المحتوى الرئيسى

شاهد.. ورشة "صانع الظل".. 80 عامًا في صناعة "الـشماسي" يدويًا مهددة بالإنقراض

05/27 15:31

بضائع كثيرة مركونة، وماكينة للخياطة لايستخدمها أحد، وهاتف أرضي قديم يعمل بالبكرة، وتلفزيون صغير من النوع الذي عفا عليه الزمن، ورشة الحاج رمضان للشماسي والخيم وتندات المحلات القماشية أصبحت صامتة دون عمل أو حتى عمال، بعد مايزيد على 80 سنة من انشائها.

عندما تمر أمام ورشة الحاج رمضان، والتي تبعد ربما 200 متر عن مديرية أمن القاهرة، ستجد عم أحمد رمضان، يبلغ من العمر 81 عامًا، يجلس أمام الورشة ينتظر الفرج، وخلفه الورشة لا يصدر منها أي صوت أو نشاط، مليئة بالبضائع التي امتلأت بالأتربة لعدم استخدامها، وخاوية على عروشها من الزبائن أو حتى العمال.

رجع عم أحمد رمضان، ابن صاحب الورشة، بخياله إلى أفضل الأوقات التي مرت به وهو يدير هذا المكان، وروى لنا أن هذا المكان الذي يعتبر ليس واسعًا كان يتحمل 5 من العمال يعملون جميعهم في أجزاء انشاء وتصميم الشمسيات، والخيم والتندات القماشية الخاصة بالمحلات، وأن المكان كان يعمل في الصيف والشتاء أيضًا ليصنع كمية يتم تخزينها لفصل الصيف ويبيعها للتجار والأفراد، وينتج 50 شمسية يوميًا، والمكاسب المادية كانت مرضية جدًا للجميع، والعمال كانوا يأكلون الشهد كما وصف.

وأفاق من الذكريات والتخيل بعد ذلك، قائلًا" كل ده كان، إنما دلوقتي مبتعملش حاجة خالص، لو اشتغلت هخسر وهروح البيت ماشي، وهدفع من جيبي، عشان الخامات غالية اوي وكل يوم بسعر، لما بتفق مع زبون على سعر تاني يوم بيتغير، مبعرفش أقوله ايه، دلوقتي بصلح الحاجات المكسورة والمقطوعة بس عشان الامكانيات مش موجودة خالص".

وروى أن هذه الورشة ولدت معه، وقام بشرائها أبوه الحاج رمضان بالتزامن مع ولادته في عام 1936، وبعد تفوقه في الابتدائية أجبره أبوه على الخروج من التعليم، ومساعدته في العمل بعد أن ضعف نظره، وورث بعدها المهنة والورشة عن أبيه وقضى فيها باقي العمر إلى الآن، قائلًا:" الشمسية كانت ب 70 جنيها، وصلت دلوقتي 150، وشمسيات بخامات افضل كانت ب 150 وصلت الأن إلى 320 ومبكسبش حاجة رغم كل ده، عشان كده بطلتها خلاص، الي بيجي عاوز يصلح حاجة بصلحهاله وباخد 20 جنيها وشكرا على كده".

وبغضب شديد، أوضح أن لفة الخرزان كانت بسعر 350 جنيهًا، ولكن حاليًا وصلت إلى 1200 جنيه، إضافة إلى أن كل الخامات التي يتم استخدامها في هذه المهنة وأهمها الخشب والخرزان والحديد والألمونيوم قفزت إلى الضعف في السنوات القليلة الماضية، حتى الأقمشة كانت بسعر 12 جنيهًا، وصلت الأن إلى 32 جنيهًا، إضافة إلى عدم وجود ضمير في المعاملات والتجار، وبالتالي كل ذلك لم يترك فرصة لأصحاب المحلات لتخرج ربحا مناسبا دون أن يرفع السعر على الزبائن التي لا تملك الأموال للشراء من الأساس وتريد أن تأخذ الشمسيات "ببلاش".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل