرعون تفنن في تعذيب زوجته، لكنها ظلت على الحق، وتحمّلت العذاب، طمعا في الفوز بالجنة، وعندما شعرت بنهايتها، دعت الله أن يبني لها بيتا في الجنة. يقول تعالي: «وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ»، «التحريم: الآية 11». وكشف الله عن بصيرتها فأطلعها على مكانها في الجنة ففرحت وضحكت وكان فرعون حاضراً هذا المشهد. فقال: «ألا تعجبون من جنونها، إنا نعذبها وهي تضحك فقبض الله روحها إلى الجنة رضي الله عنها».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل