المحتوى الرئيسى

"مَدينون لنا بأموال طائلة".. ترامب يوبخ قادة دول حلف الناتو ويغادرهم قبل انتهاء مأدبة العشاء، فماذا كانت ردود أفعال الحضور؟

05/26 12:18

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس 25 مايوأيار 2017، مجدداً، أن أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) لا ينفقون ما يكفي على الدفاع، محذراً من وقوع هجمات أخرى -مثل هجوم مانشستر الذي وقع قبل أيام- إذا لم يبذل الحلف المزيد من الجهد لوقف المتشددين.

وفي تصريحات مفاجئة مع اصطفاف زعماء الحلف بجواره، قال ترامب إن بعض الدول الأعضاء تدين بـ"أموال طائلة" للولايات المتحدة والحلف.

وقال ترامب وهو يقف بجوار قطعة من أنقاض برجي مركز التجارة العالمي، إن "23 من الدول الأعضاء الثماني والعشرين لا تدفع إلى الآن ما ينبغي لها دفعه مقابل دفاعها".

ووجّه ترامب حديثه لزعماء الحلف، قائلاً: "هذا ليس إنصافاً لدافعي الضرائب الأميركيين، والكثير من هذه الدول عليها مبالغ ضخمة من المال من السنوات الماضية".

وتتعارض تصريحاته مع جهود الحلف الحثيثة لتعزيز الوحدة الغربية، بدعوة ترامب لإزاحة الستار عن نصب تذكاري لهجمات 11 سبتمبر/أيلول على الولايات المتحدة في المقر الجديد للحلف.

وقال ترامب في كلمة قبل مأدبة عشاء مع الزعماء: "لن نتهاون أبداً في تصميمنا على هزيمة الإرهاب وتحقيق الأمن الدائم والرخاء والسلام". وأضاف: "ينبغي وقف الإرهاب وإلا فإن الرعب الذي شاهدتموه في مانشستر ومواقع غيرها كثيرة سيستمر إلى الأبد".

وقُتل في الهجوم الذي استهدف حفلاً غنائياً بمدينة مانشستر البريطانية 22 شخصاً يوم الإثنين، بينهم أطفال.

وقال ترامب: "هذه المخاوف الأمنية الكبيرة هي السبب نفسه الذي يجعلني مباشراً جداً جداً في القول إنه ينبغي في النهاية لأعضاء الحلف المساهمة بحصصهم العادلة".

ودافع ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف الأطلسي، عن ترامب قائلاً إنه رغم "فظاظته" فإنه وجّه "رسالة صريحة وواضحة بشأن المتوقع" من الأعضاء.

وقال دبلوماسي كبير إن كثيراً من الحضور لم يتقبلوا تصريحات ترامب، الذي ترك مأدبة عشاء للزعماء قبل انتهائها ليطير إلى إيطاليا؛ لحضور قمة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى المقررة الجمعة.

وأوضح معلقاً على كلمة ترامب: "لم يكن المكان ولا التوقيت المناسبين. لم يكن أمامنا سوى التظاهر بأن الأمر لا يزعجنا".

وفي طلب آخر غير متوقع، دعا ترامب الحلف إلى تضمين الحد من الهجرة في مهامه بجانب محاربة الإرهاب وردع روسيا.

وكان زعماء الحلف يريدون من ترامب، أن يدعم علناً الحلف العسكري الذي وصفه خلال حملته الانتخابية بأنه "عفى عليه الزمن"، لكنه عاد إلى شكواه القديمة بشأن تراجع إنفاق أوروبا الدفاعي منذ انتهاء الحرب الباردة.

كما أحجم ترامب عن الالتزام علناً بالبند الخامس في ميثاق تأسيس الحلف، والذي ينص على أن أي هجوم على بلد عضو يمثل هجوماً على جميع الأعضاء.

نيكولاس بيرنس، الدبلوماسي السابق وسفير واشنطن لدى الحلف خلال الفترة بين عامي 2001 و2005، أشار إلى أن كل رؤساء أميركا منذ هاري ترومان تعهدوا بتأييد البند الخامس وبأن الولايات المتحدة ستدافع عن أوروبا.

وقال شون سبايسر المتحدث باسم البيت الأبيض، إن ترامب ملتزم "مائة بالمائة" بالدفاع المشترك.

وتراجعت عبارات المديح للحلف بعد انتقادات ترامب الحادة له خلال حملته الانتخابية ووصفه بأنه لا يقوم بما يلزم في محاربة الإرهاب.

وكان ترامب هدد في العام الماضي بالتخلي عن حلفاء واشنطن بأوروبا إن لم ينفقوا ما يكفي على الدفاع، في تصريحات أثارت قلقاً على نحو خاص لدى دول البلطيق السوفييتية السابقة الواقعة على الحدود مع روسيا والتي تخشى من تكرار ما أقدمت عليه موسكو في 2014 حين ضمت شبه جزيرة القرم من أوكرانيا.

ورغم تخفيف لهجته في مكالمات هاتفية واجتماعات مع زعماء غربيين، أعادت كلمات ترامب الحادة إلى الأذهان ما قاله في اجتماعه بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في أبريل/نيسان حين طالب ألمانيا بالوفاء بالإنفاق العسكري المستهدف للحلف.

وسعى دبلوماسيون لطمأنة ترامب، الخميس 25 مايو/أيار الحالي، بالتعهد بالموافقة على خطط قومية بنهاية العام تنص على تخصيص اثنين في المائة من الناتج المحلي سنوياً للشؤون الدفاعية اعتباراً من 2024.

لكن ترامب زاد الضغط، ووصف الاتفاق الذي أعلن بقمة في ويلز عام 2014 بأنه "الحد الأدنى".

وقال ترامب: "حتى 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي غير كافية!.. 2 في المائة هي الحد الأدنى لمواجهة التهديدات الفعلية القوية اليوم".

وأثبت ترامب وجوده بـ"أفعال" في أول قمة له بحلف الأطلسي؛ إذ دفع بيده رئيس وزراء الجبل الأسود؛ ليفسح لنفسه المجال لتقدُّم الصف بين مجموعة من الزعماء المشاركين.

وانتشر الفيديو الذي يصور المشهد على نطاق واسع.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل