المحتوى الرئيسى

رمضان فى الخليج: حلقات للذكر ومسابقات فى الشعر

05/26 20:53

تتشابه شعوب بلدان الخليج العربى فى عاداتها وتقاليدها فى شهر رمضان الفضيل، حيث تجتمع بحسب التقارب الجغرافى والطبائع والتقاليد المتقاربة بعادات رمضانية متشابهة، لكن تبقى لكل بلد منها نكهة خاصة، وعلامة تميزه بالقليل عن البلد الآخر، ويجتمع سكان دول الخليج على عادات الألفة والمحبة، والتزاور والتحابب ونبذ الخلافات قبل قدوم الشهر الكريم، وأيضاً يقتربون فى تقاليد تهيئة المنازل والدواوين، لاستقبال الضيوف على موائد الإفطار، وأيضاً لقضاء الأماسى الرمضانية.

ومن العادات الجماعية المشتركة فى هذا الشهر الفضيل الأكلات الشعبية والتزاور وتنظيم الحفلات والولائم «الغبقات» الرمضانية التى تقام عادة بين الأهل والأصدقاء فى ليالى هذا الشهر الكريم، أما حلقات الذكر وتلاوة وختم القرآن الكريم والأدعية الدينية فى ليالى شهر رمضان فإن أهل الخليج ينشطون فى إحيائها، ولا يكاد أى منزل من المنازل يخلو من جانب من جوانب تلك الحلقات الإسلامية حيث يتناول الزوار والأصدقاء تلاوة القرآن الكريم والأدعية الدينية.

وتبقى المملكة العربية السعودية الأبرز فى عاداتها وتقاليدها فى رمضان، ولكونها تحوى أكثر الأماكن الإسلامية تقديساً فى العالم، مكة والمدينة، يحرص السعوديون على أن يفدوا إليهما من جميع مدن المملكة لقضاء ليالى رمضان كلها أو بعض منها، فالأجواء الإيمانية لا تشابهها أجواء فى هاتين البقعتين من الأرض.

أما الكويت، الدولة المعروفة بدواوينها التى تتحول فى رمضان إلى مجالس للوعظ والنصح والإرشاد وقص سير الأنبياء والصحابة والتابعين، من قبل رجال ذوى علم بالدين الإسلامى التى تستعد مبكراً لرمضان، فالرجال من كبار السن والشباب ومن يستمتع بإجازة من عمله، لا بد أن يكون حاضراً فى ديوان ما، فالدواوين مدارس الرجال حسب عاداتهم.

وفى سلطنة عمان تتمتع الأسواق فى رمضان نبكهة خاصة، حيث بريق ألوان البضائع الرمضانية يجذب الانتباه، والزينة تخلب الألباب، والمواد الأساسية الطبيعية لعمل العصائر والحلوى، القادمة من بلدان الهند وإيران وباكستان والصين تنتشر هنا وهناك، بائعو الزينة الرمضانية يُرغبون الزائرين، كل ذلك يشد العُمانيين إلى زيارة أسواقهم التى صارت عادة رمضانية، ولابد أن تكون بين مشتريات زائر السوق حلوى عُمانية، فغالبية الناس فى السلطنة يزورون أسواقهم لشرائها.

الإفطار فى البر بدولة الإمارات له طابع خاص فى رمضان، كثيرة هى الخيم والعربات المقطورة التى تنتشر فى البر وعلى سواحل البحر أيضاً، والعادة جرت أن يتبادل الناس فيما بينهم مما لديهم من طعام الإفطار، وهناك على البر أو الساحل تختلف الأكلات بأنواعها وأصنافها، فالجميع يبادل الآخرين صحون الطعام، وكأن الناس تربطهم علاقات صداقة قديمة ولم يتعارفوا للتو، لتولد بذلك علاقات طيبة وصادقة سببها العادات الرمضانية.

أما الخيم الرمضانية فى البحرين فلها وضع خاص حتى لا يشعر الفقير بفرق بينه وبين الغنى، تلك ميزة عرفت بها الخيم الرمضانية التى يقيمها البحرينيون، حيث يجتمع أبناء الحى الواحد، فى خيم أعدت للإفطار الرمضانى، تزداد الألفة والمحبة، وتزال الخلافات والضغائن، ولا يشعر الفقير بفرق عن الغنى، فجميعهم يجلسون إلى جانب بعضهم البعض، يتناولون من الطعام ذاته، أما الأطفال فى البحرين فتولد النكهة الرمضانية والشعور برمزية الشهر الفضيل من خلال ما تنطقه أفواههم، حين يخرجون كل يوم ينشدون الأهازيج الشعبية الرمضانية فى الأزقة القديمة، التى ما زالت تحافظ على تراث الأجداد.

وتتميز الدول الخليجية ببعض الأطباق والأطعمة الشهية والفاخرة التى اشتهر بها أهالى منطقة الخليج وأهمها على سبيل المثال لا الحصر.. الهريس والساقو والنشا واللقيمات والعصيدة والبلاليط والثريد والمحلبية أو المهلبية حيث تجتهد ربات البيوت خلال هذا الشهر بتحضير جميع هذه الأطعمة لتزين بها مائدة الإفطار اليومية، وحيث تقوم ربات البيوت بتبادل توزيع هذه الأطباق فيما بينها من الجيران والأصدقاء سواء من أهل البلد أو الآخرين الوافدين إليها.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل