المحتوى الرئيسى

أحدهم يستطلع الهلال بنفسه.. وأخر يوزع الحلوى.. رمضان في العصور الإسلامية

05/27 00:50

أحدهم يستطلع الهلال بنفسه.. وأخر يوزع الحلوى.. رمضان في العصور الإسلامية

"رمضان من كل العصور" حلقات مسلسلة تنشر يوميا حتى انتهاء الشهر الكريم تتناول ابرز احتفالات وأجواء الشهر الكريم على مر العصور المختلفة.

تميزت العصور الإسلامية بأجواء خاصة، احتفالا باستقبال شهر رمضان المبارك، واصبح لكل عصر، ولاسيما العصر الفاطمي، أجواء وطقوس تميزه ، فمنذ عهد الصحابة رضوان الله عليهم، حتى وقتنا هذا، تطورت تلك الطقوس، وأصبح لكل عصر طقوسه واحتفالاته الخاصة، احتفالا بالهلال.

وينقل لنا الدكتور عبد المقصود باشا استاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر، أبرز طقوس واحتفالات العصور الإسلامية باستقبال الشهر الفضيل، حيث يبين لنا كيف كان يستقبل الصحابة والتابعين شهر رمضان المبارك، قائلا: كان الصحابة رضوان الله عليهم يستقبلون رمضان بالدعاء، والصلاة وقراءة القرآن.

وتابع أبو باشا، عندما كانت تأتي ليلة الرؤية يخرج الصحابة رضوان الله عليهم إلى صحراء مكة لاستطلاع الهلال، في ليلة التاسع والعشرين من شعبان، فإذا ماتمكنوا من رؤيته ولو خيطا صغيرا، يعتبرون ان الغد هو أول أيام رمضان، وإذا لم يشاهدوه أتموا شعبان ثلاثين يوما.

وأضاف ابو باشا عن أجواء استقبال رمضان في عصر صدر الإسلام، أن الصحابة كانوا بعد تحريهم الهلال يلجأون إلى المساجد يصلون صلاة القيام، ويقرؤون القرآن حتى قرب موعد السحور.

وحول استقبال هلال رمضان في العصر الأموي، يقول أبو باشا، أن الخليفة هارون الرشيد كان ينتظر قدوم شهر رمضان، فكان يتحرى الهلال بنفسه، وبعد تأكده من الهلال، كان يخرج عماله بوزعون المنح والعطايا على المارين بالشوارع، ويأمر عماله في البلاد أن تخرج من بيت مال المسلمين منحا وعطايا توزع للمسلمين احتفالا بقدوم الشهر الكريم.

وكان هارون الرشيد يؤم المسلمون في أول يوم لصلاة التراويح، وكان يحرص على أداء الصلاة في أوقاتها، وكان يكثر من النوافل والسنن، حتى قيل إنه كان يصلي كل يوم وليلة مائة ركعة، لا يتركها إلا لعلة، وكان يقيم المآدب والولائم في قصره وفي الحدائق العامة ببذخ بما لم يعرف له مثيل.

وحول استقبال شهر رمضان في العصر الفاطمي، قال استاذ التاريخ الاسلامي، بأن الاحتفالات التي جرت في عصر الدولة الفاطمية لم يوجد له مثيل في أي عصر آخر، ومازالت تلك العادات والطقوس موجودة حتى يومنا هذا، مشيرا أن الفاطميون كانوا يحتفلون بقدوم الشهر الفضيل منذ منتصف شهر شعبان، وكانت ليلة الرؤية في العصر الفاطمي تملؤها أجواء البهجة والاحتفال، فكان خلفاء الدولة الفاطمية يخرجون في الطرقات لتوزيع الحلوى على الشعوب.

واضاف أبو باشا، أن الخلفاء الفاطميين كانوا يتفقدون ما يتم في الشوارع من إصلاح وفرش وتعليق القناديل، وكان يوقد به طوال ليالي الشهر الفضيل أكثر من 700 قنديل، وكان يفرش بعشر طبقات من الحصير الملون بعضها فوق بعض، قيما كانت روائح البخور الهندي والكافور والمسك تملأ الشوارع، والمساجد، وكانت تقام عدد من الأسواق التجارية خلال شهر رمضان منها سوق الشماعين، ويباع فيه الشموع، وسوق الحلاويين، ويباع فيه الحلوى، وسوق السمكرية ويباع فيه ياميش رمضان، وقمر الدين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل