المحتوى الرئيسى

كيف تحفظ القُرآن؟

05/26 22:53

كثير من الناس يريد حفظ القرآن ويبدأ بالفعل في الحفظ، ولكن ما أن يستثقل الحفظ والمحافظة تثبط همته، فيسير ببطء، وإما ينصرف عن الحفظ بشكل عام.

أول الحفظ شديد، يشق على الإنسان، فإذا اعتاده سهل عليه، وكان العلماء يقولون: كل وعاء أفرغت فيه شيئاً فإنه يضيق، إلا القلب فإنه كلما أُفرغ فيه اتسع.

- الإخلاص لله وترك الذنوب قبل أي شيء أهم ما يستعان به في هذا المقام.

- باختصار يمكن تقسيم الأمر إلى ثلاثة محاور لتصبح واضحة لك:

البداية الصحيحة في الحفظ، فاعلم أن الحفظ أشبه بعملية الطباعة، أنت تطبع مادة في عقلك ثم تستدعيها بعد ذلك، وعليه لا بد من مراعاة صحة ما تقوم بتخزينه في عقلك ووضوحه وقوته؛ لتسهل عملية استدعائه، وإلا فالمواد المشوشة وغير المثبتة جيداً سرعان ما تتلاشى ويصعب تذكرها وهو النسيان.

- بصفاء الذهن من أي فكرة لا تتعلق بالمراد حفظه، إذا قمت بتشغيل عدة برامج في وقت واحد على الحاسب سيتعامل مع البرامج ببطء، ولن تحصل على نتيجة جيدة، العقل كذلك، وجود فكرة غريبة تستهلك قدراً من الطاقة يؤثر على عملية الحفظ؛ لذا ابتعد عن المُشتات الخارجية والداخلية، اجعل 20 ثانية مثلاً أو حسب الحاجة قبل الحفظ مخصصة لتفريغ عقلك من أي شيء، والجلوس في مكان مرتب وهادئ.

- الوقت: أفضل أوقات الحفظ الثلث الأخير من الليل، ولا بد أن يسبقه نوم؛ ليكون العقل مستعداً لاِستقبال المعلومات.

- التغلب على قلة الصبر؛ كثير من الناس لا يحاول أن يكمل التركيز لقلة صبره وتسرعه.

- فقدان الرغبة والاهتمام بالمواضيع المراد التركيز فيها يولد نقصاً في التركيز.

لذا عليك العلم بأهمية حفظ القرآن وثمرته في الدنيا والآخرة مع إعادة النظر فيها لشحن الهمة والإرادة كلما ضعفت.

حُكي أن فقيهاً أعاد الدرس في بيته مرات كثيرة، فقالت له عجوز في بيته: قد والله حفظته أنا، فقال: أعيديه، فأعادته، فلما كان بعد أيام، قال: يا عجوز! أعيدي ذلك الدرس، فقالت: ما أحفظه، قال: أنا أكرر الحفظ لئلا يصيبني ما أصابك، فلا بد من تكرار الكلام مراراً، هذا هو سبب الحفظ.

ولذلك فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (تعاهدوا القرآن فإنه أشد تفصياً من صدور الرجال - أشد هرباً من صدور الرجال - من النعم من عقلها) أي: الإبل التي تحاول دائماً التفلت.

والتكرار يكون للتثبيت وإرسال المادة للذاكرة طويلة المدى.

قال الشيخ ابن جبرين حفظه الله: (الغالب أن من حفظ سريعاً بدون تكرار فإنه ينسى سريعاً، ولقد كان الكثير من الطلاب قديماً يكرسون جهودهم في الحفظ، حتى كان أحدهم يقرأ الحديث أو الباب مائة مرة حتى يرسخ في ذاكرته، ثم بعد ذلك يكرر ما حفظ).

فاجعل جزءاً من وقتك للتكرار فقط، ولا يعد التكرار أقل أهمية فتتكاسل عنه إن وجدت نفسك حافظاً وقد تبين دوره مما سبق.

من القواعد المهمة في الحفظ المداومة ولو على القليل، ولعل من الحكمة في نزول القرآن منجماً ولم ينزل جملة واحدة أنه أَثبتُ في الحفظ، فحفظ النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله عز وجل: "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً" [الفرقان:32] وكانت طريقة الصحابة -رضي الله عنهم- أخذ عشر آيات يحفظونها ويفقهونها ويعملون بها، ثم يأخذون العشر التي تليها وهكذا.

قالوا: إن القلوب تُرب والعلم غرسها، والمذاكرة ماؤها، فإذا انقطع عن التُّرب ماؤها جف غرسها، فلا بد من الإعادة والمراجعة.

من طرق الحفظ الجيدة (طريقة الحصون الخمسة) وانظر شروحات للطريقة متوافرة على اليوتيوب.

وتعتمد على القراءة المتكررة للصفحة وكتابتها مع إخراج المتشابهات مثال.

- الاقتصار على طبعة واحدة من المصحف.

- القراءة مع الفهم، طالع تفسيراً ميسراً أثناء الحفظ .

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل