المحتوى الرئيسى

7 نصائح لحماية أطفالكم من الاختطاف في مصر

05/26 11:20

بعد أن يضيع الطفل في المدن المزدحمة يصبح العثور عليه شبه مستحيل. بإمكانكم تدريب أطفالكم لكي لا يصبحوا عرضة للضياع والخطف بسهولة عبر هذه الخطوات

أكثر من مليوني بلاغ استقبلهم خط نجدة الطفل في مصر عن أطفال مفقودين حتى الآن. يعبر هذا الرقم عن مأساة أكثر 2 مليوني أسرة فقدت أطفالها.

ليس هناك أمر مفجع أكثر من أن تفقدوا أطفالكم، بسبب الخطف أو الضياع أو التيه. مجرد تخييل أن أطفالكم لن يكونوا في حضنكم الليلة سيصيبكم هذا بالهلع.

فكيف نحمي أطفالنا من الخطف والضياع؟ ومن مصير مجهول قد يواجههم؟

حينما يضيع طفل في القاهرة، يكون العثور عليه صعباً للغاية. وهو تحد تواجهه المدن التي تكثر بها الجريمة والفوضى وأعداد السكان.

تحكي سمية، وهي ربة منزل ثلاثينية، عن ضياع ابنتها ندى ذات الأربعة أعوام وهي تبكي.

تقول لرصيف22: "غابت عن نظري لحظة، ثم اختفت، فص ملح وداب".

تقول إنها اصطحبت ابنتها، كما تفعل دائماً، إلى سوق الخضروات.

"اشتريت الفاكهة ودخلت الدكان المزدحم كي أسدد الحساب، كانت هي عند باب الدكان تتفرج على البائع الذي كان ينادي على بضاعته بصوت غريب وتضحك، وكنت أضحك أنا أيضاً"، تقول سمية لرصيف22.

انشغلت بمراجعة الحساب مع البائع، وحين انتهت نظرت خلفها ولم تجدها.

تقول إنها بحثت عنها "كالمجنونة"، ولم تجد لها أثراً.

يقول والد ندى وزوج سمية، عادل محمد الذي يعمل محاسباً في شركة خاصة، إنه أخذ زوجته واتجه مباشرة إلى قسم شرطة الجيزة، وعرض الحادثة على الضابط.

"رفض الضابط أن يحرر محضراً، أخبرني أن القانون ينص على أنه يجب أن يمر 24 ساعة على الاختفاء… صرخت وطلبت رؤية المأمور، ولكن الضابط هددني بالحبس إذا لم أغادر القسم فوراً"، يقول محمد لرصيف22.

ويتابع: "عدنا إلى قسم الشرطة وقد مرت الـ 24 ساعة لنحرر المحضر. وماذا فعل المحضر؟ مجرد كلام على ورق، لم يتحرك أحد من القسم، ولم يتخذوا أية إجراءات".

حينما ضاع عادل التربي تلميذ الصف الثالث وعمره  9 سنوات تقريباً ظنت عائلته أنهم لن يعثروا عليه مجدداً.

اعتاد الذهب مع أخيه الأكبر، أحمد، يومياً إلى المدرسة، وفي يوم الخميس تأخر الشقيقان في العودة من المدرسة، وعندما ذهب الأب لاستفقادهما وجد أحمد يبكي عند مدخل المدرسة.

"وقتها أيقنت أن عادل في خطر" يقول  الأب محمود التربي لرصيف22.

فقد خرج أحمد ولم يجد عادل، ظل يبحث عنه في كل مكان فلم يعثر له على أثر، خاف أن يعود إلى البيت بدون الأخ الأصغر.

"لم ألجأ إلى الشرطة لعلمي أنها لن تفعل شيئاً، استأجرت سيارة نصف نقل وأخذت ميكروفون من الشارع ورحنا ندور بالسيارة في المنطقة ونحن نصف للأهالي ملابسه ونناشد من يعثر عليه بأن يحضره إلى جامع الفتح القابع على ناصية شارعنا، ولكن في النهاية لم نعثر عليه"، يقول التربي.

بعد يومين دق باب الشقة رجل خمسيني ومعه عادل.

"كان عادل يلعب مع زملائه أمام المدرسة، وتشبث أصدقاؤه بعربة نقل ففعل مثلهم، استطاع الأطفال القفز من العربة أما هو فلم يقدر على تركها إلا بعد أن سحبته إلى منطقة بعيدة، كفر طهرمس"، يقول التربي.

شعر عادل بالضياع هناك، فجلس على الرصيف يبكي حتى قابله رجل خمسيني يُدعى العم رجب.

لم يستدل الرجل على عنوان الطفل، ففتح حقيبته المدرسية واستخرج الكتب التي كُتب عليها اسم المدرسة.

ولأن الجمعة والسبت إجازة، اضطر أن يبقيه معه لحين عودة الدراسة، ومن المدرسة عرف عنوان الطفل، فأعاده لمنزل الأسرة.

يجيب الدكتور محمد شعبان، أخصائي علم النفس التربوي، عن هذا السؤال لرصيف22: "في البداية يجب أن نحدد الأساليب والطرق المختلفة التي يتبعها المختطف لنحدد كيفية مواجهة كل طريقة". ويحدد تلك الطرق في عدة نقاط:

غالباً ما يستخدم المختطف بعض الأطفال المعاونين له لاستقطاب الطفل، وذلك في الحدائق العامة أو التجمعات الترفيهية للأطفال، حيث ينضم طفل أو أكثر إلى الطفل المستهدف بنية مشاركته اللعب ثم يبدأون في استدراجه بعيداً عن أسرته.

بعدها يتدخل المختطف البالغ ويخفي الطفل تماماً.

ولحماية أطفالنا من تلك الطريقة، علينا أولاً أن نحدد مكان جلوسنا في الحديقة أو الملاهي بالقرب من أماكن اللعب، حيث يكون أطفالنا تحت نظرنا طوال الوقت. وعلينا أن نحذر الطفل من الابتعاد تحت أي ظرف، وأن لا ينساق خلف أحد.

الطفل بطبيعته يكره النصائح ويكسرها ولكن لو هددناه بأنه لن يسمح له باللعب وأننا سنغادر المكان إن لم يستجب، فسوف يستجيب على الفور، لأن اللعب لديه أهم شيء، خصوصاً لو أدرك أن التهديد سوف يُنفذ.

الإغراء بالحلوى هي طريقة يتبعها المختطف، ولعلها الأكثر شيوعاً، فعادةً يقدم المختطف لعباً أو حلوى يجذب بها الطفل. هنا يجب أن تعلّموا أولادكم أن الشرير ليس قبيحاً كما يظهر في الأفلام الكرتونية، بل قد يأتي في صورة ملائكية.

شارك غردأكثر من مليوني بلاغ عن أطفال مفقودين استقبلهم خط نجدة الطفل في مصر. ما هو مصيرهم؟

شارك غرديجب عليكم أن تعلموا أولادكم أن الشرير ليس قبيحاً كما يظهر في الأفلام الكرتونية، بل قد يأتي في صورة ملائكية

فلا يجوز للطفل أن يأخذ من أحد شيئاً إلا بعد مراجعة الأسرة، لذا فعندما يتقدم أحد لطفلكم بالهدايا، عليه أن يخبره بأنه سيستأذن من ولي أمره، ثم يصرخ طالباً أمه أو والده، وإن لم يكونا بالقرب من المكان.

الطفل بغريزته مقاتل شرس، كل ولي أمر يدرك ذلك، يدافع عما يريد بروح قتالية عالية.

قد ترون في تلك الروح الشرسة مصدر إزعاج لكم، غير أنها في الحقيقة مصدر لدفع الأذى عن الطفل، وحماية له من مشاكل كثيرة قد يواجهها، منها التحرش والخطف.

لذا يجب ترويض تلك الغزيرة فيه وليس قتلها، ويجب أن يفهم الطفل أنه قوي، وأنه في حالة التعدي عليه يجب أن يستخدم تلك القوة، فيصرخ ويرفس ويستغيث بالمارة ويركل ويعض إن أمكن.

أما في حالة الضياع، بحسب رأي شعبان، فإنها تختلف كلياً عن حالات الخطف، لذا فإن وسائل الحماية منها مختلفة أيضاً، وهي:

حين يشعر الطفل بالضياع في الأسواق العامة أو الشارع أو المراكز التجارية، لا يعرف لمن يلجأ ولا أي طريق يسلك. لذا فإن عليكم أن تنصحوا أطفالكم في حالة الضياع أن يبحثوا عن دوائر الثقة. ففي المراكز التجارية مثلاً، يدرك الطفل أن الرجل الواقف عند البوابة صاحب السلاح هو رجل أمن، فعليه أن يلجأ إليه.

وفي الشوارع عليه أن يلجأ إلى أقرب محل أو دكان، وأن يخبر صاحبه أنه ضائع، وأن لا يبتعد عن المكان الذي فُقد فيه، فهذا يسهّل عملية العثور عليه.

يوضح شعبان أن العالِم الذي حيّر الجميع بنظرياته، آينشتاين، كان أكثر الناس عرضة للتيه، فقد كان ينزل من منزله وفي رأسه مسألة حسابية ثم يكتشف فجأة أنه في مكان لا يعرف عنه شيئاً، لذا كان يدوّن عنوان سكنه في ورقة صغيرة ويتركها بجيبه.

أنتم أيضاً بإمكانكم فعل ذلك مع أطفالكم، خاصة إذا لم يستطيعوا الكلام بعد، مجرد ورقة مدون فيها أرقام هواتفكم وعنوان السكن في جيب أطفالكم قد تحميهم من الضياع.

الطفل لديه قدرة هائلة على الحفظ، بالأخص حفظ الأرقام، بإمكانكم أن تخبروا الطفل أن حفظ رقم الأب عليه مكافأة، وحفظ رقم الأم مكافأة أخرى. والطفل يحب المكافآت فاستغلوا ذلك.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل