المحتوى الرئيسى

السيسي في أسبوع: المشاركة بقمة الرياض واتصال مع ماكرون والرد على البشير | المصري اليوم

05/26 10:21

شهد الأسبوع الماضي نشاطا مكثفا للرئيس عبدالفتاح السيسي، فقد شارك في القمة العربية الإسلامية بالرياض والتقى خلالها مع عدد من الزعماء المشاركين فيها، وأجرى مباحثات في القاهرة مع كل من المستشار النمساوي والرئيس الغيني، وأجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس الفرنسي ماكرون، وعلى الصعيد الداخلي زار مدينة دمياط لافتتاح عدد من المشروعات الخدمية والتنموية، وعقد اجتماعا لاستعراض موقف توافر السلع الغذائية الأساسية في الأسواق بكميات مناسبة استعدادا لشهر رمضان.

واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بالتوجه إلى العاصمة السعودية الرياض، وذلك للمشاركة في أعمال القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي عقدت بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وألقى الرئيس كلمة أمام القمة استعرض فيها الرؤية المصرية لصياغة استراتيجية شاملة لمواجهة خطر الإرهاب، من خلال تكثيف الجهود الدولية الساعية لوقف تمويل التنظيمات الإرهابية ومدها بالسلاح والمقاتلين وتوفير الملاذ الآمن لها.

وأكد الرئيس، أن مواجهة خطر الإرهاب واستئصاله من جذوره، تتطلب إلى جانب الإجراءات الأمنية والعسكرية مقاربة شاملة تتضمن الأبعاد السياسية والأيديولوجية والتنموية، وأن نواجه جميع التنظيمات الإرهابية بشكل شامل ومتزامن على جميع الجبهات، مشيرا إلى أن مصر تخوض يوميا حربا ضروسا ضد التنظيمات الإرهابية في شمال سيناء، تحقق فيها انتصارات مستمرة وتقدما مطردا، تحرص على ضبط وتيرته ونطاقه بحيث يتم استئصال الإرهاب بأقل خسائر ممكنة مع الحفاظ على أرواح المدنيين.

وأوضح الرئيس، أن المعركة ضد الإرهاب هي معركة فكرية بامتياز، والمواجهة الناجحة للتنظيمات الإرهابية يجب أن تتضمن شل قدرتها على التجنيد واجتذاب المتعاطفين بتفسيراتٍ مشوهة لتعاليم الأديان، تُخرجُها عن مقاصدها السمحة وتنحرف بها لتحقيق أغراض سياسية، كما أكد أن ملء الفراغ الذي ينمو وينتشر فيه الإرهاب يستلزم بذل كل الجهد، من أجل استعادة وتعزيز وحدة واستقلال وكفاءة مؤسسات الدولة الوطنية في العالم العربي، بما في ذلك تلبية تطلعات وإرادة الشعوب نحو النهوض بالدولة، من خلال تكريس مسيرة الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، والوفاء بمعايير الحكم الرشيد واحترام حقوق الإنسان، وترسيخ مفاهيم دولة القانون والمواطنة واحترام المرأة وتمكين الشباب.

كما دعا إلى تسوية القضية الفلسطينية على مبدأ حل الدولتين لإنجاح جهود القضاء على الإرهاب، بما يوفر واقعا جديدا لكافة شعوب المنطقة تنعم فيه بالازدهار والسلام والأمان، فضلا عن هدم أحد الأسانيد التي يعتمد عليها الإرهاب في تبرير جرائمه البشعة.

وعقد الرئيس على هامش القمة عددا من اللقاءات الثنائية مع بعض قادة الدول والحكومات المشاركين فيها، للتباحث حول سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية مع هذه الدول ومناقشة إمكانات وفرص التعاون المتاحة في مختلف المجالات وكيفية تفعيلها بما يحقق المصالح المشتركة، فقد التقى مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أشاد بما يبذله الرئيس السيسي من جهود شاقة في ظل ظروف صعبة ساهمت بشكل كبير في إعادة الأمن والاستقرار إلى مصر.

وأكد الرئيسان حرصهما على مواصلة تطوير الشراكة الاستراتيجية التي تربطهما وتعزيز التعاون بين البلدين على مختلف الأصعدة، لاسيما في ضوء الوضع الإقليمي المتأزم الذي يشهده الشرق الأوسط، والذي يتطلب تنسيقا وعملا مشتركا من أجل التغلب على ما ينتج عنه من تحديات مشتركة، وعلى رأسها خطر الارهاب، حيث أشاد الرئيس ترامب بما تقوم به مصر من جهود فعّالة لمكافحة الارهاب والتطرف.

والتقي الرئيس السيسي بمقر إقامته في الرياض مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم، حيث أكد حرص مصر على تعزيز العلاقات المتميزة والقوية التي تربطها بالعراق، ودعم مصر الكامل لوحدة وسيادة العراق على كامل أراضيه، وشهد اللقاء استعراض آخر التطورات على الساحة العراقية، ولاسيما العمليات العسكرية الجارية لتحرير مدينة الموصل، ورحب السيسي بالتقدم المحرز في هذا الصدد، مؤكدا دعم مصر لكافة الجهود الرامية إلى تحقيق مصالحة وطنية حقيقية تعزز من جهود التنمية والاستقرار، فضلا عن مساندة الحكومة العراقية في جهودها للقضاء على التطرف والإرهاب.

كما استقبل الرئيس السيسى رئيس طاجيكستان إمام على رحمان، وتناولت المقابلة سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، حيث أكدا أهمية استثمار الإمكانات التي تتمتع بها كلتا الدولتين لتعزيز التعاون الاقتصادى والتبادل التجارى بينهما، والجهود الدولية في مكافحة الإرهاب والعمل على استئصاله من جذوره، كما استقبل رئيس بوركينا فاسو روك مارك كابوريه، وشهد اللقاء مناقشة سبل دعم العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، وعدد من القضايا الأفريقية والتحديات المشتركة التي تواجه دول القارة، وعلى رأسها خطر الإرهاب.

وعقب انتهاء الجلسة الختامية للقمة العربية الإسلامية الأمريكية، شارك الرئيس السيسى في افتتاح المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف، ويهدف المركز إلى رصد وتحليل الفكر المتطرف بغرض التصدى له ومواجهته والوقاية منه، كما يهدف إلى تعزيز ثقافة الاعتدال وتفنيد الخطاب المتطرف والحد من آثاره من خلال تعزيز التعاون الدولى.

وأجرى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا بالرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون، حيث قدم خالص التهنئة له بمناسبة توليه منصبه، مؤكدا تطلعه للعمل معه خلال الفترة القادمة من أجل مواصلة الارتقاء بالعلاقات المصرية الفرنسية على مختلف الأصعدة وترسيخ الشراكة بين البلدين والتعاون الوثيق القائم بينهما في جميع المجالات.

وتناول الاتصال عددا من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية وسبل تطويرها وتعزيزها خلال المرحلة المقبلة، وتطرق الاتصال كذلك إلى التطورات على صعيد بعض القضايا الإقليمية، ومنها الجهود الجارية للتقريب بين الأشقاء في ليبيا من أجل تحقيق تقدم في العملية السياسية بما يعيد الاستقرار إلى هذا البلد الشقيق ويحفظ وحدته ومؤسساته الوطنية.

واستقبل الرئيس السيسي كريستيان كيرن مستشار النمسا، حيث أكد الرئيس حرص مصر على الارتقاء بمستوى التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، فضلا عن مواصلة التشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، واستعرض مجمل تطورات الأوضاع في مصر، مشيرا إلى خطوات الإصلاح الاقتصادي والجهود المبذولة لتحسين مناخ الاعمال وجذب الاستثمارات وزيادة معدلات النمو، بالإضافة إلى تنفيذ العديد من المشروعات القومية بما يوفر فرص العمل ويُحقق نهضة بالقطاعات الاقتصادية والخدمية المختلفة.

وأشار إلى تطلع مصر لاستفادة الشركات النمساوية من الفرص الاستثمارية المتنوعة التي تتيحها المشروعات التنموية الجاري تنفيذها، خاصة في المناطق الاقتصادية الجديدة مثل العاصمة الإدارية الجديدة ومنطقة قناة السويس، وتم الاتفاق على تبادل زيارات الوفود الاقتصادية خلال المرحلة المقبلة لبحث آفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين.

وتطرق اللقاء إلى التطورات على الصعيد الإقليمي والجهود التي تبذل للتوصل لتسويات سياسية للأزمات القائمة، وناقش الجانبان تداعيات الأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة على أمن واستقرار الشرق الأوسط وأوروبا، ومن بينها موضوعات تدفقات اللاجئين والمهاجرين وسبل التعامل معها، بالإضافة إلى جهود مكافحة الإرهاب والتطرف.

وأكد الرئيس السيسي في المؤتمر الصحفي المشترك مع المستشار النمساوي إدانة مصر للحادث الإرهابي الذي وقع بمدينة مانشستر البريطانية، وأعرب عن إدانة مصر لكل الاحداث الإرهابية في ضوء ما تمثله من اعتداء على الإنسانية.

وردا على استفسار حول التصريحات الإعلامية الأخيرة التي تضمنت اتهاما لمصر بدعم عناصر لمهاجمة السودان، أكد الرئيس تبني مصر لسياسات ثابتة لا تتغير وتقوم على عدم التدخل في شؤون الآخرين وعدم التآمر على أحد، وأن تلك الثوابت تم التأكيد عليها في إطار استراتيجية مصر لمكافحة الإرهاب التي تم عرضها خلال القمة العربية الإسلامية الأمريكية الأخيرة في الرياض، مشددا على أن مصر تتعاون فقط من أجل البناء والتنمية ولا تقوم بمثل هذه الإجراءات الخسيسة، وخاصةً ضد الأشقاء في السودان.

واستقبل الرئيس السيسي ألفا كوندي رئيس جمهورية غينيا والرئيس الحالي للاتحاد الافريقي، حيث أعرب الرئيس عن اهتمام مصر بتطوير التعاون الثنائي مع غينيا في جميع المجالات، ولاسيما على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والزراعية، فضلا عن زيادة تواجد الشركات المصرية في السوق الغيني، وأكد الرئيس في هذا الإطار ضرورة عقد الاجتماع القادم للجنة المشتركة بين البلدين قريبا والإعداد الجيد له.

واستعرضت المباحثات تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية في القارة الأفريقية، حيث تم تبادل الرؤى بشأن المستجدات في ليبيا، واتفق الجانبان على أهمية مواصلة العمل مع الأشقاء في ليبيا من أجل دفع العملية السياسية واستعادة السلم والأمن في هذا البلد الشقيق، بما يُعزز من الاستقرار في القارة الأفريقية بصفة عامة وفي منطقة الساحل بصفة خاصة، كما أشار الرئيس إلى أهمية دعم المؤسسات الوطنية الليبية، وعلى رأسها مجلس النواب والجيش الوطني الليبي، حتى يُمكنها الاضطلاع بمهامها في استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا.

وعلى صعيد القضايا الداخلية عقد الرئيس السيسي اجتماعا حضره المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، وعمرو الجارحي وزير المالية، وأحمد كجوك نائب وزير المالية للسياسات المالية والتطوير المؤسسي، وتم خلال الاجتماع مناقشة النتائج الأولية لموازنة العام المالي الحالي 2016-2017، بالإضافة إلى الإجراءات الجاري اتخاذها لتخفيض عجز الموازنة وحجم الدين العام.

واستعرض الاجتماع موقف توافرالسلع الغذائية الأساسية في الأسواق بكميات مناسبة استعدادا لشهر رمضان الكريم، وأكد الرئيس خلال الاجتماع أهمية مواصلة الحكومة جهودها من أجل تلبية احتياجات المواطنين وضرورة توفير السلع بأسعار تنافسية وكميات مناسبة وإتاحة منافذ البيع بمختلف انحاء الجمهورية، ولاسيما بمحافظات الصعيد والمناطق النائية بما يضمن حصول المواطنين ولاسيما محدودي الدخل على جميع احتياجاتهم من السلع، كما أشار إلى أهمية استمرار وزارة المالية في متابعة المؤشرات الاقتصادية المختلفة وتقييم إجراءات الإصلاح الاقتصادي بشكل دوري، فضلا عن متابعة جهود تخفيض العجز في الموازنة والدين العام بما يساهم في معالجة الاختلالات الهيكلية التي ظل يعاني منها الاقتصاد المصري لعقود.

وزار الرئيس السيسى محافظة دمياط لافتتاح عدد من المشروعات في مجالات الصحة والإسكان والصناعة، من بينها وضع حجر الأساس للمرحلة الأولى لمدينة الأثاث بدمياط، والمستشفي العسكري في دمياط الجديدة، ومستشفي الطوارئ بكفر سعد، والمرحلة الأولي لمشروع إسكان دار مصر للإسكان المتوسط، كما افتتح الرئيس عبر الفيديو كونفرانس عددا من المشروعات الأخرى في قطاعى الصحة والسكان بعدد من المحافظات.

ووجه الرئيس بضرورة التنسيق مع الحكومة للتأكد من الانتهاء من كافة المشروعات الجارى تنفيذها فضلا عن المشروعات التي توقفت منذ أعوام لأسباب مختلفة، بحيث يتم الانتهاء من كافة تلك المشروعات بنهاية العام الحالي، وأكد ضرورة مراعاة إنشاء مراكز خدمة على الطرق السريعة تتضمن نقطة اسعاف وشرطة ومحطة وقود، ووجه الرئيس بتشكيل لجنة من الجهات المعنية لمتابعة تنفيذ المعايير الخاصة بمعالجة النفايات الطبية، كما وجه بتوفير قروض ميسرة بفائدة لا تزيد عن 5 % لأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة الراغبين في العمل في مدينة الأثاث بدمياط.

ووجه الرئيس أيضا بتكثيف جهود وزارة الصحة وبالتعاون مع القوات المسلحة للقضاء على فيروس سى خلال عام، لتصبح مصر خالية من هذا الفيروس، وطالب خلال افتتاحه للمعهد القومى التدريب بالعمل على الانتهاء من الخطوات اللازمة لإصدار رخصة لمزاولة مهنة الطب في مصر تحظى باحترام ومصداقية في مختلف أنحاء العالم.

وأكد الرئيس على ضرورة الانتهاء من انشاء 180 ألف وحدة سكنية بديلة للمناطق غير الآمنة بحلول 30 يونية 2018، كما أكد ثقته في وعى الشعب المصرى وصبره على الأعباء الناجمة عن التعامل مع الظروف الصعبة التي تمر بها مصر لتخطى هذه المرحلة.

كما أكد الرئيس أنه بنهاية الشهر الحالي سيتم عقد اجتماع يضم المحافظين ومديرى الأمن وقادة المناطق العسكرية لاستعراض ما تم تنفيذه من إجراءات خاصة بإزالة التعديات على أراضى الدولة، مشددا على عدم السماح لأي شخص أيا كان بالتعدى على حقوق المصريين أو الاستيلاء على متر واحد من أراضى الدولة، وأنه لا يوجد أحد فوق القانون.

ووجه الرئيس أيضا بضرورة الإسراع في تنفيذ محطات لمعالجة مياه الصرف في بحيرة المنزلة، والتى تبلغ تكلفتها حوالي 40 مليار جنيه، موضحا أن عدم التعامل مع مثل هذا المشكلات في الماضى كان له آثار كبيرة في الوقت الحالى، إلا أن الدولة لن تتوانى عن معالجة أي خطأ وستبذل أقصى ما في وسعها لتصحيحه بحيث يمكن استغلال موارد الدولة بالوجه الامثل.

Comments

عاجل